عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-15-2011, 09:56 AM   #7

Aya 7ekaya

الإدارة العامة سابقا

 

 رقم العضوية : 49014
 تاريخ التسجيل : May 2010
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : مصر ~
 المشاركات : 55,619
 الحكمة المفضلة : لا شىء يبقى على ما هو عليه ...
 النقاط : Aya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond reputeAya 7ekaya has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 1634025
 قوة التقييم : 818

Aya 7ekaya غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

MY MmS

أوسمة العضو

مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقة الغرام المستحيل 2 Ask me عبقرى المنتدى المركز الثالث وسام التفاعل والنشاط للادارين اكتوبر 2016 مسابقه  التصميم حلم ليلة العمر نجم الفضفضه وسام مسابقة في حب القرآن مركز أول تصميم  رمضانى 

افتراضي

عوامل انتشار الدعوة الاسلامية

كانت المدينة قبل الهجرة تعانى اضطرابات داخلية ، ومشاكل اقصادية وتمور داخلها تيارات سياسية وفكرية شتى ، ناهيك بما كانت تعيش من صراعات قبلية ، هذا ويتحدث الباحث الإنكليزي غلوب باشا عن واقعها السكانى وأحوالها في تلك المرحلة بقوله :

(( كانت المدينة مأهولة عندما هاجر اليها النبي بقبائل عدة ، منها العربية ومنها اليهودية. ( أرى من الأسهل التمييز بينها على هذا النحو ، و ان كان من يدعون باليود قد لا يخرجون عن كونهم عربأ تحولوا الى اليودية ) . وكان اليهود ينقسمون الى ثلاث قبائل تعمل اثتان منها في الزراعة و تعيش على زراعة النخيل والحبوب ، أما الثالثة فتضم فنيين يعملون في صياغة الذهب والفضة وصناعة الأسلحة .أما العرب فكانوا قبيلتين : الأوس والخزرج ، ولم تكن قد انقضت أربع سنوات على توقف الحرب بينهما ليحل محلها السلام ، وليصبح للقبيلتين ريئس واحد هو عبد الله بن أبي يتولى قيادتهم وزعامتهم معاً )) [1] .


التفوق الروحي و الزمني للرسول

كل هذه العوامل مجتمعة ساعدت على انتشار الإسلام في يثرب ، ومكنت الرسول حين بلوغها إلى تحويلها قاعدة انطلاق لنشر الدعوة الإسلامية ، ومركزاً للدولة الإسلامية الأول مما أكسب الرسول التفوق الروحي والزمني ، ومنح الإسلام عزة ومنعة . يقول المستشرق الهولندي فلوتن يان ( 1807- 1879 ) صاحب الدراسات العديدة والجادة في كتابه : " الفصول ":

(( إن محمداً لم يلبث أن أصبح له تفوق روحي وزمني بعد سنين قلائل من الجهاد والاضطهاد ، كما يدل على ذلك غير آية من القرآن ، وذلك بتحول أهل المدينة إلى الإسلام بفضل ذلك النفوذ الذي كان يتمتع به الرسول . وغدا الإسلام دينا قويا ما لبث أن انتشر بين الشعوب عن طريق الوعد والوعيد )) [2] .

أعداء الإسلام في المدينة

وكان أن واجهت الرسالة الإسلامية صعوبات مع قيام الدولة الإسلامية الأولى ... ممن لم يعجبهم الواقع الديني الاجتماعي السياسي الجديد ، فشكلت القوى التي عملت بالسر أو بالعلن على تخريب الإسلام من الداخل والإيقاع بين المسلمين ، وقد تشكلت من ركائز ثلاث :

أولاً : القبائل العربية التى ما زالت محافظة على وثنيتها ، و تلتقي مع قريش في اتجاهاتها الدينية ومصالحها الاقتصادية .

ثانياً : اليهود بقبائلهم وتجمعاتهم السكنية الثلاثة ( قينقاع وقريظة والنضير ) وذلك حين شعروا بخطر الدعوة الإسلامية التي عملت على تقويض نفوذهم الديني ومكانتهم الاقتصادية ، فكانوا أن عمدوا الى إثارة الفتن بين المسلمين وحبك الدسائس ضدهم، وهذا ما قاد الرسول في مرحلة تالية إلى تقويض وجودهم في المدينة ، اذ أجلى القبيلتين الأوليين ( قينقاع والنضير ) وأنفذ حكم السيف في القوة الثالثة ( قريظة ) حين تأكد من تآمرها و تواطئها مع قريش ، والحلف العادى للرسول ( في معركة الخندق ).

ثالثاً : المنافقون ، وهم الحركة السياسية التي تزعمها عبد الله بن أبي ، التي أعلن أفرادها اسلامهم ظاهراً ، لكنهم ظلوا يكيدون للإسلام وللمسلمين ويحاولون الإيقاع بين الأنصار ( مسلمي المدينة ، وهو الاسم الذي أطلقه الرسول على قبيلتي الأوس والخزرج اللتين نصرتا الإسلام ) والمهاجرين ( مسلمي مكة ) الذين هاجروا الى المدينة .


بدء الصراع مع قرشيي مكة

الا أن أعداء الداخل لم يكونوا هم الخطر الوحيد الذي يهدد الإسلام ودولته . . . لقد كان العدو الخارجي - أي مشركو قريش- هم الخصم الأساسي ، الذين عملوا على كسب أعداء الداخل ، واستخدموا مختلف الأساليب في الضغط السياسي والاقتصادي والتهديد العسكري ، كما لجؤوا إلى أسلوب الفتنة التى كان هدفها الوقيعة بين المسلمين ويهود المدينة ، غير أن جميع وسائل الضغط والترهيب لم تجد فتيلا» لاسيما وأن مكانة الرسول والتفاف القوى الإسلامية حوله أدخلت الذعر في قلوب أعداء الداخل ...

الصراع الاقتصادي

وكان السهم الخطير الذي لعبته مكة ، هو الحصار الاقتصادي الذي ضربته على المدينة ، وكان له أثره في تعجيل الصراع ما بين قوتي الشرك والإسلام ، رغم أن الرسول الكريم كان يهدف الى نشر الدعوة بالوسائل السلمية ، إلا أن موقف العدو الذى يسيء إلى القضاء على الدعوة في مهدها ، بخنقها اقتصادياً فرضت على المسلمين المواجهة ، يقول توماس كارليل :

(( وكانت نية محمد حتى الآن أن يشهر دينه بالحكمة والموعظة الحسنة فقط ، فلما وجد أن القوم الظالمين لم يكتفوا برفض رسالته السماوية وعدم الإصغاء إلى صوت ضميره وصيحة لبه ، حتى أرادوا أن يسكتوه فلا ينطق بالرسالة - عزم ابن الصحراء على أن يدافع عن نفسه دفاع رجل ، ثم دفاع عربي ، ولسان حاله يقول ( أما وقد أبت قريش الا الحرب فلينظروا أى فتيان هيجاء نحن )- وحقا رأى أن أولئك القوم صموا آذانهم عن كلمة الحق وشريعة الصدق ، وأبوا إلا التمادي في ضلالهم يستبيعون الحريم ويهتكون الحرمات ويسلبون وينهبون ويقتلون النفس التى حرم الله ، ويأتون كل اثم ومنكر ، وقد جاءهم محمد من طريق الرفق والأناة فأبوا لم لا عتواً وطغياناً ، فليجعل الأمر اذن إلى الحسام المهند والوشيج المقوم ، الى كل مسرودة حصداء وسابحة جرداء ، وكذلك قضى محمد بقية عمره وهي عشر سنين اخرى في حرب و جهاد لم يسترح غمضة عين و لا مدر فواق و كانت النتيجة ما تعلمون )) [3].

ومن هذا المنطلق الفكرى يتحدث المستشرق الفرنسي جان بروا في كتابه : « محمد نابليون السماء » بقولة :

(( إن إبلاغ الرسالة الى العالم هو الهدف الأول والأخير للنبي محمد ، ولم تكن مشاغل الأسرة والحياة لتحول بينه وبين أدائها أبداً ، وإنك إذا نظرت الى عنف قريش ومؤامراتها الدموية وربط جأثسها على اغتياله مراراً ، بل اذا نظرت الى كل القبائل العرية حينذاك ، ألفيت الفزو جل عملها ، ولم يكن النبي إلى ذلك الوقت - وإن كثر حوله الرجال - قد - اذن له في النضال ودفع العدوان بالعدوان ، ولكن بعد كل تلك الاعتداءات جاء الوحي الإلهى يبيح له حرب المعتدين } أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق لم لا أن يقولوا ربنا الله { (22 /39)
( الحج ) وجاء أيضاً } وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يجب المعتدين { (2 / 190 ) )) [4].

الحصار الاقتصاى المضاد

وكان طبيعياً أن يواجه المسلمون المشركين بصراع اقصادى مضاد ، فكان أن أنفذ الرسول عدداً من السرايا العسكرية ، التى شكلت خطراً على القوافل التجارية القرشية . . . كما عقد عدداً من المعاهدات مع القبائل العربية ، التى شكلت رديفاً في صراعه مع قادة مكة .

وهذا ، ما دفع المستشرقين لأن ينظروا الى الرسول كنبي ورجل دولة وقائد عسكرى حين قرن الدين بالسيف والدعوة بالقوة ، يقول المستشرق اً. أفريمان في كتابه : " تاريخ العرب ":

(( وجد النبي – الذي لا كرامة له في عشيرته- الولاء والإجلال في مدينة الهجرة. وأخذ النبى يظهر تدريجياً في صورة جديدة . فالنبي المضطهد يتحول الآن الى محارب ظافر . واذا فشلت : نذر النبي وبشائره في اقناع قريش فإن سلطان الفاتح سيرغمهم على الاقتناح )) [5].

الاذان بالقتال و بدء العمليات العسكرية

وما إن زلت الآية القرآية التي تأذن للمسلمين بقتال أهل الشرك حتى أدرك المسلمون أن عليهم واجباً مقدماً . هو نشر الرسالة سلماً وحرباً ، ومجابهة أعداء الإسلام عسكرياً ، لأن هؤلاء يهدفون أساساً إلى القضاء على الدولة الإسلامية الأولى . . .

فكان أن تحول المسلمون إلى جيئ الثورة الإسلامية وغدت المدينة قاعدة الانطلاق للعمليات العسكرية الموجهة ضد مكة ، وكانت فاتحة لتاريخ الإسلام العسكري ، وقادت إلى أول مواجهة ما بين الطرفين فى موقعة بدر . . .



[1] جان باغوت غلوب : الفتوحات العربية الكبرى ، ص 83-84.

[2] فلوتن يان : الفصول ، ص 103.

[3] توماس كارليل : الابطال ، ص 75 – 76.

[4] جان بروا : محمد نابليون السماء (ترجمة محمد بنداق) ، ص 52.

[5] ا. فريمان : تاريخ العرب (نقلا عن كتاب الفتوحات العربية الكبرى ص 79).







  رد مع اقتباس