اتِّهَامَات وَاعْتِرَافَات
نَذْكُر هُنَا أَن مُصْطَفَى مَحْمُوْد كَثِيْرَا مَا اتُّهِم بِأَن أَفْكَارَه وَآرَاءَه الْسِّيَاسِيَّة مُتَضَارِبَة إِلَى حَد الْتَّنَاقُض؛ إِلَّا أَنَّه لَا يَرَى ذَلِك، وَيُؤَكِّد أَنَّه لَيْس فِي مَوْضِع اتِّهَام، وَأَن اعْتِرَافِه بِأَنَّه كَان عَلَى غَيْر صَوَاب فِي بَعْض مَرَاحِل حَيَاتِه هُو دَرَّب مِن دُرُوْب الْشَّجَاعَة وَالْقُدْرَة عَلَى نَقْد الذَّات، وَهَذَا شَيْء يَفْتَقِر إِلَيْه الْكَثِيْرُوْن مِمَّن يُصَابُون بِالْجُحُوْد وَالْغُرُوْر، مِمَّا يَصِل بِهِم إِلَى عَدَم الْقُدْرَة عَلَى مُوَاجَهَة أَنْفُسِهِم وَالاعْتِرَاف بَأَخْطَائِهِم.