حــلــم ٌ مــن بـيـن أحــضــان الأمـــواج
ما بك ِ أيتها الحوريه المتمرده .. تطاديني .. تحاصريني .. و كأنني طير أسير وقعت في شباكك ِ ....
كلما أدرت ظهري لك ِ .. أجدكِ أمام عيناي ... كلما أغمضت عيني ... أجدني أراك ِ ....
حتى روايات سكنتنها ... فلما تخرجين من بين صفحات رواياتي و لما تكونين تلك الحوريه التي تتجسد كل شخصياتي ...
أقلب الصفحات.. فأجدك ِ عنوانها.. أتوه بين الأحرف .. فأجد كل الأحرف هي.. أحرف أسمك ِ ...
كيف أنت ِ ؟؟ و لما أنت ِ ؟؟ و أين أنت ِ ؟؟؟
لا ادري هل أنا جننت أما أنني في الأصل ِ مجنون ؟؟؟؟؟
أهرب منك ِ و أتوارى عن العيون ... اختبأ بين أركان نفسي .. فأفيق فأجدني اختبأ بين أركانك ِ أنت ِ ..
كنت أظن انك أنت ِ من تطارديني .. و قد نسيت ُ إنني في الأصل أنا من رسمتك و تمنيتك فسكنت ِ بين أركاني .. فجعلت ِ فؤادي سكناك ِ ...
وكيف لي لا أرضى .. و الموج اسمعه ينادي باسمك ِ .. فتسبق الموجه الموجه .. لتحتضن صخر الشاطيء لتنقش عليه كحل عينيك ِ ... و القمر لبس ثياب الخجل ِ .. فيكف له أن يُنير و جملك ِ خطف كل الأنظار عنه ...
آه ٌ يا من تساقطت النجوم من السماء لأجل أن تزين صدرك ِ عقدا ً .. فقدت النجوم نورها ... فبسمتك ِ شمس تُنير كل القلوب ....
آه ٌ يا من أتمنى أن أكون أسير خلف أسوار قلعتها .. و كأنني أصبحت عاشقا ً لقيود حبك ِ .. و أنا من ظلت النساء بعيناي مواني يرسو عليها قاربي لـُحيظات .. يقطف هذه و يترك تلك ...
أما اليوم ... فقد لملمت شراعي ... فما عاد لقاربي أن يرتحل ثانية ... و كيف له الرحيل و قد ظللت سنوات أرتمي بأحضان الموج .. و اليوم ها هي رأسي تسكن فوق نهديك ِ .. كأنني طفل ضائع أشتاق لدفيء أمه ...
فرأسي فوق صدرك .. و ذراعاي تلتف حولك .. أسمك ِ تتنهدين فتغيب كل الأصوات عني .. و كأنني فقدت السمع إلا لدندنة عبير صوتك ....
آه ٌ حبيبتي .. آه ٌ حوريتي .. آه ٌ و ألف آه .. إن لم يكن كل هذا حلم حلمت ُ به .. لكنت ُ اليوم ذلك الرحال الذي وجد الدفيء ... بعد أن كان يفترش الموج صدرا ناعما ً و ينسى الدنيا على دندنة النورس فوق ذلك الشاطيء البعيد ..