منذ /02-25-2012, 04:27 AM
|
#1 |
رقم العضوية : 81119 | تاريخ التسجيل : Feb 2012 | الجنس : ~ رجل | المشاركات : 13 | النقاط : | درجة التقييم : 50 | قوة التقييم : 0 |
أوسمة العضو | | | طريق الأمل .. أحمد مطر ظهر منشور غير سياسي , أهملته السلطة , وطاردته الجماهير المسحوقة , الجماهير التي ابتُليت بحاكم جائر لا يعرف الرحمة , الجماهير التي تبتهل إلى الله , ليل نهار , أن يخلصها من ظلمه , وأن يزهق أنفاسه ليحفظ الدين والحرث والنسل . المنشور واضح جدا لكن مصدره غامض جدا . الجماهير الطيبة المسحوقة يكفيها الجانب الواضح , عليها أن تقطف العنب لا أن تقتل الناطور , فالقتل يجب أن يُوجه إلى هدف أخر , هدف محدد , بثمن : ( أقتل أمك وأقبض مليون دينار). - الشروط : 1- أكتب مئة نسخة من هذا المنشور ووزعها على الآخرين , على أن تثبت بالأدلة القاطعة أنك وزعتها . 2- سلّم جثة أمك خلال أسبوع واحد من تقديم الطلب , على أن تثبت بالأدلة القاطعة أنها أمك وليست امرأة أبيك . 3- عليك أن تثبت بالأدلة القاطعة أنك قتلتها بجهدك الذاتي من دون مساعدة من أحد . 4- يشترط أن يكون القاتل ذكرا بالغا . 5- يوضع مبلغ المكافأة في حساب المتقدم للقتل , على أن يصرف بعد أسبوع من تاريخه , وفي حالة انتهاء المدة من دون أداء المطلوب يوقف صرف المبلغ . 6- مدة العرض ستة أشهر فقط . حوافز : - القاتل الأسرع ينال مكافأة إضافية قدرها ربع مليون دينار . - صاحب الأم الشابة يتلقى كأس " المهد الذهبي " ووسام عيد الأم . - تقدم الطلبات إلى مؤسسة "طريق الأمل" جادة الهزل - شارع الوسواس . ( مناظر من خارج المؤسسة ) : * - مالي أراك مطرقا ؟ - بالي مشغول بهذه الحكاية . إنها والله كوميديا سوداء . في أخر الزمان يأتيك من يدفع لك مليون دينار لتقتل أمك ! - إنها حكاية تتلف المخ حقا . - تتلف المخ والقلب والإذن والحنجرة . أخر زمن ... يأتي الأوغاد ليقدموا لك هذا العرض العجيب .. لعنة الله على شيطانهم .. أين كان أولاد الكلب هؤلاء عندما كانت أمي على قيد الحياة ؟! * - لم نرك منذ زمن يا صديقي . - مشغول . الوقت يتبخر : العمل , الأولاد وحاجات ست البيت , ومحاولات قتل الوالدة أطال الله عمرها . - ألم تقتلها بعد؟ - أنت لا تدري كم هي شيطانة . إنها تنام وتبقي عينيها مفتوحتين . * - أنا أبكي لأن بيني وبين البلوغ سبعة أشهر فلماذا تبكي أنت وقد بلغت الخامسة والعشرين ؟! - أبكي لقلة بختي . - هل هَرَبت ؟ - ليتها فعلت ذلك . قتلتها بلا فائدة . - لا فائدة ؟ كيف ؟ - بعد أن أغمدت السكين في صدرها , حشرجت وهي في النزع الأخير , وكأنها بكرة منسية من فيلم عربي قديم : ( قبل أن أقابل ربي ..ثمة سرّ أريدك أن تعرفه..) - وتبين أنها ليست أمك ؟ - ولا أم كلثوم . - لعنة الله على الشيطان . * - يا إخواني .. الوالدة عزيزة صح , لكن ألا ترون أنها على طريق الهلاك ؟ - لا والله إنها على (طريق الأمل ). - ولم لا ؟ لقد تجاوزت الثمانين فماذا تريد أكثر ثم أن جسدها ضاق على الأمراض . أمراضها صارت تعمل بنظام المناوبة . لقد سمعتها تدعو ملك الموت ليخلصها من شقائها ويخلصنا منها . عيب يا إخوان كل هذه الشوارب وأمنا تدعو غريبا لكي يقبض روحها ؟ عيب يا إخوان نحن أولى بأمنا . - دعنا نفكر . - الوقت من ذهب يا إخواني , ربما جاء أجلها قبل انتهائكم من التفكير . - إننا نفكر ... بأي سلاح سنقتلها ؟ - العنوا الشيطان يا جماعة , الوالدة ضعيفة وفي حكم الميتة . أخنقها لكم بالمخدة. * - هذا ما أسميه النحس المركب ! - نحس من ؟ - عدنان لم أر شخصا منحوسا مثله . - أي نحس ؟ إنه وحيد أمه وهي مليونيرة . - هنا المصيبة فلولا ذلك لقتلها وفاز بالمكافأة . - لكنه سيفوز بأكبر منها دون حاجة إلى قتل أمه , فترِكتها كلها ستؤول إليه . - لقد مات عدنان أمس في حادث سير . - ملعون لأبو الشيطان . إنه حظ عاثر حقا . * - لن اقتل أمي لو أعطوني الشمس والقمر . - منتهى العقل . - نعم فالعاقل يسأل قبل كل شيء عن جدوى ما يفعله . حسناً .. تقتل أمك فيعطونك مليون دينار فتضعه في البنك لكن أين يمكنك وضع الشمس والقمر ؟ - يا للشيطان ! ( مناظر من داخل المؤسسة ) - نأسف لقد تأخرت خمس دقائق . - أخصموها من المكافأة . - لا تلعب يا ولد . الشروط هي الشروط . - المواصلات هي السبب . - هذا لا يغير من الأمر شيئا . نرجو لك حظا أفضل في مسابقة قتل الآباء . - من أين سيأتي الحظ الأفضل وهذا الشيطان الذي في البيت هو زوج أمي ؟ * - إذن فقد ساعدك جارك . - ليس تماما . حملها معي إلى أنشوطة الحبل فحسب . أمي ثقيلة جدا , وأنا ضعيف . ضعوا مسالة ضعفي في اعتباركم . الرحمة فوق القانون . - ليس هذا فحسب . بل وعدت جارك بنصيب من المكافأة . - حق الجار على الجار يا جماعة . النبي وصى على سابع جار . - نأسف , هذا إخلال بالشروط . - والحل ؟ - ثمة حل واحد . امش يميناً , ثم انحرف يسارا , تجد الباب أمامك مباشرة مع السلامة . - أنتم شياطين . - شكرا , انصرف الآن ودعنا نعمل . * - قضيتك قيد الدرس . طلبنا منك أن تنتظر لماذا عدت إلينا ؟ - لكنكم لم تقابلوني بعد ! - بل قابلناك . رجاءً ...اذهب إلى غرفة الانتظار ريثما ننتهي من دراسة قضيتك. - ثمة التباس يا جماعة . لابد أن تكونوا قد خدعتم بأخي التوأم . لقد سرق هويتي. - أخوك التوأم ؟! - نعم يا جماعة . أنا الذي قدمت الطلب , وأنا الذي قتلت أمي الحبيبة رحمها الله .. أنا القاتل الحقيقي . - لحظة واحدة .. ما اسمك ؟ - شريف - واسم أخيك ؟ - أشرف . - تشرفنا . أنت ولد طيب . نشكرك على هذا الإيضاح , وسنقدم لك كأس "المهد الذهبي" بصفة استثنائية تقديرا لأمانتك . - إذن , لن تكون المكافأة من نصيب أخي ... - ولا من نصيبك , لأن أخاك ليس القاتل الحقيقي , ولأنك تأخرت عن موعد التسليم . - يا أولاد الأبالسة ! ( منظر من الخارج والداخل ) الشيطان يشد قرنيه غاضبا : أعوذ بالله من الإنسان اللئيم . هؤلاء الناس أصابوني بالغثيان .ماذا يريدون مني ؟ اللعنة قائمة علي في كل مكان . لماذا يلعنني هؤلاء العضاريط ؟ ماذا فعلت ؟ هل قتلت أمي لا سمح الله ؟! أحمـد مــطر
|
| |