[السفينة]

في داخل كل قلب
نبض
ومشاعر
وصدق عميق لهذه المشاعر
وهذا الصدق هو الذي يجعلنا مانحس به في هذه الحياة
عندما يتوغل فينا الحب الى الأعماق
وعندما يتربع المحبوب أعلى مراتب القلب

ونردد لكن ولكن

عندما تكون موانئ البحر كله أحزان
وعندما تمتلأ أمواج البحر جروح
وعندما يكون البحر ألماً والقلب قارب
عندما يتحول القارب إلى ثكنة أوجاع
يعتلي الجراح
وعندما تكون الحياة عاصفةً بحرية
تعصف بهذا القارب المسكين يمين ويسار
لم تكن أمواجه الجريحة تكفي لمهاجمته
بل كانت هناك عاصفة
تجتاح كل ما يقابلها على متنه الصغير


عندما يُجرح صدق المشاعر
عندما يُسرق نبض القلب
عندما يُسلب الأمل
وتبقى آثاره نزيفا دامياً يسمى الألم
فماذا سيكون بعد ذلك ؟؟



نتألم من جروح قلوبنا ولكن
ألا تتألم قلوبنا من جراحنا ؟؟
ألا تتألم بما فعلناه بها ؟؟
عندما سلمنا قلوبنا لغيرنا
عندما فتحنا لهم صدورنا
حينما أسكناهم بها
ثم
ذبحوها
أدموها

من الذي تسبب بهذا ؟
هل نحن الذين تسبب بهذه الجروح ؟؟
أم أنه القدر الذي لا نقدر أن نقف
بوجهه ؟؟
أظن نحن من جرح قلوبنا قبل أن يجرحها
غيرنا
نحن من أدخلهم قلوبنا .. ونحن من
أوصلناهم إلى جرحنا

فغدونا نحن المتهمون أمام قلوبنا

عندما يسيطر علينا بدل الالم ألمين
وبدل الجرح.. جرحين
.. وبدل النزف نزفين
ألم جُرح أدمى قلوبنا
وألم جُرح أدمى ممن أحببناهم
مابين هذا وذاك
ماذا نستطيع أن نفعل ؟؟
وماذا نقدم ؟؟
بماذا نعالج قلوبنا ؟؟
كيف نعالج قلوبنا من جراحها
حتى نقدر
معالجتها من جراح أولئك الذين
هدموا بناءها ؟؟




لقلوبنا قدرة محددة تقف عندها
لا تتسع للمزيد من الجراح
يكفي دقاتها ألماً
ويكفي صدرها طعناً
لم يبقى بها مكان يستقبل مزيداً
من الجراح
تكفيها جراح جسدها لها
وجراح من غدروا بها



أحببنا بصدق ثم صُدمنا بمن احببنا
سامحنا بصدق ثم كان الجرح
نصيبنا
صدقنا بعمق فكانت الخيانة جزاءنا
بعد كل هذا .. هل بالبساطة نقدر
ان ننسى الي نسينا
ونهوى من يهوانا
والي قدر على فراقنا نقدر على فراقه

هذا بالنسبة لمن جرج قلوبنا
لكن
مالذي نستطيع ان نفعله
بالجرح الذي سببناه لقلوبنا بأيدينا
كيف

فكيف نداوي قلوبنا ونحن أول من جرحها؟