[gold rose]

نجحت إيطاليا بالتخصص في الفوز على المنتخب الألماني القوي وهزمه عن جدارة واستحقاق في مباراة قاربت الكمال الكروي، المباراة حفلت بالعديد من من اللقطات والدروس التكيكية التي يتوجب التوقف عندها وهذا ما سنفعله في السطور التالية : تشكيلة ألمانية مترددة وخائفة: لعبت ألمانيا بتشكيلها المعتاد ٤-٢-٣-١ لكنها حوت على تعديل مهم هو إدخال توني كروس بدلاً من توماس مولر في ثلاثي الوسط المتقدم ما يعني أن الألمان كانوا متخوفين جداً من الإيطاليين وخط وسطهم القوي فكان أن أدخلوا كروس للمراقبة ففشل في ذلك تمام الفشل . إيطاليا الواثقة والمتوازنة : برانديلي لم يخترع شيئاً … بل لعب بأسلوبه المعتاد ٤-٣-١-٢ مع تعديل بسيط بإدخال كيليني بدلاً من أباتي المتعب،وقد عمد المدرب المحنك إلى إدخال مونتوليفو ليؤمن صانعي ألعاب أحدهم بعيد هو بيرلو والأخر قريب هو مونتوليفو ، وقد خلق هذا الأمر توازناً كبيراً لأن اللاعبين ضبطا إيقاع اللعب كثيراً كل في اختصاصه . تركيز على الجهة اليسرى الإيطالية تجاوزه الأزرق بمرور الوقت : يمكن أن نفهم ما حاول يواكيم لوف فعله في الشوط الأول، حيث حاول استغلال ارتباك الدفاع الإيطالي نتيجة تبديل المراكز الذي فرضه غياب أباتي وانتقال بالزاريتي إلى اليمين وكيليني إلى اليسار … ولذلك كانت الجهة اليسرى الألمانية هي منطلق الهجمات وقد كاد الألمان ينجحون في هز الشباك في وقت مستغلين بعض الارتباك الحاصل بين بوفون ودفاعه ، لكن خبرة الإيطاليين مكّنتهم من تجاوز الأمر . مشاكل دفاعية ألمانية واضحة تسببت في الهدفين : في تحليلاتنا السابقة قلنا مراراً وتكراراً أن دفاع الألمان هو أضعف خطوطه وهو مابانت صحته اليوم، كاسانو عبر مراراً وتكراراً من جهة بواتينغ الغائب كلية وصنع الهدف الأول، كما بدا أن هاملز يقاتل وحيداً في الوسط الدفاعي الألماني حيث أن بادشتوبر كان عالة كبيرة على هذا الخط والدليل عدد المرات التي اخترق فيها الإيطاليون من العمق ومن أحدها جاء الهدف الثاني ، والغريب أن لوف لم يقم بمعالجة الموضوع رغم أن المنتخب الألماني تلقى هدفاً في كل مباراة لعبها باستثناء المباراة الأولى . إيطاليا لم تنسى الجذور: رغم أن إيطاليا غيّرت من جلدها إلى حد ما في هذه البطولة إلا أنها لم تنسى جذورها كأحد أسياد الدفاع في هذا العالم، حيث عمد برانديلي إلى الاعتماد عليه بشكل كبير لامتصاص فورات الألمان خاصة مع بداية كل شوط ، وقد لاحظنا التقنية العالية والتنظيم في الحركة خاصة على حدود منطقة الجزاء ومابين نقطة الجزاء ومنطقة الأمتار الستة ، ومع وجود بوفون في المرمى فالأمور كانت صعبة جداً على أبناء لوف للدخول والتسجيل لأن الثغرات التي تظهر في الخط الخلفي يسدّها الحارس العملاق . دخول تياغو موتا : إحدى الحركات الأكثر ذكاء في هذا اللقاء عندما أدخله برانديلي بديلاً لمونتوليفو حيث يصب هذا الدخول في خانة امتصاص اللعب وقتله لأن تياغو موتا لاعب قوي بدنياً يستطيع المحافظة على الكرة كما يقوم بتوزيع اللعب بشكل جيد وقد أدى مهامه بأفضل شكل ممكن . مسألة إضاعة الفرص مقلقة : صحيح أن إيطاليا كانت متقدمة بشكل مريح ، لكنها أضاعت من الفرص ما كان من الممكن أن ينهي المباراة في وقت أبكر وبالتالي فإن الأعصاب سترتاح أكثر وهو الأمر الذي سينعكس على المباريات المقبلة، وهكذا كم من الفرص لن يتكرر أمام الأسبان لذلك على إيطاليا أن تكون أكثر تركيزاً أمام المرمى . في النهاية نقول أن ألمانيا هي الفريق الأفضل قبل المباراة لكن هذا الأمر تغيّر تماماً بعد المباراة ، ويمكن القول أن ذهنية الألمان هزمتهم قبل أن يقوم الإيطاليون بذلك ، وهذا الأمر غريب جداً على من اشتهروا بقوتهم الذهنية والقدرة على العودة في المباريات …. الآن أمام لوف عمل كبير قبل كأس العالم القادمة ، وعلى إيطاليا أن تركّز في الفوز بالكأس لان التاريخ لا يذكر إلا الأبطال .