عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-15-2011, 09:54 AM   #5

Aya 7ekaya

الإدارة العامة سابقا

 

 رقم العضوية : 49014
 تاريخ التسجيل : May 2010
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : مصر ~
 المشاركات : 55,619
 الحكمة المفضلة : لا شىء يبقى على ما هو عليه ...
 النقاط : Aya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 1634025
 قوة التقييم : 818

Aya 7ekaya غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

MY MmS

أوسمة العضو

مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقة الغرام المستحيل 2 Ask me عبقرى المنتدى المركز الثالث وسام التفاعل والنشاط للادارين اكتوبر 2016 مسابقه  التصميم حلم ليلة العمر نجم الفضفضه وسام مسابقة في حب القرآن مركز أول تصميم  رمضانى 

افتراضي

مصاعب على طريق الدعوة

وفي هذه المرحلة من مسيرة الدعوة الإسلامية ، أصيب الرسول بضربة ، قاسية إذ توفيت زوجته المخلصة خديجة ، وعمه وراعيه أبو طالب ، وشرعت قريش تحاربه بشراسة وضراوة ، ويحدث توماس كارليل عن وضع الرسول الجديد بقوله:

(( فصبوا له الإشراك وبثوا الحبائل وأقسموا بالآلهة ليقتلن محمد بأيديهم ، وكانت خديجة قد توفيت ، وتوفي أبو طالب ، وتعلمون - أصلحكم الله - أن محمداً ليس بحاجة إلى أن ترثى له ولحاله النكراء إذ ذاك ومقامه الضنك وموقفه الحرج ، ولكن اعرفوا معي أن حاله إذ ذاك من الشدة والبلاء كما لم ير إنسان قط ، فلقد كان يختبىء في الكهوف ، ويفر متنكراً إلى هذا المكان وإلى ذاك ،لا مأوى ولا مجير ولا ناصر ، تتهدده الحتوف وتتوعده الهلكات ، وتفغر له أفواهها المنايا ، وكان الأمر يتوقف أحياناً على أدنى – كإجفال فرس من أفراس أتباع محمد - فلو حدث ذلك لضاع كل شيء ولكن أمر محمد - ذلك الأمر العظيم - ما كان لينتهي على مثل تلك الحال))[1] .

طرد الرسول من قريش

ولكن رغم تلك الصعوبات التي واجهها الرسول r في مسيرته الكفاحية لنشر الدعوة الإسلامية ، لم يتوقف هنيهة عن متابعة تبليغ رسالات ربه ، وما كانت قريش لتتوقف بدورها عن مهاجمته ومحاربته . . . وكان أخطر قرار اتخذته بعد تسلم عمه أبي لهب زعامة بنى هاشم خلفاً لأخيه أبي طالب هو طرد الرسول ، يقول المستشرق الروماني جيورجيو :

(( لقد طرد محمد r في المرحلة الأولى من قبل قريش ، في حين أن هاشماً لم تطرده ، إذ حماه أبو طالب ، وخرج معه من مكة إلى الشعب ، ولكن قبيلة هاشم هذه المرة هي التي أقوت طرده . ومنذ الساعة التي صمم فيا رئيس قبيلة هاشم على طرد محمد r تبدلت شخصية محمد rنبي الإسلام ، وغدت أشبه برجال الثورة الفرنسية . فالذين يسيرون على مبدأ مخالفة القوانين لا يحميهم القانون . وساءت أوضاع محمد r بعد طرده بشكل يفوق من خرج عن حماية القانون أيام الثورة الفرنسية ، لأن من يقتل شخصاً فرنسياً تعاقبه محكمة الثورة ، وهي وحدها التي تحاكم هؤلاء الأشخاص وتحكمهم . أما في مكة فإن من طرد من قبيلته هدر دمه ،وبإمكان أي امرىه أن يقتله ، أو يبيعه ، أو يستعبده . حتى إن أحرقه أحدهم حياً لا يعاقب حارقه . لان المطرود من القبيلة يغدو شيئاً لا قيمة له ،وبالتالي غير لائق لان يخضع أحد للمحاكمة بسببه ، فهو من طبقة لا تعتبر من ذوي الحياة )) [2] .

الإسراء و المعراج

في خضم النضال البطولي الذي خاضه الرسول r لنشر الدعوة الإسلامية ، وفي تلك الظروف الصعبة من محاربة كفار قريش إياه ، والحصار المفروض على المسلمين كان الحدث العظيم : الإسراء والمعراج الذي أوقع بلبلة فكرية في صفوف المسلمين وزاد في تعنت المشركين ، أي إسراء الرسول rإلى بيت المقدس ، وعروجه إلى السماوات السبع وبلوغه سدرة المنتهى ...

هذا و قد ساهمت الدراسات الاستشراقية في بحث مسألة الإسراء والمعراج من زاويتهما الإيمانية والعلمية وإعادة طرح مسألة طالما أثارها المسلمون أنفسهم من قبل - أي كيفية الإسراء وهل أسري به r بالروح والجسد معاً أم بالروح وحده - . . .

وتقترب نظرة المستشرقين من موقف عقلانيي المسلمين الذين يعتقدون بأن الإسراء والمعراج كانا بالروح فقط ، اعتماداً على حديث عائشة التي ترى أن الإسراء كان ضربا من الرؤيا الصادقة .

يقول المستشرق الفرنسي آتيين دينيه في كتابه : "محمد رسول الله " :

(( أثار الإسراء والمعراج كثيراً من المناقشات بين علماء الإسلام ، فبعضهم يرى أن ذلك معجزة حصلت فعلاً بالروح والجسد في اليقظة ، بينما يعتمد الآخرون على أصح الآثار ، من بينها حديث عائشة زوج الرسول المفضلة وبنت أبي بكر ، ويرون أن الروح وحدها هي التي أسري بها وعرج إلى السماء ، وليس ذلك إلا رؤيا صادقة ، كما كان يحصل كثيرا للرسول

هذا ، ولقد أدلى الباحث الروماني ك . جيورجيو برأيه بهذه المسألة ،0 فهو رغم اعتقاده أن إسراء الرسول ومعراجه قد تما بالروح فقط ، وهذا ليس بغريب على أصحاب الرؤى العظيمة الصادقة ، لكنه يؤكد احترامه للعقيدة الإسلامية حتى وإن ذهب بعض مفكريها إلى القول بالإسراء بالروح والجسد معاً في تلك الرحلة الإعجازية ، التي تفوق كل خيال ، وتتجاوز موضوعية العلوم الفيزيائية ، فيقول :

)) وعلم الفيزياء ، وإن لم يقبل هذا الموضوع ، فإنني أحترم العقيدة الإسلامية ، وأقبل كل ما جاءت به من الناحية الدينية . ولدينا نحن المسيحيين اعتقادات دينية لا يقبل بها علم الفيزياء كذلك ، مع ذلك فنحن نقبل بها ، ونعتبرها من صلب معتقداتنا ))[3] .

وكان لمسألة الإسراء والمعراج وقعها الخطير في مسار الدعوة الإسلامية إذ قوبلت بسخرية قريش وهزئها ، بينما أحدثت بلبلة في الصف الإسلامي الذي كاد أن ينشق على نفسه بين مصدق و مشكك لولا وقفة أل بكر الحازمة التي صدت تيار البلبلة الفكرية التي كادت أن تحدث شرخاً وردة في الصف الإسلامي . . .
من الهجرة إلى وفاته r


[1] توماس كارليل : الأبطال ، ص 74-75.

[2] ك. جيورجيو : نظرة جديدة في سيرة رسول الله ، ص 134.

[3] آتيين دينيه : محمد رسول الله ، ص156-157.







  رد مع اقتباس