عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-15-2011, 09:56 AM   #6

Aya 7ekaya

الإدارة العامة سابقا

 

 رقم العضوية : 49014
 تاريخ التسجيل : May 2010
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : مصر ~
 المشاركات : 55,619
 الحكمة المفضلة : لا شىء يبقى على ما هو عليه ...
 النقاط : Aya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 1634025
 قوة التقييم : 818

Aya 7ekaya غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

MY MmS

أوسمة العضو

مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقة الغرام المستحيل 2 Ask me عبقرى المنتدى المركز الثالث وسام التفاعل والنشاط للادارين اكتوبر 2016 مسابقه  التصميم حلم ليلة العمر نجم الفضفضه وسام مسابقة في حب القرآن مركز أول تصميم  رمضانى 

افتراضي

الهجرة و إقامة الدولة الإسلامية الأولى

الهجرة إلى المدينة

مع العام الثالث عشر للبعثة الإسلامية ، حدثت الهجرة النبوية التي كانت مبدءاً للتاريخ الإسلامي ، من مكة - عاصمة الشرك - إلى المدينة - قاعدة الإسلام الأولى - يقول توماس كارليل :

(( ومن هذه الهجرة يبتدىء التاريخ فى المشرق ، والسنة الأولى من الهجرة توافق 622 ميلادية ، وهى السنة الخامسة والخمسون من عمر محمد ، فترون أنه كان قد أصبح شيخاً كبيراً ، وكان أصحابه يموتون واحداً بعد واحد ويخلون أمامه مسلكاً وعراً ، وسبيلاً قفراً وخطة نكراة موحشة ، فإذا هو لم يجد من ذات نفسه مشجعاً ولامحركاً ، ويفجر بعزمه ينبوع أمل بين جنبيه ، فهيات أن يجد بارقات الأمل فيما يحدق به من عوابس الخطوب ويحيط به من كالحات المحن والملمات ، وهكذا شأن كل انسان في مثل هذه الأحوال )) [1] .

الدلائل الووحية للهجوة

ولقد حملت الهجرة معان عدة ، فهى هجرة الشرك وخلاص المسلمين المهددين بفتنتهم عن دينهم ، بسبب الحصار القرشي العنيف ، واضطهاد ضعفاء المسلمين ، كما حفلت بدلائل ايمانية عميقة ، قاربت المعجزات حين اختباً الرسول عن أعين مطارديه هو وأبو بكر في الغار الذي نسجت العنبوت على فمه نسجها وباض الحمام على مدخله ....

وتحدث المستشرقين الأمريكي ماكس و( 1795 -1686 ) في كتابه : « عظماء الشرق » عئ هجرة الرسول r ودلائل النبوة والقوة التي ظهرت في تلك المرحلة التي مثلت منعطفاً تاريخياً عظيماً في سيرة رسول الله وتطوراً نوعياً في مسار الدعوة الإسلامية ، يقول ماكس :

(( لقد نفذت روح الإسلام من محمد رسول الله إلى المسلمين ، إلى الهداة والصالحين ، وإن هذه الروح القوية حدت بالنبي إلى الهجرة من مكة إلى المدينة ، بينها كان أعداؤه من المشركين يجدون في البحث عنه ليؤذوه بل ليذيقوه ريب المنون ، ومن الغريب أن أعداء النبي لم يقنعوا أنفسهم بتركه مكة بل تعقبوه في هجرته ، وهناك ضربوا على منزله سياجاً من الحيطة لأجل القبض عليه ، ولكن روح الإسلام الدفينة في أعماق الهمة ، ألهمته أن يتناول قبضة من تراب فتناولها وربى بها عليم فأخذتهم سنة من النوم تمكن خلالها النبي من النجاة منهم إلى الصحراء حيث اختفى في غار هناك ، لا تقل إن اختفاءه في الغار يجول دون هلاكه وحتفه ، ولكن الإسلام وما في ثناياه من روحانية وقوة ، جعل الحمام يبيض على باب الغار ، ولما أفاق أعداؤه من غشيانهم تتبعوا أثره إلى الغار ، وأخذتهم هواجس الظن ، لعلمهم بأن النبي لا يمكن بأي حال أن يكون في الغار، فمن يرد أن يؤمن بوحدانية الله ، فعليه أن يشاهد بسهولة يد الله المحركة للكائنات من غير أن تبصرها العين المجردة وخاصة عندما أحيطت حياة النبى من يد العدوان برعاية الطير الذي اندفع إلى حماية محمد بيد الإله الخافية عن الأبصار)) [2] .

الدلائل الايمانية للهجرة

لا مرية فى أن الهجرة الإسلامية من مكة إلى يثرب تمثل مرحلة من مراحل الصراع الدينى السياسي الدائر في الجزيرة العربية ، كما تتضمن دلائل إيمانية بخروج المسلمين من عهد الجاهلية و تشكيل بداية التاريخ الإسلامي ، يقول المستشرق الفرنس مارسيل بوازار في كتابه «انساية الإسلام » :

(( وما ان شعر محمد بالخطر حتى أوعز لفئة قليلة ممن آمنوا بدعوته ، وكانوا مهددين بشكل خاص ، على الهجرة إلى الحبشة . ثم ما لبث أن نظم هجرة أتباعه بالتدريج إلى ثرب التي عرفت فيما بعد باسم ( المدينة ) . وائتمر المكيون لقتل النبي ، وعلم بالأمر ، وتمكن من النجاة بشبه معجزة بمساعاة شجاعة من ابن عمه علي ، كما تقول كتب السيرة . وفي المدينة استقبل محمد بالتهليل في شهر تموز عام 622م ، وكانت « الهجرة » التي يحدد بها المسلمون مطلع سنتهم ، والتي تعتبر بداية التاريخ الإسلامي . وتعني اللفظة حرفياً ترك البلاد الى أخرى ، والمنفى ، والنجاة بالنفس . أما الدين فقد أضفى عليها معنى خاصاً هو الخلاص من الجهل ، ورفض الشر ، واطراح الكفر ، وبكلمة تكون الهجرة فعل ايمان . ومن المفيد التذكير بأن الهجرة (ابتعاد طوعى وإن يكن محدداً بأسباب لا إرادية) يتجدد بلا انقطاع اذا حدث اذلال أو اضطهاد . وعلى المسلم أن ( يهاجر اذا اقتضى الأمر ليجاهد في سبيل الله حتى يزول كل ظلم ))[3] .

معالم الدولة الاسلامية الاولى

ومع وصول الرسول إلى المدينة عام 622 بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الحركة الإسلامية الفتية ، هي مرحلة كانت ما بين عهدي الجاهلية والإسلام . وأخذت تتبلور فيها معالم الدولة الإسلامية الأولى ، المبنية على قاعدة الإخاء الإسلامى ما بين الأنصار ( الأوس والخزرج ) والمهاجرين المكيين وأسس الدستور الإسلامي الجديد الذي نظم العلاقات ما بين قوى المدينة ، المسلمين والقبائل التي لا تدين بالإسلام واليهود ، فكان التعايش بين مختلف الطوائف هو مدى هذا الدستور ، والإخاء لحمته . . . دستور المدينة ، الذي نضمن تنظيم العلاقات ما بين المسلمين من جهة ، وأصحاب اذاهب الأخرى من جهة أخرى ، في إطار من الحرية الدينية ، يقول المستشرق الروماني جيورجيو :

(( وقد حوى هذا الدستور اثنين وخمسين بنداً ، كلها من رأي رسول الله . خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى ، ولاسيما اليهود وعبدة الأوثان . وقد دون هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية ، ولهم أن يقيموا شعاثرهم حسب رغبتهم ، ومن غير أن يتضايق أحد الفرقاء . وضع هذا الدستور في السنة الاؤلى للهجرة ، أى عام 623م . ولكن في حال مهاجمة المدينة من قبل عدو عليهم أن يتحدوا لمجابهته وطرده ))[4] .

وحقق المجتمع الديني في ظل الدستور الجديد نقلة نوعية ، وثورة اجتماعية ، اذ غدت الأمة الإسلامية هي البديل العملي للعصبية القبلية ، والإخاء والمساواة عوضاً عن طبيعة العلاقات الاجتماعية الجائرة ... وأخذ بالسطوع نجم الرسول r الذى أصبح عملياً الحاكم السياسي للمدينة ، فكان الداعية والنبى والحاكا والقاثد العسكرى وأصبحت سيرة حياته تاريخاً للحركة الإسلامية .


[1] توماس كارليل : الابطال ، ص 75.

[2] ماكس : عظماء من الشرق ، ص 93.

[3] مارسيل بوازار : انسانية الاسلام ، ص 44-45.

[4] ك. جيورجيو : نظرة جديدة في سيرة رسول الله ، ص 192.







  رد مع اقتباس