الـقـرءان الكـريـم بعد أن استعرضنا معنى الإيمان بالكتب , وما يتضمنه , وعرفنا موقف المسلم من كتب أهل الكتاب الموجودة الان بين أيديهم , هل نصدقها , أم نكذبها , أم لا نصدقها ولا نكذبها .... نتطرق الان إلى موضوع قريب إلى النفس محبب , يريد الكثيرون أن يتعلموا عنه , ألا وهو بعض مميزات القرءان الكريم , وسماته التي انفرد بها عن الكتب السابقة , والفرق بين القرءان والحديث القدسي والحديث النبوي . ما هو القرءان الكريم ؟ القرآن الكريم هو كلام الله تعالى , المنزل على نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم ، المعجز بلفظه ومعناه , المتعبد بتلاوته إلى يوم الدين . أما الحديث القدسي فهو : فهو قول رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تعالي وسمي قدسيا نسبة الي القدس والطهارة والتنزيه , وسمي حديثا لان النبي صلى الله عليه وسلم هو الحاكي له عن الله تعالي . أهم الفروق الأساسية بين القرءان والحديث القدسي والحديث النبوي : القرآن الكريم : أ ـ متعبد بتلاوته , في الصلاة وخارج الصلاة . ب ـ قصد به التحدي والاعجاز , فهو معجز بأقصر سورة منه , لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرءان لا يأتون بمثله . ج ـ لا تجوز روايته بالمعني , وهذا ما يخطيء فيه كثير من المسلمين اليوم فيقول : قال الله تعالى فيما معناه كذا وكذا , وهذا خطأ . د ـ كله متواتر صحيح مقطوع بصحته , فمن جحد منه حرفا كفر , وتكفل الله سبحانه بحفظه وصيانته . ه ـ القرآن يحرم تلاوته علي الجنب إجماعا , و هناك خلاف في جواز تلاوته بغير مصحف للحائض والنفساء , ولا يجوز لأي من الثلاثة مس المصحف . و ـ القرآن لا ينسب إلا إلى الله , فيقال قال الله - عز وجل- . ز - لفظه ومعناه من الله . الحديث القدسي : ا ـ غير متعبد بتلاوته , ولكن يتعبد بتعلمه وحفظه وتعليمه وتطبيقه . ب ـ لم يقصد به التحدي والاعجاز . ج ـ تجوز روايته بالمعني عند جمهور المحدثين , لكن بشروط وضوابط . د ـ منه المتواتر و غير المتواتر , ومنه الصحيح والحسن والضعيف والموضوع . ه ـ الحديث القدسي يجوز للمحدث مسه , والجنب والحائض والنفساء تلاوته . و ـ في الحديث القدسي يجوز أن يقال : قال الله تعالى أو يقال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه. ز - معناه من الله إجماعا , ولكن هل لفظه من الله تعالى أم من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ هذه فيها خلاف بين أهل العلم . الحديث النبوي : ا ـ غير متعبد بتلاوته , ولكن يتعبد بتعلمه وحفظه وتعليمه وتطبيقه . ب ـ لم يقصد به التحدي والاعجاز . ج ـ تجوز روايته بالمعني عند جمهور المحدثين , لكن بشروط وضوابط . د ـ منه المتواتر و غير المتواتر , ومنه الصحيح والحسن والضعيف والموضوع . ه ـ الحديث النبوي يجوز للمحدث مسه , والجنب والحائض والنفساء تلاوته . و ـ الحديث النبوي لا ينسب إلى الله تعالى , بل هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم . ز - معناه من الله ( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ) , ولفظه من النبي صلى الله عليه وءاله وسلم . نلاحظ أن : الحديث النبوي والحديث القدسي يتفقان في جميع أوجه المقارنة السابقة عدا اخر اثنين . بعض من مميزات القرءان الكريم عن الكتب السابقة : 1- أن القرآن الكريم قد تضّمن خلاصة الأحكام الإلهية، وجاء مؤيِّدا ومصِّدقا لما جاء في الكتب السابقة من الأمر بعبادة الله وحده , وأنه جاء ناسخا لجميع ما قبله من الشرائع والأحكام بأحكامه وشرائعه ، فلا يجوز لأحد بعد نزول القرءان أن يترك ما فيه ويتحاكم أو يعمل بما في غيره مطلقا. قال تعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } . ومعنى: { مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ } أي مصدقا ومؤيدا لها , ومعنى { وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } : أي مُؤْتَمِنا وشاهِدا على ما قبله من الكتب وناسخا للأحكام السابقة بأحكامه وشرائعه . 2- أن هذا القرآن العظيم يجب على جميع الناس التمسك به، ويتعيّن على جميع الخلق اتباع القرآن والعمل به، بخلاف الكتب السابقة فهي لأقوام معينين. قال تعالى: { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } 3- أن الله تعالى قد تكفّل بحفظ القرآن الكريم، فلم تمتد إليه يد التحريف، ولا تمتد إليه، كما قال سبحانه. { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } . من واجبنا نحو القرءان الكريم : - يجب علينا محبة القرآن، وتعظيم قدره واحترامه إذ هو كلام الخالق عز وجل، فهو أصدق الكلام وأفضله. - ويجب علينا تلاوته وقراءته، وأن نتدّبر آيات القرآن سوره، وأن نتفكر في مواعظ القرآن وأخباره وقصصه. - ويجب علينا اتباع أحكامه، والطاعة لأوامره وآدابه. سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: « كان خلقه القرآن ».
|