ذاك الرجل العالم الذي أسر من لا يعرفونه بابتسامته لن يعود اليوم الي بيته ولن يقبل اصغر أطفاله الذي لم يبلغ عاما، ولن يعلم رضيعه حين يصرخ الليلة أنه قد فقد أباه.. لقد عاد الي ربه ومعه عاد شاب كان ينتظر ان يتخرج من كلية الطب العام القادم بعد رحلة شاقة من الاستذكار سيذكرها فقط والداه مع باقي التفاصيل الموجعة لرحلة عمر قدموا فيها ولدا صالحا لمجتمع يلقب من يموت في سبيله بالبلطجي .. وطن تحول فيه الشهيد إلي رقم يضاف علي اللائحة .. رقم أجوف لا يعني شيئا، تحول اثره، ذات انسان الي إحصاء، لكل منهم قصة لا نعرفها كانت في قلوبهم أحلام لم يطلع أحد عليها لهم أناس كانت حياتهم كلها تدور في فلكهم وخلفوا ورائهم في قلوب أحبائهم أوجاع لن يجبرها إلا الله في يوم اللقاء الأعظم