عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /07-19-2012, 01:37 PM   #1

SiLver Spectra

مدير عام ومؤسس العصر الذهبي للمنتدي

 

 رقم العضوية : 7111
 تاريخ التسجيل : Sep 2008
 الجنس : ~ ولد
 المكان : Damietta
 المشاركات : 22,359
 الحكمة المفضلة : لو القرد مات القرداتي هيعرف يشتغل ؟
 النقاط : SiLver Spectra has a reputation beyond reputeSiLver Spectra has a reputation beyond reputeSiLver Spectra has a reputation beyond reputeSiLver Spectra has a reputation beyond reputeSiLver Spectra has a reputation beyond reputeSiLver Spectra has a reputation beyond reputeSiLver Spectra has a reputation beyond reputeSiLver Spectra has a reputation beyond reputeSiLver Spectra has a reputation beyond reputeSiLver Spectra has a reputation beyond reputeSiLver Spectra has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 5772879
 قوة التقييم : 2887

SiLver Spectra غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى SiLver Spectra

أوسمة العضو

16 عطاء بلا حدود وسام التحكيم فىForumsGotTalent تكريم ادارى تكريم المركز الثانى  Arab Idol وسام تاج الاداره وسام النشاط الادارى 197 167 

افتراضي ماذا يحدث بعد عودتهم!!






ما سأذكره و ما سأسرده هو تفسيرات من واقعي الشخصي بحكم تجربتي و بحكم ما شاهدته من انطباعات و تجارب من شاركوني نفس التجربة

((العودة من الغربة))

و هو ما قد نسميه متغيرات نفسية تصيب هؤلاء الأشخاص
بالأخص الجيل الذي يولد و يتربى في بلاد الغربة و لا يعرف مصر الا في العطلة الصيفية كمكان مؤقت للنزهة
قد يفيدهم هذا الموضوع كتحليل نفسي مستبق خاصة و ان لدينا عدد كبير من الأعضاء مغتربين , يشتاقون للعودة إلى مصر بفارغ الصبر
و يبدأون في عد الأيام المتبقية حتى يعودوا إليها

و لكن ,,ماذا يحدث بعد عودتهم !!

أولا : متلازمة (كان عندنا هناك)

الشخص العائد من الغربة و خاصة الجيل المولود هناك عند قدومه إلى مصر تجده دوما ما يردد تلك العبارة (كان عندنا هناك) في اشارة الى بلاد الغربة
فمثلا يدخل السوبرماركت : كان عندنا هناك الزبادي أحلى من هنا
كان عندنا هناك الراني أحلى من هنا (و هو نفسه اصلا مستورد )
كان عندنا هناك البيبسي غير (و هو البيبسي واحد في كل العالم)

يدخل المدرسة , كان عندنا هناك الفصل فيه تكيفات و و 4 مراوح
كان عندنا هناك الكتب حلوة

كان عندنا في اشارات في الشوارع
كان عندنا هناك عربيات بتكنس الشوارع ..الخ
واقعيا في بلاد الغربة بالطبع الوضع الاقتصادي أفضل , و هو ما ينعكس بالإيجاب على كل نواحي الحياة

و لكن الشخص المصاب بمتلازمة (كان عندنا هناك) دوما ما يبالغ في المقارنات ,مما يوحي للسامع أنه قادم من بلاد العجائب أو يعيش في كوكب آخر , و في نفس الوقت يشعر الشخص المصاب بالمتلازمة أنه (راقي) بوضع تلك المقارنات في كل شيء يراه ,بينما في حقيقة الأمر يراه الناس بأنه شخص (مدلع , محبكها و خنيق)
و قد تكون هذه المتلازمة احدى الأسباب التي تجعل الناس في مصر يعتقدون أن المغترب يجني الملايين في الغربة أو أنه يعيش حياة الترف هناك ,
المتلازمة تصيب أي شخص تأثر و عاش لفترة في الغربة
و تزداد مع الشخص المولود هناك
و تزداد حدتها أكثر مع الشخص كلما صغر في السن خاصة في الاعمار القريبة من العشر سنوات

بينما تبدأ المتلازمة بالاختفاء و تقل حدتها كثيرا بعد فترة لا تقل عن سنة من استقرار المغترب السابق في مصر

ثانيا : الاضطراب الروتيني النفسي
يعتاد المغترب خاصة المولود هناك على نمط معين في الحياة
فمثلا يعتاد على الذهاب إلى المدرسة فالعودة منها في توقيت محدد و يبدأ بعدها في نشاطه المنزلي و غيره , يعتاد على اسرة صغيره تتكون من الوالدين و الأخوة فقط
يعتاد على مأكل و مشرب و ملبس معين
و يعتاد على طباع المجتمع هناك بصفة عامة بكل تفاصيلها

بينما عند عودته إلى مصر , في بداية الأمر يشعر بسعادة غامرة
فيجد جو أسري كبير مع أفراد العائلة و هو ماكان يفتقده
يشاهد حياة و جو مختلفين فيكون في قمة سعادته بعد أن مل من روتين حياته في الغربة

و لكن مع الوقت و بعد مرور أسبوع أو اثنين , يبدأ بالحنين إلى الروتين القديم الذي تربى و تعود عليه
يشتاق إلى الهدوء بعيدا عن ضوضاء بيت العائلة
يشعر أحيانا في بعض الحالات أنه شخص مختلف , فالبيئة اختلفت اختلافا جذريا و معها كل معطيات الحياة
و هو ما قد يصيبه بنوبات من الاكتئاب أحيانا أو بعضا من الاضطرابات النفسية مع بداية استقراره في مصر

ثالثا : ((انعزال الذكرى))
الذكرى هي مخزون ما اكتسبه العقل خلال فترة يعيشها الشخص تـؤثر على وجدانه
عند عودة المغترب إلى مصر لا يجد من يشارك ذكرياته
فأصدقاءه تشتتوا على بقاع الجمهورية
و لا يوجد هناك من يشابه في ما اكتسبه و هو صغير من ذكريات , سواء أكانت شخصية أو كانت تتعلق بالحياة عامة ,
و هي أمور قد تعوقه في الاندماج مع محيط و أصدقاء جدد في البداية , إلى أن تبدأ ذكريات جديده بالتشكل مع الدراسة الجامعية على سبيل المثال , هو ما يؤدي إلى انقسام الوجدان بين بلاد الغربة التي نشأ فيها و اعتاد عليها و بين بلاده الحقيقية المنسوب إليها

رابعا : التمرد على المجتمع
هذا التمرد قد يصل إلى الإنحراف أحيانا
و خاصة ان كان قادما من بيئة محافظة
فعلى سبيل المثال نجد الفتاة أحيانا تريد أن تتحرر من القيود التي كانت تفرض عليها في مجتمع الاغتراب , و تجد الفرصة أمامها في مجتمع أكثر انفتاحا , فتخلع الحجاب و قد تقيم علاقات و تتمرد بشدة على من يعارضها أو ينصحها , و كانها تنتقم من نمط حياتها السابق


خامسا : حزن العودة
بالرغم مما ذكرناه سابقا من امراض نفسية تصيبه في بلده الأم
الا أنه يصاب بالاكتئاب قرب موعد عودته إلى بلاد الغربة إن كان ما يزال يعود إليها
وهو ما يعكس المبالغة في مقارناته
فإن كان هذا المغترب كما يتصوره السامع لما جاءته حالات الحزن و الكآبة عند قرب موعد عودته

و و دعنا نقول أن حياة الشقاء لجني المال قد تكون هي السبب الرئيسي لهذا النوع من الحزن بالنسبة إلى الشخص الذي يعمل
و ايضا العودة إلى الدراسة و انتهاء النزهة الصيفية بالنسبة للشخص الذي يدرس
ففي الأغلب هذا الشخص لا يتمتع بماله في بلاد الغربة التي يشعر فيها دوما أن حياته مؤقته أو غنيمة عليه أن يستغلها في تجميع أكبر قدر من المال يمكنه من أن يصبح افضل حالا في بلاده الأصلية ,

سادسا : تشتت الأسرة
بين الأب و الأم و الأبناء
قد يعتاد الابن العائد من الغربة على نمط التشتت , حتى أنه و بعد عودة والديه في العطلة يشعر بنوع من الضيق بعد فترة , فليست هذه حياته الطبيعية التي اعتاد فيها على عدم وجود ابويه و اسرته
و على العكس , قد يشعر الابن بالكآبة و الوحدة و برود المنزل في غياب جوها الأسري

::::::::::

هذه بعض ما قد يتأثر به الشخص المولود في بيئة مغايرة و يعيش فيها لفترات طويلة ثم يعود إلى مصر
لا أجزم أنها تحدث للجميع , و لكن بدرجة ما سيشعر بها الشخص
و إن لم يشعر بنفسه فسيشعر بغيره من المغتربين مستقبلا , و حينها سيدرك أنه قد تعافى منها :biggrin:

و بالرغم من أن مصر قد اختلفت الآن عن الماضي
فمثلا إن قارناها الآن بفترة التسعينات و التي وصفت بأنها فترة الاستقرار الاقتصادي لمصر كما يقول المحللون
كان الاقتصاد المصري أقل انفتاحا و يعتمد بنسبة أكبر على المنتج المحلي , فكنت نادرا ما اشاهد منتجا مستوردا ان ذهبت إلى البقال , بالطبع المنتجات المحلية كانت في معظمها سيئة الجودة حينها , و هو ماكان يزيد عندي من متلازمة ( كان عندنا هناك)
و أيضا السيارات كانت في أغلبها (فيات و بيجو) من أجيال بداية الثمانينات و هي سيارات يتم تجميعها في مصر , و نادرا ما كنت اشاهد سيارة من حقبة التسعينات انسيابية الشكل
أما الآن فثقافة الاستهلاك غزت الفكر المصري بدرجة كبيرة
قد يكون السبب في المتلازمة , فإن ذهبت إلى البقال ستجد أكثر من 50% من المنتجات مستوردة من الخارج , فلا تشعر بفارق كبير عن بلاد الغربة
ثقافة شراء السيارات الجديدة و تبديلها انتشرت
ازدادت اعداد المطاعم و زادت المشاريع الاستهلاكية مع الانفتاح الاستثماري الخارجي
و هو ما يسميه الاقتصاديون (بالتضخم)










  رد مع اقتباس