الشق الأول من معنى قول العبد: (اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)، وهو ما يعبر عنه العلماء بـ"هداية
الدلالة والإرشاد"، وبدون هذا التدبر لكتاب الله لا تتحقق هذه الهداية؛ حيث
يصبح العبد معرضًا في عبادته لله -عز وجل- إلى العمل بجهل، أو العمل
ببدعة، فيقع في خطر عظيم؛ قال الله -عز وجل-: (أَفَلا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) (النساء:82)،
وقال أيضًا: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ
مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) (ص:29). أما الشق الثاني من معنى هذا الدعاء العظيم فهو العمل، أي
العمل بهذا الحق الذي عرفه العبد، فلا يكفي أن يعرف العبد الحق من خلال
تدبره لكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، بل لابد من تحقيق
المقصود الأعظم من هذا التدبر وهو العمل، وبذلك يكتمل للعبد سعيه في سبيل
تحقيق الهداية بنوعيها: هداية الدلالة والإرشاد، وهداية التوفيق والإسعاد؛
فطلب العلم والسعي الجاد لنيله هو من أعظم أسباب تحقيق هداية الدلالة
والإرشاد. ربى يحفظك ومشكور على الافاده
|