16 رمضان 1433 هـ يتبع أم سلمة
كان
لأم سلمه رأي صائب أشارت على
النبي يوم الحديبية، وذلك أن النبي -
عليه الصلاة والسلام- لما صالح أهل مكة وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم وفرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم حلقوا. فلم يقم منهم رجل بعد أن قال ذلك ثلاث مرات. فقام
رسول الله عليه الصلاة والسلام فدخل على
أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت له
أم سلمة: يا
نبي الله أتحب ذلك أخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك. فقام -
عليه الصلاة والسلام - فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة فنحر بدنته ودعا حالقه فحلقه، فلما رؤوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا. كناية عن سرعة المبادرة في الفعل
.
وتعد
أم سلمة خير مثال يجب على أمهات وزوجات اليوم الاحتذاء به من خلال تربيتها لأولادها التربية الأخلاقية الكريمة. وكانت خير زوجة وأم صالحة، تملك العقل الراجح، والشخصية القوية، وكانت قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها، وتتسم شخصيتها بحسن الأخلاق والأدب، وهذا ما يندر في كثير من الأمهات والزوجات في وقتنا الحالي. كالعناية بالزوج، والنظر في أمور الأطفال، ومساعدة الزوج في أصعب الأوقات، وتقدير حال زوجها. كل هذا نفتقده في أمهات وزوجات اليوم، وذلك لاستهتارهن بأمور تربية الأطفال، وإهمال الزوج وعدم رعايته ومبالغتهن واهتمامهن بأمور الدنيا والتي غالبا ما تكون زائفة لا معنى لها
.
روت
أم المؤمنين أم سلمة الكثير الطيب، إذ تعد ثاني راوية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة، إذ لها جملة أحاديث قدرت حسب كتاب بقى من مخلد ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثًا (378). اتفق لهاالبخارى ومسلم على ثلاثة عشر حديثًا، وانفرد
البخارى بثلاثة، و
مسلم بثلاثة عشر. ومجموع مروياتها حسب ما ورد في تحفة الأشراف مائة وثمانية وخمسون حديثًا (
158).
"كانت أم المؤمنين
أم سلمة ا،
آخر من مات من أمهات المؤمنين، عمرت حتى بلغها مقتل
الحسين .فوجمت لذلك و غشى عليها و حزنت عليه كثيرا ولم تلبث بعد هذه الحادثة إلا يسيرًا، وانتقلت إلى الله سنة (
61هـ)، وكانت قد عاشت نحوًا من تسعين سنة ".
وروي ، أن أبا هريرة صلى عليها . ولم يثبت ، وقد مات قبلها . [ ص:
209 ] ودفنت بالبقيع
. .....