منذ /07-09-2012, 10:31 AM
|
#1 |
مشرفة قسم النكت سابقا
| رئيس الوزراء المرحوم/ طاهر يحيى في ستينات القرن الماضي (1964-1966) كان المرحوم طاهر يحيى رئيس الوزراء وفي أمسية من أيام ذلك العام كان يتجول سيرا على الأقدام في شارع الرشيد حتى وصل "ساحة الميدان"،وهنا صعد إحدى باصات مصلحة نقل الركاب "الأمانة" ، كأي راكب عادي، وعندما سارت السيارة صعد ثلاثة أشخاص، ودفع كل منهم أجرة (15 فلسا) ولكن قاطع التذاكر "الجابي" قطع لهم التذاكر من الدفتر لكن لم يسلمها لهم بل أخفاها لنزولهم في المحطة التالية... وبعد فترة صعد ثلاثة أشخاص ودفعوا الأجرة للجابي فأعطاهم التذاكر الثلاثة المخفية لديه، كل هذا جرى و(دولة) رئيس الوزراء يراقب كل ما جرى أمام عينيه!! وهنا نادى رئيس الوزراء على الجابي وقال له: لماذا فعلت هذا العمل؟ فتغافل الجابي وأجاب: عن ماذا تتحدث؟ قال له: وهل تعرفني؟ أجابه الجابي: لا.... قال: أنا طاهر يحيى رئيس الوزراء... وهنا تلعثم الجابي وأرتبك وأخذ يتوسل مدعيا بأنه صاحب عائلة كبيرة، ولكن رئيس الوزراء طلب منه دفتر التذاكر وقطع منه أربعة بطاقات ومزقها أمامه!! (وهي بقيمة 60 فلسا أي غرّمه 60 فلسا). وقال له رئيس الوزراء: سوف أحيلك إلى المحكمة عن جريمة إختلاس...!!. وبقي الجابي يبكي ويتوسل.. وهنا تدخل بعض الناس ممن كانوا راكبين بالباص ملتمسين (دولة) رئيس الوزراء الصفح عنه.. وإستجاب طاهر يحيى رئيس الوزراء لتوسطهم، ورجائهم، وطلب من الجابي أن يكون أميناً ويحافظ على الأمانة التي أوكلت إليه، ثم مدّ رئيس الوزراء يده في جيبه، وأخرج خمسة دنانير من محفظته وسلمها للجابي.. وقال له: إصرفها على عائلتك ولا تكرر فعلتك!! ونزل رئيس الوزراء في المحطة القادمة مترجلا ليكمل سيره وجولته الحرة، وسط تحية الناس له وإعجابهم بتواضعه وإنسانيته.. رحم الله زمانا كان الرجال فيه كثيرون.. ورحم الله طاهر يحيى الرجل الذي تسلم عدة مسؤوليات وأثار خصومه لغطا ضده.. ولكنه كان (طاهرا) فعلا وحقا إسما على مسمى,, وبقيت أعماله شاهدة على نظافة ونزاهة وعفة أطهر رئيس وزراء عراقي طاهر يحيى التكريتي يرحمه الله.. فليأتونا بمثل هذا الرجل في هذا الزمن الردئ الذي يستلم الوزراء والمحسوبون ملايين الدنانير، ومع ذلك لايعرفون للعفة والطهارة معنى... فليرحمك الله يا طاهر وليرحم الله من أحسن إختيارك وتعيينك.. قصة طريفة أخرى تروى عن المرحوم طاهر يحيى على ذمة راويها: قيل انه كان يتجول في احدى الليالي لوحده، فأوقف سيارته امام محل (كببچي) وكان طاهر يحيى يلبس (الدشداشة) وهبط وطلب (تكه وكباب) وبينما هو ينتظر أخذ يتحدث مع (الكببچي) سائلا إياه: (شلون الشغل أبو فلان)؟؟؟. فأجابه (الكببچي) دون ان يعرف من هو (ضيفه): (الحمد لله، لكن إشخلّة علينة أبو فرهود.!!، أشو أدك ليل نهار وما جايب الراس على الراس!) فقال له (طاهر يحيى): زين وشنو دخل أبو فرهود بشغلك !!؟؟.. فقال له (الكببچي): (عمي الله يخليك، من أبو فرهود يبوگ من فوگ، ويشتري سينما النصر ومدينة الألعاب، يگوم اللي وياه يفرهدون، حتى توصل لبائع الخرفان !! فأگوم آني ازيّد السعر على الزبون، لأن هي سمچه وخايسه من راسها!! وحين هَمّ (طاهر يحيى) للأنصراف، سأل (الكببچي): شكد حسابك؟؟؟. أجابه (الكببچي): (عمّي خليها على حسابي)!!!. فرد عليه (طاهر يحيى): (لا شلون وبعدين تگول طاهر يحيى باگني!!).. وحينها انتبه (الكببچي) الى انه يكلم (رئيس الوزراء) بحق وحقيق فتلعثم وقال له: (لا سيدي سامحني آني ما اقصدك, لكن الناس الله لا ينطيهم همة اللي يحچون!!).... فردّ عليه طاهر يحيى بعد أن وضع خمسة دنانير على ميز الدخل: (عراقيين ما تصير إلكم چاره!!) وتحرك بسيارته.. مكملا جولته دون مرافق ولا أرتال حماية.....! لأن عدالته كانت تحميه.! طاهر يحيى بين اعتقال عبدالكريم قاسم له! في زمن عبدالكريم قاسم اعتقلت أجهزة الاستخبارات العسكرية اللواء طاهر يحيى بوشاية وبعد مضي أيام على الحَدَث، وبشكل مفاجىء توقفت سيارة أمام بابِ بيتِ عائلةِ السَجين في حي دراغ، وترجل منها عبدالكريم قاسم بمفردِه. طرَقَ البابَ بهدوء فظهرت أمُّ غسان – زوجة طاهر يحيى– وهي مذهولة ظنا منها أن كارثة أخرى ستحل بها عندما رأت الزعيم على الباب، لكنَّ ظنّها تلاشى بابتسامةٍ أشرقت على مُحيّاه وهو يؤدي التحية ويدور الى خلف سيارتهِ، فأنزل بضاعَتهُ المتكونه من كل ما يحتاجه المطبخ العائلي من تموين. ووضعها أمام البيت وعاد مرة أخرى الى سيارتِه فأنزل منها دراجة هوائية صغيرة للطفل غسان – ابن المرحوم طاهر يحيى- وطمأنها مرة أخرى على صحة (أبو غسان) ، وأوعدَها خيرا باطلاق سراحه بعد أيام، وفعلا حصل!! وإنتهت القصة ولم تنتهك كرامة هذا الرجل المعتقل الذي صارَ هرًما عظيما بشموخهِ الذي فضح بهِ أقزاما من أعدائهِ وأعداء العراق والأمة. بهذه الطريقة أُعتُقِلَ اللواءُ طاهر يحي التكريتي، وبها أُطلِقَ سراحُه.... * طاهر يحيى ناله من الاذى الكثير والكثير من اعدائه !! والسبب الرئيسي في كرههم لطاهر يحيى هو توجهه القومي العروبي وحبه للعراق واهله النجباء، فقد اطلقوا ضده الشائعات التي تنال من نزاهته واتهموه بتملك شركة الكوكاكولا ومدينة الالعاب وبعض دور السينما ونعتوه بشتى النعوت التي لا تخرج الا من افواه عفنة امتهنت العمالة والانبطاح وكان كل ناعق منهم يملك لسان شيطان رجيم يوجهه سمومه ضد هذا الرجل الذي اثبتت الاعوام فيما بعد، براءته من كل التهم والشائعات التي اطلقت ضده بعد ان استلم السلطة حزب البعث في السابع عشر من تموز عام 1968.. توفي الرجل في العام 1986 ولم يكن يملك الا داره الكائنة في حي دراغ وراتبه التقاعدي..... رحم الله طاهر يحيى ..
|
| |