الموضوع: الحطيئة
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /06-06-2012, 10:37 PM   #1

سارية فى درب الرسول

مشرفة الاسلاميات والمكتبات سابقا

نور الإيمان

 

 رقم العضوية : 76161
 تاريخ التسجيل : Oct 2011
 الجنس : ~ أنثى
 المشاركات : 9,116
 الحكمة المفضلة : متى أقحطت العين من البكاء من خشية الله ، فاعلم أن قحطها من قسوة القلب
 النقاط : سارية فى درب الرسول has a reputation beyond reputeسارية فى درب الرسول has a reputation beyond reputeسارية فى درب الرسول has a reputation beyond reputeسارية فى درب الرسول has a reputation beyond reputeسارية فى درب الرسول has a reputation beyond reputeسارية فى درب الرسول has a reputation beyond reputeسارية فى درب الرسول has a reputation beyond reputeسارية فى درب الرسول has a reputation beyond reputeسارية فى درب الرسول has a reputation beyond reputeسارية فى درب الرسول has a reputation beyond reputeسارية فى درب الرسول has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 59626
 قوة التقييم : 30

سارية فى درب الرسول غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

ثالث اكثر المشرفين مشاركة بردود داخل قسمه ثالث اكثر المشرفين مشاركة بمواضيع داخل قسمه وسام مسابقه اقلام بعبق الروعه 457 440 185 119 115 15 88 

افتراضي الحطيئة





أبو مُلَيْكة جرول بن أوس بن مالك العبسي المشهور بـ الياس شاعر مخضرم أدرك الجاهلية وأسلم في زمن أبي بكر. ولد في بني عبس دعِيًّا لا يُعرفُ له نسب فشبّ محروما مظلوما، لا يجد مددا من أهله ولا سندا من قومه فاضطر إلى قرض الشعر يجلب به القوت، ويدفع به العدوان، وينقم به لنفسه من بيئةٍ ظلمته، ولعل هذا هو السبب في أنه اشتد في هجاء الناس، ولم يكن يسلم أحد من لسانه فقد هجا أمّه وأباه حتى إنّه هجا نفسه.



حبسه في السجن


كان سبب حبسه أن الزبرقان بن بدر التيمي سيد قومه عَمِل للنَبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكان يجمع زكاة قومه ويؤديها لهم. وقد أشتكى لعمراً لما هجاه الحطيئة. فقال له عمر وما قال لك: قال: قال لي
دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبغيتها
واقعـدْ فإنّك أنـت الطاعمُ الكاسي فقال عمر: ما أسمع هجاء ولكنها معاتبة. فقال الزبرقان: أو لا تبلغ مروءتي إلا أن آكل وألبس! والله يا أمير المؤمنين ما هُجيت ببيت قط أشد عليَّ منه. فدعا عمر حسان بن ثابت وسأله: أتراه هجاه؟ قال حسان: نعم وسلح عليه! فحبس عمر الحطيئة، فجعل الحطيئة يستعطفه ويرسل إليه الأبيات، فمن ذلك قوله:
ماذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ
زغبُ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ فلم يلتفت إليه عمر، حتى أرسل إليه الحطيئة:
غادرْتَ كاسبَهم في قعر مُظلمة = فارحم هداك مليكُ الناس يا عمرُ
أنت الإمامُ الذي من بعد صاحبه = ألقى إليك مقاليدَ النُّهي البشرُ
لم يؤثروك بها إذ قدّموك لها= لكن لأنفسهم كانت بك الأثرُ
فامنن على صبيةٍ بالرَّمْلِ مسكنُهم = بين الأباطح يغشاهم بها القدرُ
نفسي فداؤك كم بيني وبينَهُمُ = من عَرْضِ واديةٍ يعمى بها الخبرُ




قال عمر: فإياك والمقذع من القول فقال الحطيئة: وما المقذع؟ قال عمر: أن تخاير بين الناس فتقول فلان خير من فلان وآل فلان خير من آل فلان؛ قال الحطيئة: فأنت والله أهجى مني. ثم قال له عمر: والله لولا أن تكون سُنّة لقطعت لسانك. فاشترى عمر منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم، وأخذ عليه عهداً ألا يهجو أحداً ولكن يقال أنه رجع للهجاء بعد استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قال عن أمه:
تنحي فاقعدي مني بعيداً
أراح الله منك العالمينا ألم أوضح لك البغضاءَ مني
ولكن لاأخالُكِ تعقلينا أغربالاً إذا استودعت سراً
وكانوناً على المتحدثينا جزاك الله شراً من عجوز
ولقاك العقوق من البنينا حياتكِ ماعلمت حياةُ سوء
وموتُكِ قد يـسرُّالصالحينا


وقال لأبيه:

فنعم الشيخ أنت لدى المخازي
وبئس الشيخ أنت لدى المعالي جمعت اللؤم لا حياك ربي
وأبواب السفاهة والضلال وقال يهجوا نفسه:
أبت شفتاي اليوم إلا تلكماً
بهجو فما أدري لمن أنا قائله فرأى وجهه في الماء فقال:
أرى اليوم لي وجهاً فلله خلقه
فقبح من وجه وقبح حامله وعندما مات أوصى أن يعلق هذا على كفنه:
لا أحدٌ ألأم من حطيئة
هجا البنين وهجا المريئة جميل الشعر



الشعر القصصي


الحطيئة رائد الشعر القصصي كما هو واضح في قصيدته قصة كرم:
وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل
بتيهاء لم يعرف بها ساكن رسما أخي جفوة فيه من الأنس وحشة
يرى البؤس فيها من شراسته نعمى وأفرد في شعب عجوزاً إزاءها
ثلاثة أشباح تخالهم بهما حفاة عراة ما اغتذوا خبز ملّة
ولا عرفوا للخبز مذ خلقوا طعما وبعد هذه الإضاءة لبيئة القصة، وشخوصها تبدأ حبكة القصة وتأزم الحدث:

ويأخذ التأزم في التطوروتشتد عقدة القصة حتى تصل منتهى الشد:




ثم تأخذ الأزمة في الانفراج، ويبدأ حل العقدة:







وانحلت العقدة.. ثم تليها الإضاءة الأخيرة:




نقاد الأدب العربي القدماء، أن أبياته التالية في المدح مما لا يلحق له غبار، أما النقاد المحدثون، فمنهم الدكتور محمد غنيمي هلال الذي أعتبرها من القصائد التي امتازت بالجزالة التي تتوافر للفظ إذا لم يكن غريباً ولا سوقياً.. وهي كما نرى تنبض بالحكمة من داخلها وإن كان ظاهرها الاستجداء والمدح:



كما قال الحطيئة‏:
زوامل للأخبار لا علم عندها
بمثقلها إلاّ كعلم الأباعر لعمرك ما يدري البعير إذا غدا
بأوساقه أو راح ما في الغرائر من أشعاره

طاوي ثلاث عاصب البطن مرمل ،،، ببيداء لم يعرف بها ساكن رسما رأى شبحا وسـط الظـلام فراعـه ،،، فلما بدا ضيفا تشـمر واهتمـا وقـال ابنه لـما رآه بحيـرة ،،، أيا أبت اذبحني ويسر له طعما
المصادر



  • المجلة العربية
  • باب دوت كوم







  رد مع اقتباس