لغز بوليسي من السارق لغز بوليسي
دوّت صفَّارات الإنذار في كل مكان بشركة الأمل في منتصف الليل تقريباً معلنة أن سرقة كبيرة قد تمّت .. وبعد دقائق معدودة امتلأ المكان برجال الشرطة وكان من بينهم المتفش أحمد أحد أذكى رجال الشرطة وأمهرهم ...
ومرّت الساعات متثاقلة والمكان أشبه بخلية النحل ... فهذا شرطي يرفع البصمات من على الخزينة المسروقة وآخر يتفقد أبواب الشركة وثالث يكتب أدق الملاحظات في دفتره الخاص ... وهكذا حتى أتى الصباح وحضر جميع العاملين بالشركة وفوجئ الجميع بما حدث ...
وبعد ساعات قليلة أكّد الضابط أحمد أن السارق هو أحد الموظفين ذلك لأنه وجد ثلاث بصمات غريبة داخل الخزينة وعندما طابقوها ببصمات الموظفين وجدوها متطابقة مع بصمات ثلاثة أفراد من الشركة هم المهندس حسين والأستاذ ممدوح المسؤول عن الخزينة بما فيها وطلعت الذي كان ينقل الأموال مع السيد ممدوح من مكان لآخر لصرف أجور الموظفين ...
وحضر الثلاثة أمام المفتش أحمد وسألهم جميعاً سؤالاً واحداً وهو:
أين كنتم جميعاً بالأمس؟!
أجاب المهندس حسين قائلاً:
بالأمس كنت جالساً مع زوجتي وأولادي.. كما إنني المهندس المسئول في الشركة منذ عشرين عاماً فهي بمثابة شركتي ومصدر عيشي، وأستحيل أن أسرقها.
وبعد دقيقة من الصمت تحدث الأستاذ ممدوح صرّاف الشركة قائلاً :
إنني بالأمس كنت مسافراً إلى جدة وعُدت في نفس اليوم وأخرج من جيبه بطاقة ورقية وقدمها للمفتش أحمد وهو يقول :
ها هي تذكرة الباص الذي رجعت به بالأمس .. وتفقد المفتش أحمد تذكرة الباص فوجد فيها تاريخ الرحلة 31/9/2007 وميعاد قيامها من جدة وهو السابعة مساءً وميعاد الوصول الواحدة ليلاً ..
وعاد الصمت برهة من الوقت حتى تحدث السيد طلعت ساعي الشركة قائلاً :
بالأمس كنت في ضيافة ابني شريف وقضيت اليوم بأكمله معه ومع زوجته والأولاد وأيضاً قضيت الليل معهم وخرجت من عندهم اليوم صباحاً قاصداً الشركة ..
وبعد بضع دقائق وداخل إحدى الحجرات جلس المفتش أحمد وصديقه الشرطي محمد وهما يتناقشان حول مُلابسات القضية ... وتحدث محمد باستغراب قائلاً :
إن الثلاثة أقوالهم معقولة وكل واحد فيهم لديه دليل مقنع على وجوده بعيداً عن مسرح الجريمة ... إنه لأمر محير حقاً ...
صحك المفتش أحمد وهو يقول :
الأمر ليس صعباً كما تعتقد فالسارق وقع في الفخ وإذا دقّقت في أقوالهم قليلاً لتبين لك السارق ..!!
فمن السارق ؟؟
مع ذكر سبب مقنع
|