الجارديان: القادة العسكريون بمصر يكافحون لاحتواء التحدى الجديد لحكمهم
تابعت الصحيفة تطورات الأحداث فى مصر، وقالت إن الاشتباكات فى وسط القاهرة استمرت لليوم الرابع على التوالى، بينما يكافح القادة العسكريون لاحتواء التحدى الجديد لحكمهم الذى تطارده صور الهجمات الوحشية على المتظاهرين.
واهتمت الصحيفة بالحديث عن موقف جماعة الإخوان المسلمين من الأحداث، وقالت إن الجماعة وبخت المجلس العسكرى واتهتمه بالتحريض على العنف، ورأت الصحيفة أن موقف الإخوان، وهم قوة صاعدة فى مصر، يضعها فى مواجهة الجنرالات الذين كانوا الحرس القديم لعصر مبارك، والذين يواجهون انتقادات أيضا من قبل المعارضين بمحاولة تعزيز دورهم بدلا من التخلى عن السلطة من خلال العملية الديمقراطية.
وأشارت الجارديان إلى قيام حزب الحرية والعدالة بالتقدم ببلاغ للنائب العام يتهم قادة الجيش بقتل المحتجين.
من ناحية أخرى، علق راى بوش، أستاذ الدراسات الأفريقية وسياسات التنمية بجامعة ليدز البريطانية على الأوضاع فى مصر، وقال إن وصف الروائية والكاتبة أهداف سويف، فى مقالها أمس بالصحيفة، لما يحدث بأنها مرحلة أخيرة من الصراع مع النظام السابق والجيش، يذكرنا فى الوقت المناسب بالكيفية التى يسير بها النضال من أجل تحرير مصر سياسياً. فالنضالات البطولية للمصريين، كما يقول الكاتب، لن تؤدى وحدها إلى التخلص من النظام القديم، كما أن النهاية لن تكون قريبة أيضا. لكن من الواضح تماما أنه إذا كانت هناك عملية تعميق ديمقراطى، فإن هذا لن يأتى إلا من خلال الشارع، حيث الثورة الدائمة وحدها هى التى تضمن محاسبة الجيش والقوى الرجعية الأخرى.
واعتبر بوش أن غياب تشجيع من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى لديمقراطية ذات جدوى، وليس مجرد إجراء انتخابات، ليس بمستغرب. فواشنطن وبروكسل يدعوان إلى عودة سريعة لحكم القانون والنظام بدلا من دعم الاحتجاجات فى الشارع التى هزت الاستبداد فى الشرق الأوسط. لكن يبدو أن مفارقة وجود حكومة من الإخوان المسلمين والسلفيين محمية من قبل الجيش، تلك المؤسسة التى طالما اضطهدت الجماعة الإسلامية، قد فات على المعلقيين.
وتثير هذه المفارقة شبح العودة إلى الوضع السابق، إلى حكومة رأسمالية تقوم على المحسوبية يحميها نشاط الشركات العسكرية، وتجدد النموالاقتصادى لكن ليس لأغلبية المصريين الذين لا يزالون فقراء.