عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-11-2012, 02:46 PM   #16

ابو عبد الماجد
 

 رقم العضوية : 76106
 تاريخ التسجيل : Oct 2011
 الجنس : ~ ذكر
 المشاركات : 99
 النقاط : ابو عبد الماجد will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

ابو عبد الماجد غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

تنشئة الطفل المسلم
قسَّم الإسلام مراحل تربية الأولاد إلى ثلاثة مراحل:
1.من لحظة ميلاده إلى سن السابعة (الطفولة).
2.من سن السابعة إلى سن الرابعة عشر (الصبوة).
3.من سن الرابعة عشر إلى سن الإحدى والعشرين (الشباب).
وذلك في الأثر الوارد عن الإمام علي والذي يقول فيه:
{ لاعبه سبعاً وأدبه سبعاً وصاحبه سبعاً }[1]وقد تحدثنا عن المرحلة الأولى في المشاركات السابقة وسنتحدث في هذه المشاركة عن المرحلة الثانية والتى تبدأ من سن السابعة إى وقت البلوغ وطريقة الإسلام في معالجة هذه المرحلة وما بعدها هي المعالجة الشاملة لكل الدوافع والغرائز التي تسيطر على حواس الإنسان وتنمية كل القوى المدركة في باطن الإنسان ويشمل ذلك إعداد الطفل بدنيًا وعقليا وروحيًا حتى يكون عضواً نافعاً لنفسه ولأمته وقد أفرد الإمام الغزالي لهذه الحقوق جزءاً خاصاً قدم له بواجب الآباء والمربين في توجيه أبنائهم لتحسين أخلاقهم فقال: (اعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها والصبي أمانة عن والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجه خالية عن كل نقش وصورة وهو قابل لكل ما نقش ومائل إلى كل ما يمال به إليه فإن عُوِدَ الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبوه وكل معلم له ومؤدب وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبه عليه والوالي له وقد قال الله{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}ومهما كان الأب يصونه عن نار الدنيا فبأن يصونه عن نار الآخرة أولى وصيانته بأن يؤدبه ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق ويحفظه من قرناء السوء وأوجب أن تكون التربية من أول مراحل الصبي ونشأته وهي مرحلة الولادة والرضاعة بألا تستعمل في حضانته وإرضاعه إلا امرأة متدينه تأكل الحلال: (فإن اللبن الحاصل من الحرام لا بركة فيه فإذا وقع عليه نشوء الصبي انعجنت طينته من الخبيث فيميل طبعه إلى ما يناسب الخبائث)[2].
أولا: الإعداد البدني
ويقصد به تهيئة الطفل ليكون سليم الجسم، قوي البنية قادرًا على مواجهة الصعاب التي تعترضه بعيدًا عن الأمراض والعلل التي تشل حركته وتعطل شأنه والإسلام وهو يحترم الطاقة الجسمية احترامًا كاملًا لا يتركها على حالها ولا يطلق لها العنان إنه ينظمها ويضبط منصرفاتها لأنها ـ هكذا بطبيعتها- إذا تركت وشأنها لا تقف عند حد وتدمر الكيان فليس هم الحياة ـ كما فطرها الله ـ مجرد أداء المطالب البيولوجية فحفظ الحياة على وجه الأرض ليس هو كل هدف الحياة بل هدفها حفظها وترقيتها على الدوام ولذلك لا يترك الإسلام الإنسان لشهواته تستعبده وتجرفه إلى حيث لا يملك لنفسه القياد بل يضبطها ويهذبها وينطفها ولكنه لا يكبتها فمنهج الإسلام في تربية النفس أنه لا يكبت رغائبها فيقتل حيوتها ويبدد طاقتها ويشتت كيانها فلا تعمل ولا تنتج ولا تصلح لعمارة الأرض وترقيَّة الحياة وفي الوقت ذاته لا يطلق رغائبها بلا ضوابط لأن ذلك يبدد طاقتها من جانب آخر يبددها في نشاط الحيوان وعلى مستوى الحيوان ووسيلته إلى ذلك - كما قلنا - هي الضبط إنه يعمل على تربية القوة الضابطة وتنميتها منذ نعومة الأظفار وذلك بربط القلب البشري بالله وخشيته وتقواه ومراقبته في كل عمل وكل شعور وكل فكر والتطلع إلى عطفه ورضاه وكذلك يربط القلب باليوم الآخر ثم هو دائم التذكير بأن هذه الشهوات ليست غاية في ذاتها يستغرق الإنسان في طلبها والانكباب عليها وإنما هي وسائل إلى غايات أخرى أرفع منها وأولى بالالتفات، وخذوا أمثلة على ذلك ....
فالطعام وسيلة لحفظ الأود:
{ما ملأ آدمي وعاء شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه } [3]
والجنس وسيلة لانتشار النوع:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء}
ووسيلة كذلك للسكن والراحة لا للسعار والفتنة:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً }
والمال وسيلة لإقامة الجماعة:
{وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً }
وطاقة القتال لجهاد الشَّرِّ في الأرض:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ }
ولضمان الحياة ضد الإعتداء:
{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
وهو يبعث النشاط الحيوي في إتجاهات شتى تشمل كل كيان الإنسان فلا تتدفق الطاقة الحيوية كلها في جانب واحد جانب الجنس أو المال أو الطعام ... إلخ بل يبعث النشاط في العلم والعمل والتجارة والصناعة والزراعة والفتح والغزو وعمارة الأرض وإقامة الدولة وتنظيمها وسياستها ومراقبة الأمور في المجتمع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي كلها أمور تستغرق النشاط الإنساني وتوزعه وتوسع مساحته فلا يتكتل في بقعة واحدة ويترك بقية الجوانب خواء.
[1]رواه أبو الشيخ ابن حبان عن أنس[2] [ إحياء علوم الدين للغزالي جـ3 ص 70 وما بعدها]

[3] رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم







  رد مع اقتباس