نراك في قلوبنا
في السنة الاولى من عمرك
انت في عشيرة بني سعد رفظتك المرضعات من أجل ذلك غضبت غيوم السماء ضنت الغيوم حتى عن قطرة الغيث
ساد القحط أرض بني سعد غيمة صغيرة في كبد
السماء بك مفتونة تضللك أبداً اجتمع الناس للتضرع طلباً للغيث ضمتك السيدة
حليمة إلى حضنها بوجهها ترد عنك الشمس
الا ان الغيمة الصغيرة التي في السماء بك مفتونة لا تنفك تلازمك
كنت في احضان الراهب وهو يتبتل ينظر في جمال عينيك نسي الراهب القحط والمطر والدعاء لكنك لم تنسى
سُحرت الغيمة الصغيرة بنظراتك فأخذت تكبر
وتكبر وبدأت قطرات المطر تهطل برقة ولكن اكثر الناس لايعرفون سبب الغيث
أغلبهم لا يعرفون من انت
وفي السادسة من عمرك
في طريقك الى المدينة المنورة بصحبة امك وام
ايمن شعرت باليتم عند قبر ابيك وفي الابواء كنت على موعد مع فقد امك تدخل
مكة يتيم الام فازداد حب عبدالمطلب لك وازداد حب ابو طالب لك يارسول الله
هل كان أطفال مكة ينادون امهاتهم بجانبك هل كنت تنظر الى الارض حين كانوا يصيحون يا امي
كم ليلة حملت رياح مكة دموع عينيك الى الابواء
كم ليلة صحت باكياً امي امي
ياسيدي من اجلك نحن عنك ننادي امهاتنا يا امي
في الخامسة والعشرين من عمرك
انت مختلف عن سائر البشر رائحتك الزكية تبعث بالرحمة لايرقى اليك احد صوتك يبعث بالامان انت محمد الامين
في الثالثة والثلاثين من عمرك
تتدفق الرحمات كالامواج
في الخامسة والثلاثين من عمرك
تعال لا تتاخر يا حبيب تطرق الانات ابواب
السماء تعال لاتتاخر يا حبيب ضاقت الصدور من طول انتظار قدوم الرسول انت
مدعو الى جبل النور
في الاربعين من عمرك
وانت في غار حراء على جبل النور ينزل جبريل
من السماء كل ذرات الوجود ترفع الصلاة والسلام عليك قلوب الكائنات تئن
شوقاً اليك انت لنا اشراق الصباح في ظلمات الليل انت نبي الله انت حبيب
الله انت رسول الله
لماذا احزنوك ايها العظيم لماذا عذبوك هل
لان ابو طالب قد مات فهاجموك هل لانه لم يبق من يحميك فهاجموك كاننا نرى
عبرتك عند الكعبة وانت تقول سرعان ما شعرت بالوحدة لفقدك يا عماه
نذكر صلاتك بالحرم وهم يضعون القاذورات فوق
راسك رؤوسنا فداء لراسك يارسول الله كيف كان المحرومون ينظرون ويضحكون من
الذي يجري نحوك في شوارع مكة من الذي يجري وكأن العرش نزل من السماء من ذا
الذي يجري يتسائلون من هذا احدهم يجيب انها فاطمة الزهراء بنت محمد
ام
الصالحين تمسح بنتك الاثيرة لديك عن عينيك ووجهك الكريم هي اشبه الخلق بك
كانها انت ان ضحكت وان بكت كاننا نراك تقول لها لا تبكي بنيتي
لماذا اخرجوك من ارضك هل لانك بقيت وحيداً الم يعرفوا من الذي يحميك من وجدك يتيماً فاواك من ارسلك رحمة للعالمين قالوا عنك مجنون ولم تجبهم قالوا انت مجنون انت شاعر ولكنك لم تجبهم قالوا من سينقذك ويحميك منا
انت انت تقول الله الله عزوجل يحف السماء بالخشية انت تقول الله والعرش
الاعلى يهتز كنت تقول الله في بدر فانزل اليك ثلاثة الاف ملك بخيولهم معك
مئة وخمس وعشرون الف صحابي يقولون بابي انت وامي يارسول الله
يارسول الله
تمشي في شوراع المدينة المنورة عندما راتك بنات قبيلة بني النجار الصغيرات
لم يدرين ماذا يفعلن من الفرح سالتهن اتحببنني فاجبن نعم نحبك ياحبيب الله
وانت اجبت يعلم الله ايضاً اني احبكن
الكثير من الشباب في هذا الزمن ليسوا من بنات بني
النجار لكنهم ايضاً يحبونك دموعهم تشهد انهم يحبونك أكثر من انفسهم لا احد
لهم سواك
والله يعلم انك انت ايضاً تحبهم
في الستين من عمرك
تدعو وتقول الرفيق الاعلى وتلبس جبة من
الصوف صُنعت لك أطرافها بيضاء لبستها وخرجت أمام أصحابك وضربت بيديك على
ركبتيك وقلت اترون كم هي جميلة
ناداك في مجلسك أحدهم أعطني أياها فداك ابي وامي يا رسول الله
لماذا طلبها منك وهو يعلم انها تعجبك ويعلم يقيناً انك لن تقول لا فاعطيته اياها ورجعت لبست جبتك المرقعة
بقي اسبوع على لقاء الحبيب
صنعوا لك الجبة نفسها مرات عديدة لكن لم يُقدر ان تلبسها
ارسلت الخبر على لسان ابي هريرة انه سياتي
اناس من بعدي يقولون وددنا لو انا راينا نبينا ولو باموالنا واولادنا
حدثت انس بشوقك لاخوانك قلت اني اشتاق لاخواني يؤمنون بي ولم يروني
يا حبيبي تنادي من فوق منبر المدينة أ متي
أمتي وانت ترتدي ثوب الحزن يا من دعا الله للناس من محراب مكة بلطف الله
علينا بك جثونا على ركبنا وبايعناك امنا بما اتيت به من عند ربك سمعنا
وأطعنا
يا رسول الله ما زلت في الاربعين من عمرك وما زلت على راس امتك
وفى الختام يعجز القلم عن الكتابه .. فأى كلام مهما بلغ من مبلغه
لن يوفيك حقك وقدرك ومقامك يا سيدى يا حبيبى يا رسول الله .
فأنت يا سيدى يارسول الله عظيم بكل معنى الكلمه ..
فلقد كنت عظيما في أخلاقك ..
"ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً قط، ما شتم رسول الله أحداً قط، ما ضرب امرأة قط، ما غدر رسول الله قط،
ما كذب رسول الله قط، ما أخلف رسول الله وعداً قط، ما انتقم رسول الله لنفسه قط "
فقبل البعثة أنت الصادق الأمين وبعد البعثة كان خلقك القرآن ..
وعظيما في روحانيتك وخشوعك وانت راكعا تقول "خشع لك سمعي وبصري وعظمي ومخي وسمعي "
وحينما تقف بين يدي الله فتنفطر قدماك ويقال لك "أفلا تستريح !! "
فتقول "أفلا أكون عبداً شكوراً"
وعظيما في عفوك عن أعداءك يوم فتح مكة حينما قال الصحابة "اليوم يوم الملحمة يوم يذل الله قريش "
فترفع صوتك وتقول "اليوم يوم المرحمة..اليوم يعز الله قريش "
وتقف أمام قريش وتقول لهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء"
وعظيما في زهدك .. "مالي ومال الدنيا ومال الدنيا ومالي "
ولقد كان فى مقدورك أن تكون من أغنى الناس .
وعظيما في رحمتك يوم الطائف وقد ضربوك بالحجارة حتى أُدميت قدماك الشريفتين، فيأتي لك ملك الجبال ويقول لك "لو شئت أطبق عليهم الأخشبين"
فترد قائلا "لا... عسى الله أن يُخرج من أصلابهم مَنْ يعبد الله "
و يوم أحد يوم أن تكالب عليك الكفار وجرحت وجهك ونزل الدم من وجهك الكريم فيقولوا لك: ادعوا عليهم يا رسول الله..
فتقول لهم: "إني لم أُبعث لعّاناً ولكنّى بُعثت رحمة للعالمين "
وترفع يدك للسماء وتقول "اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون "
وعظيما في وفائك، وفي أخلاقك، وفى كل شئ فأنت بحق يا سيدى يارسول الله سيد ولد آدم ..
اما هؤلاء الذين يريدون ان ينالوا منك فلن يقدروا فأنت أعظم شأنا وأعلى قدرا من أن ينالك ضرا من هؤلاء السفهاء
ولا أجد ما يعبر عما يفعلون بأبلغ من هذين البيتين :
لا تَعـجَـبـَنْ لِحَـسُــودٍ راحَ يُـنـكِرُهَــا * * * تجاهُلا وَهْـوَ عـينُ الحـاذِقِ الفَهِمِ
قد تُنكِرُ العينُ ضَوْءَ الشمسِ مِن رَمَدٍ * * * ويُنكِرُ الفَمَ طعمَ المـاءِ مِن سَــقَمِ
بجد كنت مستمتعـــــــة جـــــدا
وانا بعملــــه ومهما كتبت عنه صلى الله عليه وسلم
فلن افيـــــــه حــــــقه
ولكن يكفينى شــــــــــرف التجربه
اللهم ارزقنا شفاعه صلى الله عليه
وسلم