عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-31-2011, 06:01 PM   #19

Ahmed Elsyad

مشرف القسم الإسلامي سابقا

 

 رقم العضوية : 77137
 تاريخ التسجيل : Nov 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : ManSouRa
 المشاركات : 4,997
 الحكمة المفضلة : رَبــي أســعد قلـوبـاً ضـاقـتْ ♥ ليس لـديهَـا من يسعـدهـا سواك ♥
 النقاط : Ahmed Elsyad has a spectacular aura aboutAhmed Elsyad has a spectacular aura aboutAhmed Elsyad has a spectacular aura about
 درجة التقييم : 225
 قوة التقييم : 1

Ahmed Elsyad غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

المضمون الرابع في معنى الإيمان بالله : الإيمان بأسماء الله وصفاته :


الإيمان بأسماء الله وصفاته هو أن نثبت لله سبحانه وتعالى ما أثبته لنفسه سبحانه من الاسماء والصفات في كتابه الكريم , وما اثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم في السنة الصحيحة , وننفي عنه سبحانه ما نفاه عن نفسه في كتابه الكريم وما نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وءاله وسلم كالزوجة والولد والسنة والنوم والنقائص جميعها .

فنثبت لربنا سبحانه العلم والقدرة والحكمة والكرم والاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا كل ليلة كما أخبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ... ونؤمن أن ذلك كله على وجه يليق بجلاله وكماله , لا نعلم كيفيته ولا نشبهه بخلقه ، بل نؤمن أنه سبحانه ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) , ولا نعطل معانى الأسماء والصفات – أي : لا ننكرها ولا ننفيها ولا نقول "هي كلمات ليس لهما معنى" كما تقول بعض الفرق الضالة - ولا نؤولها بتأويلات بعيدة ليس عليها دليل من كتاب أو سنة .

ساق البيهقي بإسناد صحيح عن أبي الربيع الرشديني عن ابن وهب قال كنت عند مالك فدخل رجل فقال : يا أبا عبد الله ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟ فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال : ( الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولا يقال كيف ، وكيف عنه مرفوع , وأنت صاحب بدعة أخرجوه .)

ويروى عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أنها سئلت : كيف استوى الرحمن على العرش , قالت : ( الاستواء معلوم, والكيف مجهول , والإيمان به واجب , والجحود به كفر .) فالاستواء في اللغة أي : العلو والارتفاع ، وقيل : الاستقرار , وكلاهما صحيح , والمعنى واضح بلسان عربي مبين, دون أن نتصور حقيقة وكيفية ذلك لأن الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء .


فهذان القولان السابقان للإمام مالك رحمه الله ولأم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها يلخصان اعتقاد أهل السنة في أسماء الله سبحانه وصفاته , فلا يشبهونه بخلقه , ولا يعطلون الصفات عن معناها , ويؤمنون بها على ظاهرها من غير تعطيل ولا تحريف، ومن غير تكييف ولا تمثيل .

فائدة :

التعطيل : هو نفي معاني الصفات ، مثل نفي الجهمية – وهي فرقة ضاله منحرفة - لصفات الله تعالى , كقولهم : لم يستو على العرش، لم يكلم موسى تكليماً، لم يتخذ إبراهيم خليلاً , أو قولهم : إن اسم الله العليم لا يدل على العلم المحيط بجميع الأشياء , واسم الرحمن لا يدل على اتصافه جل وعلا بالرحمة بل هي اسماء بلا معنى , فيقولون : سميع بلا سمع بصير بلا بصر قدير بلا قدرة ,, والعياذ بالله من الضلال .

- أما التحريف فهو نوعان :

أ. التحريف اللفظي: كقول بعض المعتزلة "وكلم اللهَ موسى تكليماً" بنصب لفظ الجلالة , فيجعل موسى هو الفاعل الذي تكلم لينفي صفة الكلام عن الله تعالى ويجعله من فعل موسى ، وهذا تحريف منهم للقرءان , وقد عجزوا عن ذلك في قوله عز وجل : }وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ{ [ الأعراف: من الآية 143] بخاصة، لأن اللفظ لا يحتمل تحريفهم .
ب. التحريف المعنوي: أي تحريف المعنى مع بقاء صورة اللفظ كقول من قال: "الرحمن على العرش استوى: أي استولى"، ومن قال: "اليد: القدرة"، وكذا في قول النبي : " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا " يقول: أمره أو ملائكته ، فهذا تحريف لمعاني النصوص ما دل عليه كتاب ولا سنة .

- والتكييف: اعتقاد كيفية معينة لصفات الله سبحانه , وهذا لا يجوز , لأن عقولنا قاصرة عن الإحاطة بحقيقة صفات الله تبارك وتعالى ومعرفة كيفياتها وقد قال تعالى: }ولا يحيطون به علماً { [طه: من الآية 110]، ولكننا نؤمن بها كما وردت بلا زيادة ولا نقصان .

والتمثيل : هو التشبيه , وهو أن يعتقد أن الله يشبه خلقه في صفاته، فالتكييف أعم من التمثيل , تعالى الله عن كل ذلك علواً كبيراً.







  رد مع اقتباس