سرّ الألم يا صديق الرّوح أضناني الألمُ
فالقلب منه يئنّ ، يستغيثُ
والرّوح سكرى به تترنّحُ
ولهيب الوجدان تعانقُ
يا رفيق الدّرب أنهكني الوهنُ
فالجسد من ثقله يتهدّمُ
لا يسهر لا ينامُ ، لا يحزن لا يفرحُ
يرنو إلى العلاء ، قطراتٍ يستعطفُ
يا شقيق الرّوح ضاقت الأنفاسُ
تعبُّ دفئك لا تكتفي ولاتشبعُ
إلى أصبارها كؤوس الوجيع تملأُ
ترتشفه شغفاً ولا يرتوي الظّمأُ
يا عريس الرّوحِ ، عذّبني الشّوقُ
بات الدّجى بزوغ الشّعاع يسامرُ
أرنو إلى القمر ، أعاينُ
وجهك البهيّ فيه ينطبعُ
أتأمل السَّحَر ، بزوغك أنتظرُ
ضياء وجهك على الرّوابي ينسدلُ
تتلألأ خضرتها فرحاً ،تغتبطُ
وأتوق أنا إلى الضّياء ،أتشوّقُ
يا خليلي ، نار الحبّ تشتعلُ
مسافات بيننا تطول تنبسط ُ
تزهو فيها الرّياحينُ ،تعبقُ
ما أطيب عبيرك منها يفوحُ
يا الحبيب مدّ الجسور ،أتلهّفُ
تَجَلَّ حضوراً تعالَ، فتنعم الرّؤيةُ
أبهر الأبصار ، فيظهر اليقينُ
عطّر الأنفاس ، فينتشر الوهيجُ
يا الحبيبُ ، أريجك الى الخلايا يتسرّبُ
هو الدّم في العروق يسيلُ
من رحم الآلام الحبور ينتشلُ
من عمق الوجع الدّاء يستخرجُ
ما همّ وهن الجسد، ما همّ تعبُ
لك الحبيبُ آلام الجسد تُبذلُ
لك سعادة الرّوح لك الفرحُ
فليتعب الجسد ولتنتشي الرّوحُ
إن كان سرّ السّعادة الألمُ
فليبقَ ألماً يتأجّجُ ، ويتّقدُ
إلى أن أنتفي فيك ، أذوبُ
في حنايا روحك ، أختبأُ
إن كان سرّ حضورك الألمُ
فلينزف الجرحُ ، وليقطر الدّمعُ
سحرك الجرح يبلسمُ
بسمك الدّمع يكفكفُ
مدى الدّهور أتألّمُ ، أتشوّقُ
إن كان العناء يكملُ
ما نقص من فرح الحبيب ويملأُ
بهجة كونه حبوراً ، فيسعدُ
|