عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-12-2012, 11:46 PM   #1

░▒▓ MusliMA ▓▒░
عضو سوبر
 

 رقم العضوية : 75681
 تاريخ التسجيل : Oct 2011
 الجنس : ~ بنوتة
 المشاركات : 3,255
 النقاط : ░▒▓ MusliMA ▓▒░ has a reputation beyond repute░▒▓ MusliMA ▓▒░ has a reputation beyond repute░▒▓ MusliMA ▓▒░ has a reputation beyond repute░▒▓ MusliMA ▓▒░ has a reputation beyond repute░▒▓ MusliMA ▓▒░ has a reputation beyond repute░▒▓ MusliMA ▓▒░ has a reputation beyond repute░▒▓ MusliMA ▓▒░ has a reputation beyond repute░▒▓ MusliMA ▓▒░ has a reputation beyond repute░▒▓ MusliMA ▓▒░ has a reputation beyond repute░▒▓ MusliMA ▓▒░ has a reputation beyond repute░▒▓ MusliMA ▓▒░ has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 2202
 قوة التقييم : 2

░▒▓ MusliMA ▓▒░ غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

407 116 100 58 

افتراضي الاعجاب .. للشيخ عبد الرحمن السحيم



ثمة ظاهرة انتشرت بين الفتيات والشباب ألا وهي ظاهرة الإعجاب
وسبب انتشار مثل هذه الأمور :
1 - فراغ القلب مِن حُبِّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
2 - عدم الإخلاص في محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
3 - عدم النظر في عواقب الأمور .
4 - التـّعلّـق بالصـور .
5 -او الشاب عدم النظر بعين البصيرة فيمن تعلّقت به الفتاة .

أما لو أن القلوب مُلئت بمحبّة علاّم الغيوب لم يكن فيها محلّ للتعلّق بفتاة حسناء !
قال صلى الله عليه وسلم : ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار . متفق عليه .
هذه خصال يجد بها المؤمن والمؤمنة حلاوة الإيمان .
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ... وهذا مفقود عند المُعجَبات والمُعجِبات .
أن يُحب المرء لا يُحبُّه إلا لله ... وهاذ معدوم عندهم .
إذ أساس العلاقة عندهم :
حسن الهندام !!
جمال القوام !!
حسن المنطق !!
جمال الصورة !!

والقلب الخاوي من محبّة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو الذي يتعلّق بمثل هذه الصور الجميلة .


===========
ولو خلُصت محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لما تعلّق متعلّق بغير الله الذي تألهه القلوب ولم تُحبّ سوى من دلّها على الخير وهداها إليه .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين .
ولما قال عمر : يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر : فإنه الآن . والله لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمر . رواه البخاري .

فإن أي محبة ليست لله تنقلب عداوة يوم القيامة باستثناء المحبة الفطرية كما تكون بين الوالد وولده والزوج وزوجه .

قال سبحانه وبحمده : (الأَخِلاّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاّ الْمُتَّقِينَ )
إلا المتقين الذين كانت محبّتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
والذين قامت محبتهم على التواصي بالحق والتواصي بالصبر .
والذين أُسِّست علاقاتهم على التعاون على البر والتقوى .
وأما الإعجاب فهو مبني على التعاون على الإثم والعدوان .
=======
وهذا الإعجاب في حقيقته هو العشق الذي يُفسِد القلب حتى لا يستقر ولا يرتاح إلا بذكر معشوقِـه .
قال ابن القيم - رحمه الله - :
العشق هو الإفـراط في المحبة بحيث يستولي المعشوق على قلب العاشق حتى لا يخلو من تخيُّلِه وذِكره والفكرِ فيه بحيث لا يغيب عــن خـاطـره وذهنه فعند ذلك تشتغل النفس بالخواطر النفسانية فتتعطل تلك القُوى فيحدث بتعطيلها من الآفات على البدن والروح ما يَعُـزُّ دواؤه ويتعذر فتتغيّر أفعاله وصفاته ومقاصده ويختلُّ جميع ذلك فتعجـز البشر عن صلاحه
كما قيل :



الحـبُّ أولُ ما يكـون لجاجـةً *****تأتي بـه وتسوقــه الأقدار
حتى إذا خاض الفتى لُججَ الهوى*****جـاءت أمـور لا تُطاق كبار

والعشق مبادئه سهلةٌ حلوةٌ وأوسطه همٌّ وشغلُ قلب] وسقم وآخره عَطَبٌ وقتلٌ
. إن لم تتداركه عنايةٌ من الله :
وعش خاليا فالحب أوله عنى **** وأوسطه سقم وآخره قتل
تولّهَ بالعشق حتى عَشِق ***** فلما استقل به لم يُطِقْ
رأى لجةً ظنها موجـةً ***** فلما تمكن منها غَرِق

وأما دواء هذا الداء العُضال :
فقال فيه - رحمه الله - : ودواء هذا الداء القتال أن يعرف إن ما اُبتُليَ به من هذا الداء المضاد للتوحيد
إنما هو مِن جهله وغفلة قلبه عن الله
فَعَلَيْهِ أن يعرف توحيد ربِّه وسُننه وآياته أولا
ثم يأتي من العبادات الظاهرة والباطنة بم يشغل قلبه عن دوام الفكرة فيه ويُكثر اللجأ والتضرع إلى الله سبحانه في صرف ذلك عنه وأن يرجع بقلبه إليه وليس لـه دواء أنفع من الإخلاص لله
وهو الدواء الذي ذكره الله في كتابه حيث قال : ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )
فأخبر سبحانه أنه صرف عنه السوء من العشق والفحشاء من الفعل بإخلاصه
فإن القلب إذا خلص وأخلص عمله لله لم يتمكن منه عشقُ الصور فإنه إنما تمكن من قلب فارغ :
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا
وليعلم العاقل أن العقل والشرع يوجبان تحصيلَ المصالح وتكميلَها وإعدامَ المفاسد وتقليلَها ...
ومن المعلوم أنه ليس في عشق الصور مصلحة دينية ولا دنيوية بل مفسدته الدينية والدنيوية أضعاف ما يُقدّرُ فيه من المصلحة
ومن اكبر المساوىء التى تعود على الانسان اثر هذا الاعجاب
1- الاشتغال بذكر المخلوق وحبِّه عن حب الرَّبِّ تعالى وذكره فلا يجتمع في القلب هذا وهذا إلا ويقهر أحدهما صاحبه ويكون السلطان والغلبة لـه .


عذاب قلبه بمعشوقه فإن من أحب شيئا غير الله عُـذِّبَ به 2 -
فما في الأرض أشقى من محبٍّ ***** وإن وجد الهوى حلو المذاقِ
تــراه باكيــا في كـل حين ***** مخافـةَ فُـرقَةٍ أو لاشتياقِ
فيبكي إن نأوا شوقــاً إليهـم ***** ويبكي إن دنو خوفَ الفراق
فتسخـن عينه عند الفــراق *****وتسخــن عينُــه عند التلاقِ


العاشق قلبه أسير في قبضة معشوقِهِ يسومه الهوان ولكن لِسكرة العشق لا يشعر بمصابه فقلبه 3 -
كعصفورة في كف الطفل يسومها

أنه يشتغل به عن مصالح دينه ودنياه - 4
قال ابن القيم :
فإنه يكون كفراً كَمَن اتّخذ معشوقه نِدّاً يُحبه كما يحب الله فكيف إذا كانت محبته أعظم من محبة الله في قلبه ؟ فهذا عشقٌ لا يُغفر لصاحبه فإنه من أعظم الشرك والله لا يغفر أن يشرك به وإنما يغفر بالتوبة الماحية ما دون ذلك وعلامة هذا العشق الشركي الكفرى أن يقدم العاشق رضاء معشوقه على رضاء ربه وإذا تعارض عنده حق معشوقه وحقّه وحقّ ربِّه وطاعته قدّم حق معشوقه على حقِّ ربه وآثر رضاه على رضاه وبذل لمعشوقه أنفس ما يقدر عليه وبذل لربه إن بذل أردى ما عنده واستفرغ وسعه في مرضات معشوقه وطاعته والتقرب إليه وجعل لربه إن أطاعه الفضلة التي تفضل عن معشوقه من ساعاته

وأخيراً :
إلى من حباها الله شيئا من الجَمال فابتُليَت بمن يعجب بها

اتقي الله وراقبيه في السر والعلن
اتقي الله لا يُسلب منك هذا الجمال

لا تجعلي لضعفاء النفوس عليكى من سبيل .
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم







  رد مع اقتباس