عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-14-2011, 06:19 PM   #14

Ahmed Elsyad

مشرف القسم الإسلامي سابقا

 

 رقم العضوية : 77137
 تاريخ التسجيل : Nov 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : ManSouRa
 المشاركات : 4,997
 الحكمة المفضلة : رَبــي أســعد قلـوبـاً ضـاقـتْ ♥ ليس لـديهَـا من يسعـدهـا سواك ♥
 النقاط : Ahmed Elsyad has a spectacular aura aboutAhmed Elsyad has a spectacular aura aboutAhmed Elsyad has a spectacular aura about
 درجة التقييم : 225
 قوة التقييم : 1

Ahmed Elsyad غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

ثالثا : الإيمان بألوهيَّة الله تعالى




أ - معنى الإيمان بأُلوهيَّة الله تعالى :

هو التصديق الجازم بأن الله تعالى وحده المستحق لجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة، مثل الدعاء والخوف والتوكل والاستعانة والصلاة والزكاة والصيام، فيعلم العبد يقينا أن الله هو المعبود لا شريك له، فلا معبود بحق إلا الله تعالى، كما قال سبحانه: { وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }.

فأخبر تعالى أن الإله إله واحد، أي معبود واحد فلا يجوز أن يُتّخذ إله غيره، ولا يعبد إلا إياه.

ب - إن الإيمان بأُلوهيَّة الله:

هو الاعتراف بأن الله وحده الإله الحق لا شريك له،

والإله بمعنى المألوه أي: المعبود حبا وتعظيما، فهو إفراد الله بجميع أنواع العبادة، فلا ندعو إلا الله، ولا نخاف إلا الله، ولا نتوكل إلا على الله، ولا نسجد إلا لله، ولا نخضع إلا لله، فلا يستحق العبادة إلا هو سبحانه، تحقيقا لقوله تعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }.




أهمية الإيمان بألوهيَّة الله تعالى :


علمنا أن الايمان بربوبية الله سبحانه لا يكفي لجعل المرء مسلما , فقد كان كفار قريش وغيرهم يقرون بوجود الله سبحانه , ويعلمون أنه خالق السماوات والأرض , وأن بيده ملكوت كل شيء , قال تعالى :
{ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ } .


ومع ذلك أخبر الله تعالى بأنهم مشركون وأُمر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوتهم ومحاربتهم , ومن مات منهم فهو مخلد في النار ,

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(73)) سورة التوبة .

فلماذا حكم الله تعالى بكفرهم وشركهم وأمر نبيه - صلى الله عليه وءاله وسلم - بقتالهم رغم أنهم يعترفون أن الله هو رب السموات السبع ورب العرش العظيم , وأنه بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ؟؟؟

ذلك لأنهم لم يحققوا توحيد الألوهية, أي إفراد الله سبحانه بالعبادة , بل كانوا يصرفون شيئا من العبادة لشركائهم يزعمون أنهم يملكون أن يشفعوا لهم عند الله , وأن عبادة هؤلاء الشركاء ودعاءهم يقربهم إلى الله عز وجل, كما قال سبحانه : ( أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ).




ومن أهم أنواع العبادة : الصلاة والسجود والدعاء و الذبح والنذر ، ونرى أن كثيرا من الناس في العصور المتأخرة قد صرف هذه العبادات لغير الله عز وجل , إما لقبور أو موتى أو أولياء , فعاد الشرك مرة أخرى إلى الأمة كما أخبر النبي صلى الله عليه وءاله وسلم في الحديث الصحيح : ( ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ) .. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلونا على دينك .


فنرى فرقا كثيرا من الشيعة أو الصوفية أو حتى بعض الجهلة من المسلمين ، إذا أرادوا شيئا يدعون أولياءهم وأئمتهم كعلي بن أبي طالب أو الحسين او السيدة فاطمة أو السيدة زينب رضي الله عنهم , أو البدوي أو الجيلاني ونحو ذلك , فيسألونهم الحاجات وتفريج الكربات , وهذا شرك أكبر مخرج من الملة والعياذ بالله , فهو صرف لعبادة عظيمة لغير الله وهي عبادة الدعاء , فقد قال صلى الله عليه وءاله وسلم : ( الدعاء هو العبادة ) .

كما أنه أيضا شرك في الربوبية إذ يعتقد أن هذا العبد المخلوق قادر على قضاء الحاجات وتفريج المصائب او غفران الذنوب .
وهو شرك في صفات الله عز وجل حيث اعتقد في وليه هذا الذي يدعوه صفة سماع دعاء الداعين وعلم الغيب ، وهما من صفات الله تبارك وتعالى التي لا يشاركه فيهما غيره , قال تعالى : ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) ) .

وقال عز وجل : ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) ) .

ولا ينفعهم ادعاؤهم أن هؤلاء وسيلة تقربهم إلى الله , إذ أن هذه كانت حجة من سبقهم من الكفار والمشركين , فلم تنفعهم عند الله تعالى , يقول المولى سبحانه في كتابه الكريم : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ) .

فدعاء غير الله تعالى من أعظم المصائب التي توقع العبد في الشرك والعياذ بالله , فلا توجد واسطة بين الله تعالى وبين خلقه في الدعاء والعبادة , ومن صرف أي نوع من العبادة من ذبح أو نذر أو دعاء لغير الله فهو مشرك , سواء اعتقد أن معبوده هذا إله ينفع ويضر بذاته أو اعتقد أنه دعاءه أو عبادته وسيلة تقربه إلى الله . نعوذ بالله تعالى من الخذلان .







  رد مع اقتباس