الموضوع: الطفل الكبير
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /07-18-2012, 10:01 AM   #1

نهر النيل
موقوف
 

 رقم العضوية : 81604
 تاريخ التسجيل : Mar 2012
 الجنس : ~ ولد
 المكان : جمهورية القمر
 المشاركات : 7,634
 الحكمة المفضلة : من لا يراني في عينيه ذهبا لا ولم ولن أراه تحت قدماي ترابا
 النقاط : نهر النيل has a reputation beyond reputeنهر النيل has a reputation beyond reputeنهر النيل has a reputation beyond reputeنهر النيل has a reputation beyond reputeنهر النيل has a reputation beyond reputeنهر النيل has a reputation beyond reputeنهر النيل has a reputation beyond reputeنهر النيل has a reputation beyond reputeنهر النيل has a reputation beyond reputeنهر النيل has a reputation beyond reputeنهر النيل has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 166504
 قوة التقييم : 0

نهر النيل غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

13 458 216 

الطفل الكبير

تنويه
كنت منذ ايام قررت النزول بهذه القصه للمسابقه
ولكن في اخر وقت
فضلت الاعتذار
السبب
لا اريد المتاجره بقصه هي أنا
لن أحرق الأحداث
اتفضلوا ..
..



تنصلوا منه


وابتعدوا عنه


ظلموه


اخذوا كل حقوقه


بين يوم وليله وهو في الثالثه من عمره


لفظته الحياه


وأعلنت عن الوجه القاسي لها ضده


أتعبته


لوعته


حيرته


ظلمته كثيرا كثيرا ظلمته


رفضه الأعمام


وتهرب من الأخوال


وشاءت الأقدار


أن ينشله رجل قريب لوالده


( ابن عم والده )


رباه


وأحسن تربيته


وجعل منه الابن الولد الوحيد له


لأنه لديه ثلاثة بنات


كان الولد حزين بالفطره


مهموم بالوراثه


معجون بعقل كبر ونضج قبل موعده


لم يذق طفوله


لم يمسك لعبه


لم يجد صدرا حانيا


أو يدا طيبه دافئه


تغمر برودة حياته


في لحظه من الزمن


اغتالت كل الظروف طفولته


فأصبح ( الطفل الكبير )


حتى تخرج من الإعداديه


وذات يوم وكان الشتاء يعوى برعود ومطر ورياح وتقلبات فظيعه


دار هذا الحوار بين عمه الذي هو ابن عم أبوه وبين زوجة هذا العم


هي : الولد كبر وإحنا عندنا 3 بنات


هو : وطي صوتك الولد صاحي احسن يسمع ودا حساس


هي : بقولك إيه هو ولد محترم آه إنما أنا خايفه على بناتي الأمر ما يسلمشي !


هو : حرام عليكي وطي صوتك شويه .


هي : بقولك إيه إحنا كفايه ربيناه لغاية ما كبر اهو


هو : دا كان عايش بمعاش أبوه يعني ومش كلفنا حاجه


هي : اتصرف وشوف حل ........




دارت به الدنيا


انهمرت عيناه بدمع غزير


اسودت الحياه بنظره


قام مفزعا مجروحا مهزوما غارقا في أحزانه


وغدر الزمن به


وقرر التحدي


وقام بلملمة أشياؤه كلها وتقدم بهدوء نحو هذا العم الطيب


طالبا مفتاح منزله القديم


ثار العم الطيب وانفعل وغضب وأمره بالرجوع ولكن هيهات


الطفل ثار أيضا وتمرد ورفض رافضا كل محاولات البقاء


هنا خرجت زوجة هذا العم وهي مندهشه وتدعي البراءه على وجهها


إيه يا حبيبي مالك رايح فين في الجو البارد دا ؟


نظر إليها طفلنا العنيد المنكسر نظرة حزن واستغراب واسئله معقده دارت برأسه


ماذا فعلت معك حتى تظني بي ظن السوء ؟


كان هذا السؤال بخاطر طفلنا


عندما نظر إليها الطفل


لم تستطيع النظر اليه


لأنه بالفطره طفل موهوب


ذكي


متمرد بفكر متحضر


هادئ


عنيد لأبعد مدى


قرر الطفل قراره


وألزمهم باحترام قراره رغم محاولات عمه المستميته ولو بالبقاء حتى الصباح


رفض وزاد إصرار الطفل


وصمم أكثر


فما كان من هذا العم سوى الرضوخ


وقرر أن يأخذه بسيارته للتوجه نحو المنزل


ولكن


ازداد رفض الطفل الحزين المطارد من العالم


المكسور من جميع الظروف


المتمرد على الحياه


الناقم على الهموم


الثائر رغم نقاوة قلبه


وفعلا قام هذا العم باستجلاب المفتاح مع بعض النقود والأوراق وأعطاها للطفل


وخرج الطفل مكسورا


يشعر مرارات العالم في حلقه


انكسار النفس


صعب


مؤلم


فظيع


قاسي


دامي الدموع


انكسار الروح مره علقم وأشد من الصبار


خرج الطفل متحديا الجو


والطبيعه والمطر والرياح والرعود بل والحياه نفسها


خرج الطفل وتختلط لؤلؤات دموع عيناه مع انهمار المطر


متوجها لمنزله القديم


الموحش


المخيف


الممتلئ بأشياء غريبه


أكل منها الزمن وشرب


منزل مخيف


موحش


مظلم


وكأنه قبر قديم


وهناك بإحدى الزوايا


بقايا شجيرات ورود


أبت الرحيل


فاستمرت بورودها متحديه كل الظروف


كان منظر الورود


لحظة تحول فارقه في حياة طفلنا
( المكسور من الحياه )


الموجوع من الظروف


والملعون من كل الأقارب


من هنا كانت نظرة التحدي


ووقف الطفل رغم هطول المطر بغزاره فظيعه


ورغم ابتلال ملابسه وكل ما معه برزاز المطر


وقف مندهشا ناظرا للسماء


قائلا : يا الله اذا كان هذا المنزل بهذا الشكل المخيف والمفزع بهذا الهيكل فكيف لهذه الزهور والورود البقاء رغم عدم اهتمام أحد بها ؟


لحظة تحول فارقه عصفت وقلبت وغيرت جميع مفاهيم طفلنا العنيد المهزوم


طفلنا الذي كبر وكما قلت وأصبح ( الطفل الرجل ) قبيل وقته وموعده


ولكنها الظروف والحياه وارادة الله قبل كل شيئ


ثار الطفل على الخوف


واقتحم المنزل


الرائحه كريهه


خيوط العنكبوت تتشابك هنا وهناك


الظلام موحش


الأتربه كثيفه


باختصار


المنزل = قبر مقحف وقديم


ولكن هيهات أن يخاف من كسرته الحياه


من عصفت به الأقدار


من طردته الفرحه


وعصرته الأحزان


قرر الطفل تنظيف المنزل


لم يهدأ


لم يستسلم للنوم


زاد التحدي


وكلما شعر بالتعب أكثر


كلما زاد العند والتحدي والإصرار


حتى بدء رحيق الحياه يعود للمنزل مرة أخرى


بدأ الموسم الدراسي الجديد


وها هي علامات المراهقه تظهر على وجهه ولكن بلا تصرفات الشاب المراهق


السبب


الرجوله المبكره


تفوق بطلنا وتحدى ظروفه


وأحبه جميع مدرسيه دونما استثناء


كل أصدقاؤه يقتربون منه نظرا لذكاؤه وتفوقه


ولكنه رغم كل هذا الحشد
( وحيدا .. منكسرا .. حزينا )


كان يستذكر طوال اليوم دروسه حتى الرابعه


وبعدها يذهب لمخبز قديم يعمل فيه


السبب


معاش والده لا يكاد يكفي في هذه الظروف


أحبه صاحب المخبز


أحبوه العمال


أحبوه الجيران


أحبه الجميع


ووثقوا فيه


وبدءوا بالالتفاف حوله والسعاده بالحوار معه


ومضت السنين وتخرج من الثانويه بتقدير كبير ينقص المائه بالمائه بدرجتين فقط


ولأن له حلم قديم بالعمل بالبترول


على غرار جار بنفس الشارع


كان الجميع يقدرونه ويحترمونه


وعرف أنه يعمل بالبترول


زاد حلم بطلنا وتمرد أكثر على الحياه


وبدأ يجتهد أكثر وأكثر وأكثر


وكلما زاد التعب والشقاء كلما زاد الصمود والصبر


ومرت سنوات الجامعه وبطلنا يحاول يقترب منه الجميع


ولكن


كيف لليتيم أن يقبل التقرب لأحد


وهو يشعر بداخله بالنقص وهو أمر عسير


كان أبناء دفعته يتقربون منه حبا في شخصيته وأخلاقه وهدوءه وبحثا عن المذاكره معه


ولكنه كان يبعد بأدب


السبب أنه يغادر الجامعه ويتوجه للعمل ولا يعود سوى ليلا


فأين وكيف ومتى يذاكر مع زملاؤه


ومضت سنين الجامعه


وبطلنا على وعد وعهد دائمين بالتفوق


لا


باحتكار التفوق


واليوم يشهد تخرجه رجلا متعلما قهر الحياه والظروف واليتم والوحده


تحدى كل الهموم والصعاب والأحزان


والتحق بالعمل بقطاع البترول وبفضل الله عليه تفوق فأحبه الجميع واحترمه الكبير والصغير


وجعل له بنفسه وبتوفيق الله أولا مكانه محترمه


ومضت به الحياه


حتى جلس يدون ويسجل قصة طفل رجل


اعتصرته الحياه فكسرها هو


هزمه الحزن فتمرد عليه


قست عليه الأيام فقهرها


وكل هذا بفضل الله وتوفيقه وكرمه عليه


وأصبح اليوم هذا اليتيم رجلا واعيا مثقفا ومتعلما وله وجود ومكانه رغم أنف جميع الظروف


وها هو يسجل لكم وبيديه قصه من إحدى سلسات قصصه


وضع عليها اسم : الطفل الكبير


أتعرفون من هو هذا الطفل الكبير أصدقائي


بلا خجل


هو أنا .....................







  رد مع اقتباس