عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-11-2012, 10:09 PM   #17

ابو عبد الماجد
 

 رقم العضوية : 76106
 تاريخ التسجيل : Oct 2011
 الجنس : ~ ذكر
 المشاركات : 99
 النقاط : ابو عبد الماجد will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

ابو عبد الماجد غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

-أكل الطيبات:
أمر الإسلام برعاية الأبناء ورغَّب الآباء في الإنفاق عليهم وجعل فَضْلَ الإنفاق كبيراً وثوابه عظيماً وذلك في قول النبي:{دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك}[1]وقد حذر الإسلام من إهمال هذه الرعاية في قوله(وإن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته)[2]ويقول(كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت)[3]وراه مسلم بلفظكفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمن يملك قوته).

ويقول شوقي:

ليس اليتيم من انتهى أبواه من هذي الحياة وخلَّفاه ذليلاً

إن اليتيم هو الذي تلقى لــه أمًّا تَخَلَّتْ أَوْ أَباً مَشْغُولاً
وقد حرص الإسلام في ذلك أن يُعَوِّدَ الأبُ الطفلَ الأكلَ من الطيبات التي تُغَذِي البدن وتقويه مع البعد عن المحرمات وكذلك الإسراف اللذان يضران الجسم ويعرضانه لكثير من الأمراض وذلك في قوله تعالى{وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ}ويرشدنا الغزالي إلى ذلك بقوله[في إحياء علوم الدين ج 3 ص72](وأول ما يغلب عليه من الصفات شَرَهُ الطعام فينبغي أن يؤدَّب فيه مثل أن لا يأخذ الطعام إلا بيمينه وأن يقول(بسم الله) عند أخذه وأن يأكل مما يليه وأن لا يسرع في الأكل وأن يجيد المضغ وأن لا يوالي بين اللقم ولا يلطخ يده ولا ثوبه وتجد تفصيل ذلك الموضوع في كتاب[مائدة المسلم بين الدين والعلم]
.- الرياضة البدنية:
وقد أولاها الإسلام عناية كبيرة لأنه يريد للنشء أن يكون قويًا في جسمه كما يكون قويًا في عقله وخلقه وروحه ففي الحديث الشريفالمؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف)[4]وقد ذكر ابن القيم[في (زاد المعاد)]بعض فوائد الرياضة فقال(إن الحركة هي عماد الرياضة وهي تخلص الجسم من الرواسب والفضلات بشكل طبيعي وتعوِّد البدن الخفة والنشاط وتجعله قابلاً للغذاء وتصلب المفاصل وتقوي الأوتار والرباطات وتؤمن جميع الأمراض المادية وأكثر الأمراض المزاجية إذا استعمل القدر المعتدل منها في دقة وكان يأتي التدبير صواباً) ولا ننسى في هذا المقام حاجة الولد إلى اللعب والترويح عن النفس حتى لا يحدث عنده ملل ولا ضجر ولا تبرم وقد ورد في الأثررَوِّحُوا عَنْ النِّفُوسِ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَة فَإِنَّ النَّفْسَ إذا كَلَّتْ مَلَّتْ وإذا مَلَّتْ عَمِيَتْ) ولنستمع إلى الإمام الغزالي وهو يوصي المربين بذلك[في إحيائه]فيقول: (ينبغي أن يؤذن للصبي بعد الانصراف من الكُتَّاب أن يلعب لعباً جميلاً يستريح فيه من تعب المكتب بحيث لا يتعب في اللعب فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه بالتعلم دائمًا ضارٌّ بمستقبله ويُبْطِلُ زكاؤه ويمغِّص عليه العيش حتى يطلب الحيله في الخلاص من الكُتاب رأساً) وما أشار إليه الغزالي بالكُتاب هو ما يساوي المدرسة في عصرنا ومما يدل على عناية الإسلام الشديدة بالرياضة ما جاء في مسند الإمام أحمد أن النبيrكان يَصُفُّ الأطفال الذين يأنسون به ويقول: ( من سبق فله كذا فيستبقون إليه فيقعون على صدره فيلتزمهم ويقبِّلهم )وما رواه البخاري: { أن النبي مرَّ على نفر من (أسلم) ينتضلون بالسوق – أي: يتعلمون الرمي - فقال :ارموا بني اسماعيل فإن أباكم كان راميًا ارموا وأن مع بني فلان فأمسك أحد الفريقين عن الرمي فقال رسول الله : ما لكم لا ترمون؟ فقالو كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال:ارموا وأنا معكم جميعاً}وعنه فيما رواه الطبراني:{كل شئ ليس من ذكر الله فهو لهو أو سهو إلا عن أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين -الجري -وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعليمه السباحة}لذلك كتب عمر بن الخطاب إلى الولاةأما بعد فعلِّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) وقد روى أحمد وأبو داود: (أن النبي سابق عائشة فسبقته ثم سابقها بعد ذلك فسبقها فقال: هذه بتلك) وورد:{ من مشى بين الغرضين كان له بكل خطوة حسنة }[5]والغرضان علامتان يحدُّ بهما مجال السباق كذلك ورد أنه سابق بين الخيل وسابق بين الجمال. وقد صارع النبي ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب وكان بمكة ويحسن الصراع ويأتيه الناس من البلاد فيصرعهم - فصرعه ثلات مرات حتى وقف ركانة معجبًا وقال: (إن شأنك لعجيب وأسلم عقبها[6] وكذلك صارع أبا الأسود الجمحي فصرعه وكان رجلاً شديداً بلغت قوته أنه كان يقف على جلد بقرة فيشد الجلد عشرة لينزعوه من تحته فيتفرى الجلد ولا يتزحزح عنه والتكاليف الإسلامية نفسها يشتمل كثير منها على رياضات للأعضاء إلى جانب إفادتها قوة الروح واستقامة السلوك فالصلاة بما فيها من طهارة وحركات لمعظم أعضاء الجسم والحج ومناسكه والزيارات والرحلات والجهاد والمشي إلى المساجد وأنواع النشاط الإجتماعي كلها تمرين لأعضاء الجسم وتقوية له ما دامت في الحد المعقول على أننا يجب أن نؤصل في نفس الطفل أن الارتباط الرياضي لا يكون على حساب واجبات أخرى يكلف بها فلكل وقته والاعتدال والوسطية وإيجاد التوازن مع سائر الواجبات من الأمور المطالب بها فعليه أن يتعلم التعادل على يد المربي استلهاماً من قوله لسيدنا أبى الدرداءيَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنَّ لِرَبكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلأهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقَ حَقَّهُ).[7]هذا مع الإشارة إلى أن الإسلام لا يرضى أن نمارس الرياضة بشكل يؤذي الناس كاللعب في الشوارع الضيقة وكذلك لا يرضى بالتحزب الممقوت لفريق أو لشخص ويحرم المراهنات على النتائج كما لا يبيح اشتراك الذكور مع الإناث في لعبة واحدة جماعية ولا يرضى عن كشف العورات بصورة تثير الشهوات باسم الرياضة ولا يسمح بإطلاق الكلمات النابية والتعليقات اللازعة أثناء المباريات أو بعدها وذلك للقاعدة الشرعية الإسلامية: (لا ضرر ولا ضرار).

[1] رواه مسلم عن أبي هريرة

[2] رواه ابن حبان في صحيحه عن أنس

[3] رواه أبو داود وغيره عن عبد الله بن عمرو بن العاص وصححه

[4] رواه مسلم عن أبي هريره

[5] وروى الطبراني عن أبي الدرداء

[6] رواه الحاكم في المستدرك وأبو داود والترمذي

[7]عن أبى جخحيفه جامع المسانيد والمراسيل







  رد مع اقتباس