عرشٌ عظيمٌ من هباء ..! الأرضُ تبحَث ُ عَنْ بِدَايَتها :
لـِ تتسِعَ السّمَاءْ ..!
وَالليلُُ منفردٌ بـِ هَذا الكَون ِ ..
يَفعَلُ مَا يَشاءْ ..
وَأنا وَحِيدْ :
أنظرُ في نوافذِ خاطِري بَعضَ الهُرَاءْ ..
وَعَليّ أن أرثَ المكانَ مِنَ الزمَانْ ..!
وَأنسجُ مِنْ ظلام ِ قِيامَتي :
خيْط َ الضيَاءْ ..
وَعليّ حُزنٌ :
مِثلَ جِلدِ الرُوح ِ ..
تثقبهُ زهُورُ الهـُنـْـدُبـَاءْ ..!
وَأنا حَزينْ ..
أسْمعُ الصّمتَ المعلقَ بَينَ أوْردَةِ الصّدَى ..
وَأجُسّ ُ نبْضَ الدّمع ِ :
هلْ نطقتْ دُمُوعُ الكبرياءْ ..
أوّاهُ :
هلْ أرثي الرّثـَاءْ ..!
إنني أتلو وصية َ عَنترة :
عِمِي مَسَاءً دَارَ عَبْلة ْ ..
وَتكلمي يَا دَارَ عَبْلة َ بـِ الجوَاءْ ..!
وَوَدِدْتُ أنّ الشعرَ يُصبحُ لي ردَاءْ ..
وَسَألتُ نفسِي :
ما الـ [ سرَابْ ] ..؟
هَذا السرَابُ الأبيضُ الصّوتيّ ُلـِ اسْم ٍ :
تملأ المجهُولُ بـُحـّتَهُ ..
وَيمَلؤهُ الرحِيلُ ألوهَة ً ..
وَأرتجِلُ " ارتجَالي " ..
حينَ يَرتجِلُ المسَاءُ مِنَ " المسَاءْ " ..!
وَعَليّ أن ألـِجَ انهِزامِي ..
وَأخرُجُ رَافِعاً كفـّي :
أحيّـِي جَمْعَ جُمهُور ٍ يُصَفقُ بـِ اسْتِياءْ ..!
ثمّ أكْتبُ لـِ الفرَزدَق ِ بَيْتَ شِعر ٍ ..
وَأبعَث ُ لـِ ابْنَ خلدُون َ احتِرَامِي ..
وَأنظرُ مِنْ خِلال ِ رسَالتي :
- رَجُلـَيْن ِ يَنتحِرانْ -
وَلا أعِيرُهُمَا اهتِمَامِي ..
وَكـَ أننِي قلمٌ ..
تبَاعَدَ عَنْ مَسَار ِ سُطورهِ ..
وَنسَى بـِ أنّ الوَزنَ مَطلوبٌ بـِ لفظ ٍ :
كـَ [ الهَوَاءْ ] ..!
الحرْفُ ممَلكتِي ..
وَتختِي في ثقوبِ الأرض ِ :
عَرْش ٌ مِنْ هَبَاءْ ..!
والرّوحُ تمثالٌ بـِ نقـْش ِ فـُسيْـفـُساءْ ..
وَعَليهِ تاجٌ مِنْ دَم ٍ ..
أوْ مِنْ بكَاءِ الأشقيَاءْ ..
القلبُ يَعلمُ أننِي :
نِصفُ الطريق ِ إلى الخفاءْ ..
وَالنصفُ يُوقنُ أننِي :
حـُـزنٌ ويُكمِلني الشقاءْ ..
لا بُدّ مِنْ نثر ٍ إذن ..
لا بُدّ مِنْ نثر ٍ إلهيّ ٍ لـِ يَنتصِرَ البَهَاءْ ..! ماجد عبد الرحمن
|