منذ /06-17-2012, 11:52 PM
|
#1 |
موقوف
| نسير فـي هـذه الدنـيا على الدروب ولسْنا سِوى عابري سَبيْل نسير فـي هـذه الدنـيا على الدروب ولسْنا سِوى عابري سَبيْل بسم الله الرحمن الرحيم
...✿,✿,✿..
نسير فـي هـذه الدنـيا على الدروب
يوم يعقبه الآخـر
نتَقلبْ مَابْين فَرحْ وهَم ..
ضحَكْة ودَمَعْه ..
نسِير بها ولسْنا سِوى عاَبري سَبيْل
...,✿
والسعيد منا من كانت بسمته وحزنه دوما مع الله
ان سعد شكر الله على السعاده والخير والراحه
وان حزن التجأ إلى الله عز وجل لتيسير اموره..
وقد ارشدنا الله سبحانه ...
الى الاستعانه بالصبر والصلاة...
قال تعالى
(واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين).
وقد فسر هذه الايات
شيخنا الفاضل محمد العثيمين رحمه الله
قوله تعالى: { واستعينوا بالصبر والصلاة }
أي استعينوا على أموركم بالصبر، والصلاة؛
و"الاستعانة" هي طلب العون؛
و"الاستعانة بالصبر"
أن يصبر الإنسان على ما أصابه من البلاء،
أو حُمِّل إياه من الشريعة؛
و{ الصلاة } هي العبادة المعروفة؛ وتعم الفرض، والنفل..
قوله تعالى: { وإنها }: قيل: إن الضمير يعود على { الصلاة }؛
لأنها أقرب مذكور؛ والقاعدة في اللغة العربية أن الضمير
يعود إلى أقرب مذكور ما لم يمنع منه مانع؛
وقيل إن الضمير يعود على الاستعانة المفهومة
من قوله تعالى: { واستعينوا }؛
لأن الفعل { استعينوا } يدل على زمن،
ومصدر؛ فيجوز أن يعود الضمير على المصدر المفهوم من الفعل،
كما في قوله تعالى: {اعدلوا هو أقرب للتقوى} [المائدة: 8] ،
أي العدل المفهوم من قوله تعالى: { اعدلوا }
أقرب للتقوى؛ لكن المعنى الأول أوضح..
قوله تعالى: { لكبيرة } أي لشاقة
{ إلا على الخاشعين } أي الذليلين لأمر الله..
وهنا اوضح لنا الفوائد لهذه الايه شيخنا رحمه الله
1.من فوائد الآية: إرشاد الله - تبارك وتعالى -
عباده إلى الاستعانة بهذين الأمرين: الصبر، والصلاة..
2 .ومنها: جواز الاستعانة بغير الله؛
لكن فيما يثبت أن به العون؛
فمثلاً إذا استعنت إنساناً يحمل معك المتاع إلى البيت
كان جائزاً؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم "
وتعين الرجل في دابته، فتحمله عليها،
أو ترفع له عليها متاعه صدقة(92)" ..
أما الاستعانة بما لا عون فيه فهي سفه في العقل،
وضلال في الدين، وقد تكون شركاً: كأن يستعين بميت،
أو بغائب لا يستطيع أن يعينه لبعده عنه،
وعدم تمكنه من الوصول إليه..
3 .ومن فوائد الآية: فضيلة الصبر،
وأن به العون على مكابدة الأمور؛
قال أهل العلم:
والصبر ثلاثة أنواع؛
وأخذوا هذا التقسيم من الاستقراء؛
الأول: الصبر على طاعة الله؛
والثاني: الصبر عن معصية الله؛
والثالث: الصبر على أقدار الله ؛
فالصبر على الطاعة هو أشقها، وأفضلها؛
لأن الصبر على الطاعة يتضمن فعلاً
وكفاً اختيارياً: فعل الطاعة؛ وكفّ النفس عن التهاون بها،
وعدم إقامته؛ فهو إيجادي إيجابي؛
والصبر عن المعصية ليس فيه إلا كف فقط؛
لكنه أحياناً يكون شديداً على النفس؛
ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم الشاب
الذي دعته امرأة ذات منصب، وجمال،
فقال: "إني أخاف الله"(93)
في رتبة الإمام العادل من حيث إن الله يظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .
وإن كان الإمام العادل أفضل .؛
لأن قوة الداعي في الشباب،
وكون المرأة ذات منصب وجمال،
وانتفاء المانع فيما إذا كان خالياً بها يوجب الوقوع في المحذور؛
لكن قال: "إني أخاف الله"؛
ربما يكون هذا الصبر أشق من كثير من الطاعات؛
لكن نحن لا نتكلم عن العوارض التي تعرض لبعض الناس؛
إنما نتكلم عن الشيء من حيث هو؛
فالصبر على الطاعة أفضل من الصبر عن المعصية؛
والصبر عن المعصية أفضل من الصبر على أقدار الله؛
لأنه لا اختيار للإنسان في دفع أقدار الله؛
لكن مع ذلك قد يجد الإنسان فيه مشقة عظيمة؛
ولكننا نتكلم ليس عن صبر معين في شخص معين؛
قد يكون بعض الناس يفقد حبيبه، أو ابنه، أو زوجته،
أو ما أشبه ذلك،
ويكون هذا أشق عليه من كثير من الطاعات
من حيث الانفعال النفسي؛ والصبر
على أقدار الله ليس من المكلف فيه عمل؛
لأن ما وقع لابد أن يقع . صبرت، أم لم تصبر .:
...,✿
هل إذا جزعت، وندمت، واشتد حزنك يرتفع المقدور؟!.
الجواب: لا؛ إذاً كما قال بعض السلف:
إما أن تصبر صبر الكرام؛ وإما أن تسلو سُلوّ البهائم..
4.ومن فوائد الآية: الحث على الصبر
بأن يحبس الإنسان نفسه،
ويُحمِّلها المشقة حتى يحصل المطلوب؛ وهذا مجرب .
أن الإنسان إذا صبر أدرك مناله؛ وإذا ملّ كسل،
وفاته خير كثير .؛
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز"(94) ؛
وكثير من الناس يرى أن بداءته بهذا العمل مفيدة له،
فيبدأ، ثم لا يحصل له مقصوده بسرعة، فيعجز،
ويكِلّ، ويترك؛ إذاً ضاع عليه وقته الأول،
وربما يكون زمناً كثيراً؛ ولا يأمن أنه
إذا عدل عن الأول، ثم شرع في ثانٍ
أن يصيبه مثل ما أصابه أولاً، ويتركه؛
ثم تمضي عليه حياته بلا فائدة؛ لكن
إذا صبر مع كونه يعرف
أنه ليس بينه وبين مراده إلا امتداد الأيام فقط،
وليس هناك موجب لقطعه؛ فليصبر:
لنفرض أن إنساناً من طلبة العلم همّ أن يحفظ:
"بلوغ المرام"، وشرع فيه، واستمر حتى حفظ نصفه؛
لكن لحقه الملل، فعجز، وترك: فالمدة التي مضت خسارة عليه
إلا ما يبقى في ذاكرته مما حفظ فقط؛ لكن لو استمر،
وأكمل حصل المقصود؛ وعلى هذا فقس..
5. ومن فوائد الآية: فضيلة الصلاة، حيث إنها
مما يستعان بها على الأمور، وشؤون الحياة؛
لقوله تعالى: {والصلاة }؛ ونحن نعلم علم اليقين
أن هذا خبر صدق لا مرية فيه؛
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه كان إذا حزبه أمر صلى(95) ؛
ويؤيد ذلك اشتغاله لله فـي العريش يوم بدر بالصلاة،
ومناشدة ربه بالنصر(96).
...,✿
فإن قال قائل: كيف تكون الصلاة عوناً للإنسان ؟
فالجواب: تكون عوناً إذا أتى بها على وجه كامل .
وهي التي يكون فيها حضور القلب، والقيام بما
يجب فيها أما صلاة غالب الناس اليوم فهي صلاة جوارح
لا صلاة قلب؛ ولهذا تجد الإنسان من حين أن يكبِّر ينفتح
عليه أبواب واسعة عظيمة من الهواجيس التي لا فائدة منها؛
ولذلك من حين أن يسلِّم تنجلي عنه، وتذهب؛
لكن الصلاة الحقيقية التي يشعر الإنسان فيها أنه قائم بين يدي الله،
وأنها روضة فيها من كل ثمرات العبادة لا بد أن يَسلوَ بها
عن كل همّ؛ لأنه اتصل بالله عزّ وجلّ الذي هو محبوبه،
وأحب شيء إليه؛
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم
"جعلت قرة عيني في الصلاة"
أما الإنسان الذي يصلي ليتسلى بها،
لكن قلبه مشغول بغيرها فهذا لا تكون الصلاة عوناً له؛
لأنها صلاة ناقصة؛ فيفوت من آثارها بقدر ما نقص فيها،
كما قال الله تعالى: {اتل ما أوحي إليك من الكتاب
وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}
[العنكبوت: 45]
وكثير من الناس يدخل في الصلاة،
ويخرج منها لا يجد أن قلبه تغير من حيث الفحشاء والمنكر .
هو على ما هو عليه .؛ لا لانَ قلبه لذكر،
ولا تحول إلى محبة العبادة..
6 . ومن فوائد الآية:
أنه إذا طالت أحزانك فعليك بالصبر، والصلاة..
7 .ومنها: أن الأعمال الصالحة شاقة على غير الخاشعين .
ولا سيما الصلاة ...
8 .ومنها: أن تحقيق العبادة لله سبحانه وتعالى بالخشوع له
مما يسهل العبادة على العبد؛ فكل من كان لله أخشع كان لله أطوع؛
لأن الخشوع خشوع القلب؛ والإخبات إلى الله تعالى،
والإنابة إليه تدعو إلى طاعته..
|
| |