عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /11-25-2008, 08:50 AM   #3

سعود2010

عضو جديد

 

 رقم العضوية : 5630
 تاريخ التسجيل : Aug 2008
 المكان : الرياض
 المشاركات : 100
 النقاط : سعود2010 will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

سعود2010 غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر MSN إلى سعود2010 إرسال رسالة عبر Yahoo إلى سعود2010 إرسال رسالة عبر Skype إلى سعود2010
أوسمة العضو
افتراضي

الفصل الثاني



لم يمض اسبوعان حتى بدا د.احمد يشعربأهميته لدى د.ساره بعض الزملاء لاحظوا ذلك...من السؤال الدائم عند غيابه أو الوقوف بجانبه اثناء الشرح أو مرافقته عند جولاته على المرضى ...أو من الاكتئاب وعدم الرضى عند غيابه ...
الحب كرائحة العطر الزكيّه ... يعلن عن نفسه .
لكن الدكتور احمد وهو الشاب العاقل الذي يدرس قراراته بهدوء ومنطق لم يتجاوب لمشاعر د.ساره العاطفيه ..كانت مشاعره نحوها الاحترام والتعامل معها بحذر . لماذا يادكتور احمد ...هل هناك في الدنيا اجمل من الحب .. واي حب انها مبادرة الانثى ...وعندما تكون المبادره من الانثى ..فأنت في نعيم مقيم في قصر انهاره عطر وهوائه سحر . فلماذا لم تبادلها نفس المشاعر ...ان عيناها من فرط حبها لا تكاد ترى سواك ورعشتها من شوقها تشتعل حين تراك...

ولكن احمد الفتى الهاديء الحصيف لم يشأ ان يبني قصورا في الهواء ولا ان يشعل حبا يعلم ان الظروف الاجتماعيه سوف تخنقه بنار العادات والتقاليد والفوارق كان الدكتور احمد يصد الدكتوره ساره برفق .قال لها مره : اسمعيني يادكتوره..مايظهر لي منك هو الحب...واعتز بهذا الشعور واستطيع ان ابادلك اياه ليجمعنا بيت الزوجية في النهايه ولكن اختلاف الوضع الاجتماعي بيننا يقف حائلا فانتي فتاة من اسرة معروفه وميسوره ومن اعيان المجتمع ..وانا شاب بسيط من اسرة متواضعه ولكن هذا لايعني القفز فوق نواميس المجتمع هكذا شاءت الظروف ...ولو قبلنا بتجاوزها فان المجتمع لن يسمح لنا سيقف ضدنا...انها عادات وتقاليد اجتماعيه وجب علينا احترامها شئنا ام ابينا ان في ابتعادنا راحه وفي قربنا عذاب ..فهل نشتري العذاب... كان هذا رأي الدكتور احمد ولكن مشاعر ساره كانت اقوى ولا ينفع معها الصد والعقل ماذا يفيد رضا الاهل مع فراق الحبيب ؟ انها لاتريد سوى احمد لقد احبت هذا الشاب الرائع ووجدت فيه كل اسباب الحياه ....
صباح احد الايام حضرت ساره الى المشفى وبلغت الساعه العاشره ولم يحضر احمد فاستنكرت الامر لأن احمد اول الوافدين ..

فسألت احد الاطباء عنه واجاب بأنه لايدري واقترح عليها سؤال رئيسهم الدكتور صالح ..اتجهت ساره ودخلت المكتب متأبطة كراسه تدون بها ملاحظاتها..وسألت على استحياء عن الدكتور احمد فاشار لها بالجلوس وبدا عليه الجد وهو يقول :اسمعيني يادكتوره ... الدكتور احمد في اجازه واذا اردتي نصيحتي كأب ابتعدي عنه يا ابنتي..ما بينكم مكتوب عليه الفشل حاولي ان تنسيه واهتمي بعملك
خرجت ساره وعينها لا ترى امامها شوشتها دمعتان تحجرتا في مقلتيها وامسكتها الاهداب ان تنحدرا ..... يالهذه الفتاة المسكينه سلّمت قيادها لقلبها الرقيق وتلبّـسها الحب من رأسها لأخمصها ... ومن ذا يلومك يا ساره من يجرؤ على ان يقول لك : لاتحبي اوقفي هذا الخافق المعذب خذي هدنه.. راجعي حساباتك افتحي نافذة صغيره على عقلك ... دعيه يشاركك يا ساره ... ولكن الامر اكبر من الحوار.. من الاقتناع من هذر لالزوم له.. ساره تحب وكفى..
توالت على ساره ايام شاحبه كوجهها الذي فقد بعض نظارته ..

تبدلت ساره لم تعد ترغب الزاد والحديث او الخروج او المرح ومداعبة اخواتها تقضي وقتها جالسه القرفصاء فوق سريرها ساهمة واجمه كارهة لكل شيء ... في البدايه حاولت والدتها ثم اخواتها ووالدها ...ولا جواب ... سألت عنها ادارة المشفى وكان الجواب .. وعكه صحيه..وزارتها بعض رفيقاتها الطبيبات بعضهن يعلم السبب واكثرهن يجهلنه ... وجيء لها بتقرير طبي يمنحها الراحة ويفسر اسباب الغياب ولكن الدكتوره لايهمها بقائها اوتركها لعملها الامر اكبر من ذلك ..وماذا تبغي في مكان لايحقق لها لقاء الحبيب ولعله لم يكن في اجازه ... لعله انتقل الى مشفى آخر ... او مدينه اخرى من يدري؟ ومضت عشرة ايام والدكتوره ساره البنت الدلوعه لاتغادر حجرتها .... تنتظر شئ لا تدري ماهو؟ ... احتواها التردد وضعف القرار .. اعتمدت طوال حياتها على اهلها في ايجاد الحلول لمشاكلها ... ولكن مشكلتها هذه المره مختلفه وكيف يتم الحل ووالديها واخواتها لايعرفون السبب ؟ وكيف لها ان تفصح واعتقادها ان نسبة الرفض اقوى من القبول ؟.
مساء ليله قررت والدتها تمزيق هذا السكون ومعرفة الأمر والدتها تكاد تستشرف السبب ولكن التفاصيل تجهلها ..دنت من اطراف سريرها تحمل قطعه من الجاتوه وكوبا من الشاي وضعتهما فوق الكومودينو ثم جلست بجانبها باسمه وادخلت اصابعها بين خصلات شعر ساره الحريري الفاحم وقالت ضاحكه: كانما تستحثها على الكلام : والله كبرنا ياساره وصرنا نحب !
فاجأت ساره هذه العباره فأجابت ورموشها تتلاكم : أي حب يمّه الله يهديكِ بس ...

ولكن بعد نصف ساعه خرجت ام ساره من الحجره وقد عرفت كل شيء وطلبت من ابنتها ان تصبر حتى ( تشوف الموضوع مع ابوها )

رنين الهاتف يصدح في منزل ساره ...تنبأها احدى رفيقاتها بعودة الدكتوراحمد وانه لم يكن في اجازه بل في اعارة لأحد المجمعات الطبيه وقدعاد لانهاء بعض الاوراق تمهيدا لنقله نهائياً .
وبرغم حرص الدكتور احمد ورئيسه على عدم وصول تلك المعلومات للدكتوره ساره . لكن وصولها في اليوم التالي وهي تشع جمالا وحيويه وتتناقل عيناها الواسعتين تصافح من يقابلها في الممرات تبحث عن وجه واحد فقط ... وصولها قطع كل الظنون في ان ساره عرفت كل شئ وجاءت لتكمل معركة الحب متمنطقة برضا والدتها رغم ان كلماتها لم تشجعها ولكن هذا هو الحب فماذا نقول له : انه سيدنا وقائدنا وقاتل كل الوان الكره في انفسنا .

حرصت ساره على ان يكون لقائها مع الدكتور احمد بعد هذه الفرقه منفردا. وهذا ماحدث جاءت المواجهة بينهما في حجرة الاطباء ولا احد سواهما رآها تدخل.. فرحب بها بأدب جم..ببساطه وعقلانية
العارف والمقدر لكل شيء..ولكن ساره الفارهه عندما التقته لم تقو على الوقوف فتناولت كرسيا وجلست وقالت: لماذا تتهرب مني يااحمد ...ماالأثم الذي فعلته حتى تعاقبني ؟ اقولها لك بكل صدق انا احبك ولا ارضى عنك بديلا وليس بيني وبينك سوى الموت..الموت وحده هو الذي يصدر قراره لوقف نهر الحب بيني وبينك.أعلم ان الحياة بالنسبه لي ليست الهواء او الماء انها انت. ياألله ...ماأجمل هذا القلب انه لايتدفق بالدم انه ينبض بكل اسباب الحياه.. ان ماقالته لاعلاقة له بالكرامة او امراض وعقد نفسيه انه تصريح جميل ..انه اعلان ان الحب عندما يتملكنا يرفعنا من درجة البشر الى درجة اعلى ارق واجمل فكريا .. حسيا .. جماليا .. بعيدا عن الصغائر واي فلسفة انه هو الفلسفه هو الحياة ذاتها وامامه يتوارى أي شيء و... كل شيء
لم يكن امام احمد وهو يسمع ساره تعزف انشودة الحياه الا ان تهتز مشاعره ويخفق قلبه ويدبدب نمل اطرافه يتحرك بوهج..

فاي منطق يقول ارفض هذا الحب واي قوانين تمنعه واي قوه تردعه.. هل سيعوم ضد التيار؟؟؟..ليكن .
وان لم يكتب الله لهذا الحب النجاه ...فلا لوم بعد ذلك.
وهكذا ايقظ حب ساره تلك المشاعر لدى احمد وتكسرت رماح عناده وزرعت باقات الحب في قلبه... هذه الفتاة اللامعه الملونه بالحب النقي .. ومن ذا يكابر ويجاهر ويتمرد على سبب سعادتنا وهنانا..من ذا يقول لا.. للحب
بدأت الامور تنحو صوب اتخاذ القرار ..وكيف تكون الخطوه الاولى الجاده للزواج
قرر الدكتور احمد اقتحام منزل الدكتوره ساره وبرغم تحذير الدكتور ((صالح)) ونصحه بالتمهل والتفكير حتى لايصدم بقرار والدها.. الا ان الدكتور احمد رغب في حسم الامر وليكن مايكون..

نلتقي بعد الفاصل ( سعود )




هديـــــة :

يشرب الكأس ذو الحجــا
ويبقّـي لغد في قرارة الكاس شيا
لم يكن لي غد فأفرغت كأسي
ثم حطمتها على شفتيـــا

الهوى والشباب ـ بشاره الخوري ــ عبد الوهاب

وثـــــانيه : انا في الدنيا شريد هائم وفؤادي من جواه في لهيبي
تتوالى ذكرياتي في الهوى مثل موج البحر في الليلي الرهيبي

يامنا روحي ـ احمد رامي ــ فريد الأطرش








  رد مع اقتباس