| حلب - مدينة الشهباء (تابع لمسابقه رمضان بقسم السياحه )
ما المدينه الملقبة بالشهباء ؟ مدينة حلب في سوريا حلب
هي عاصمة سورية الشمالية ( تبعد عن دمشق 350 كم ) ولها جذور قديمة وعريقة ترجع الى ماقبل التاريخ . ويقال أن ابراهيم عليه السلام مرَّ بها وحطَّ رحالة على تلتها العالية ( حيث القلعة ) وحلَبَ بقرته الشهباء فيها ومن هنا جاءت تسميتها : حلب الشهباء . وكانت حاضرة مزدهرة منذ الألف الثالث قبل الميلاد , وبقيت ذات مكانة هامة وعمران وسكان على مر القرون . وتأتي هذه الأهمية من موقعها الاستراتيجي الذي جعلها تلعب دوراً متميزاً في تاريخ المنطقة منذ الممالك الآكادية والعمورية وحتى العصور الحديثة . فهي تقع على ملتقى طرق تجارية مهمة في الشمال السوري وبذلك أصبحت مفتاحاً للمبادلات بين بلاد الرافدين وبين سورية وفلسطين ومصر ومن ثم بين الشرق والغرب وقد جعلها العموريون عاصمة لمملكتهم الواسعة ( يمحاض ) في القرن الثامن عشر قبل الميلاد .
وتقلبت عليها الأيدي بسبب أهميتها الاستراتيجية والعسكرية فكانت الغزوات الحثية والفرعونية والآشورية والفارسية ثم اليونانية والرومانية . وفي العهد المسيحي كان لها دور بارز إذ أصبحت أبرشية وأقيمت فيها الكاتدرائية التي مازالت قائمة حتى الآن . ولكن الصراع بين بيزنطة وفارس ألقى بثقله على المدينة , فقد استولى عليها الفرس عام 440 ونهبوها وأحرقوها وخربوا الكثير من معالمها .ورغم أن جوستنيان طرد الفرس وأصلح الكثير مما دمروه فإن شبح هؤولاء ظل يروع حلب حتى جاء الفتح العربي عام 636 فأصبحت واحدة من حواضر الإسلام الكبرى , ومالبثت أن نشطت فيها حركة التجارة والعمران بدءاً من العهد الأموي مروراً بالعهود العباسية والفاطمية والأيوبية والمملوكية . وإحدى هذه الفترات الهامة كانت فترة الدولة الحمدانية التي أسسها سيف الدولة عام 944 م الذي جعل حلب عاصمة لسوريا الشمالية كلها فبنى قلعتها الشهيرة على هضبتها وجعلها مقراً له , ونعمت المدينة في أيامه بازدهار كبير وبخاصة في مجالات العلم والأدب والطب ورغم مشاغله الحربية المستمرة في الدفاع عن الثغور العربية , وكان أشهر مماعاشوا في بلاطه الشاعران العظيمان المتنبي وأبو فراس , والعالم الفيلسوف الفارابي , واللغوي ابن خالويه , وبالرغم من نكبتين كبيرتين حلتا بالمدينة حين غزاها المغول عام ( 1260 ) وتيمورلنك عام ( 1400 ) فإنها سرعان ماكانت تصلح ماتهدم وتستعيد نشاطها وعمرانها فكثرت فيها الأبنية ذات العمارة المتميزة كالمساجد والمدارس والحمامات والكنائس والخانات والأضرحة والتكايا . وفي العهد المملوكي أصبحت مركزاً هاماً من مراكز تجارة البحر الأبيض المتوسط العالمية إذ كان يأتي اليها تجار البندقية لشراء الفستق والقطن والعقاقير الطبية كما صارت سوقاً كبيرأً لأقمشة الحرير , ولايزال في حلب خان يحمل اسم ( خان البندقية ) الذي هو واحد من عشرات الخانات التجارية القديمة المنتشرة في أسواق المدينة والمستعملة حتى اليوم .
أما في العهد العثماني فقد أصبحت مركز تجارة الشرق المتوجهة الى استنبول , ومنذ أواخر القرن السادس عشر نشأت لحلب علاقات تجارية هامة مع فرنسا وانكلترا وهولندا , ومن هنا انتقلت اليها أنماط العمارة الأوروبية وتزيينات ( الباروك ) التي لاتزال تشاهد في كثير من مبانيها على الأبواب والنوافذ والسقوف . »
الجولة السياحية في حلب :
كثيرة هي المعالم الهامة التي يجب أن تزار في حلب , فالمدينة غنية بالأبنية والمنشآت ذات الطابع المعماري المتميز الذي يعكس الازدهار الحلبي خلال العصور . ولنذكر أهم ما ينبغي أن تتضمنه جولة الزيارة في هذه المدينة الجميلة من أوابد وعمارات وصروح مدنية ودينية وعسكرية والتي تعطي أفضل صورة عن فن العمارة الإسلامي الذي ابتكرت حلب الكثير من أساليبه وزخارفه .
القلعة :
تقوم وسط المدينة وتشرف عليها على ارتفاع 50 متراً عن مستواها , ويقال أن أنقاض الحضارات القديمة تراكمت بعضاً فوق بعض فكانت هذه التلة العالية التي كان لها في كل العصور أهمية استراتيجية وعسكرية بالغة .
أمر ببناء القلعة الأمير سيف الدولة الحمداني . وهي تعتبر واحدة من أهم الصروح العربية الإسلامية العسكرية من حيث طرازها المعماري الفريد الذي يجمع بين الصرامة والجمال . وقد بقيت منذ الدولة الحمدانية مقراً للحكام الذين راحوا واحداً بعد آخر يضيفون إليها المنشآت والأبنية والتحصينات حتى غدت مدينة بذاتها . وهي تضم أبراجاً رائعة التصميم , كما تمتاز بمداخلها المتقنة وأبوابها المصنوعة من الحديد , ويحيط بها خندق عميق يزيد قطره عن 500 متر وعرضه 26 مترً . وأشهر أقسامها : قاعة العرش المهيبة والحمام , والجامع الصغير المسمى جامع إبراهيم والجامع الكبير المبني عام 1213 والذي ترتفع مئذنته المربعة الشكل فوق القلعة 21 متراً فتطل على كامل المدينة . وقد أقيم ضمن القلعة متحف صغير يضم الآثار واللقى التي عثر عليها داخلها خلال الحفريات والترميمات .
الأسوار :
تعود أسوار حلب إلى العهود الإسلامية وهي تعتبر من أجمل الأسوار التي خلفها الفن العسكري الإسلامي ولا تزال أقسام من هذه الأسوار قائمة مع عدد من أبوابها الحصينة مثل باب قنسرين وباب أنطاكية وباب الحديد وغيرها من الأبواب التي بنيت وجددت مثل الأسوار في عهود مختلفة .
الأسواق والخانات التجارية :
تأتي أسواق حلب القديمة المغطاة والتي تمتد أكثر من عشرة كيلومترات في طليعة أسواق المدن العربية والإسلامية من حيث جمالها واتساعها واحتفاظها بطابعها الأصلي . وهي تمتاز بسقوفها الاسطوانية وعقودها المقببة الضخمة التي تحمي الغادين والرائحين فيها من قيظ الصيف وبرد الشتاء وأمطاره . وتختص كل سوق بنوع من البضائع والمصنوعات التي منها جاءت أسماء الأسواق مثل سوق العطارين , والخيش , والصاغة , والصابون , والنحاسين , والعبي , والجمرك , والقطن........
وتتقاطع هذه الأسواق وتتصالب في تجمع تجاري كبير يطلق عليه اسم المدينة , ويعود أكثرها إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر , وهي تعتبر بحق متاحف شعبية حية لأنها تقدم لنا نموذجاً أصيلاً لنمط الأحياء التجارية وحركة الناس في القرون الوسطى .
أما الخانات فيقع أكثرها في منطقة الأسواق باعتبارها كانت مخصصة لإقامة المسافرين من التجار وإيداع بضائعهم , وقد ازدهرت هذه الخانات تبعاً لازدهار المبادلات التجارية في حلب وبخاصة في العهدين المملوكي والعثماني . وتشتهر أكثر هذه الخانات بواجهاتها المزينة بالزخارف ومداخلها ذات الأقواس العالية وأبوابها الخشبية المصفحة بالحديد والنحاس والتي كانت تغلق عند هبوط الليل , وأهم هذه الخانات : خان الجمرك , وخان قرتباي , وخان الصابون , وخان الوزير .
معالم تجدر زيارتها في حلب :
المتحف الوطني ( الذي يضم أثار الشرق القديم وروائع فنون قدماء العرب العمورين والكنعانيين , وأهم ما في المتحف وثائق وتحف حضارتي ايبلا وماري ) .متحف الفنون والتقاليد الشعبية . الجامع الكبير ( المبني في العهد الأموي على نمط جامع دمشق ) .
بعض المدارس القديمة والكنائس والمساجد والحمامات والبيوت الأثرية التي اشتهرت بها حلب والتي يعود بعضها إلى القرن الخامس عشر ( مثل مقر قنصلية البندقية المليء بالتزيينات والتحف ) , حمام الناصري
حلب الشهباء الخالدة .. مسيرة حضارية فكرية ثقافية متواصلة
حلب سيف الدولة :
إنها مدينة حلب الشهباء الخالدة منذ /10/آلاف عام..وهي مدينة (سيف الدولة الحمداني )..
وقد سارت حلب عبر كل العصور واثقة الخطا وفي مراحل تاريخها قد عاصرت معظم المذاهب الإسلامية, وذلك من الثقافات ( الصوفية) الى الفكر( الجعفري ) وفكر حران في ابن تيمية ومفكرين مثل عبد الرحمن الكواكبي ( كتابه أم القرى) وغيرهم , حيث حلب احتضنت كل هذه الأفكار والثقافات واستوعبتها وتناقلتها عبر أجيالها.
ويتميز عصر الحمدانيين في حلب وهم من نسب قبيلة( تغلب) الشهيرة و( ربيعة) وهي قبائل عربية كانت ماقبل الإسلام.
عظمة حلب في الفكر العربي والثقافة الإسلامية :
وتعتبر حلب من أهم المراكز الحضارية في بلاد الشام ثم تفاعلها مع الحضارة العربية الاسلامية حيث كانت تلك النهضة الثقافية والحضارية في مدينة حلب الشهباء الخالدة وعظمتها في الفكر العربي والثقافة الإسلامية والمسيحية على مدى قرون وأجيال..
وفي تلك العصور كانت حلب أهم المراكز التجارية الممتدة من حلب الى حران والرقة والموصل وغيرها.. منطقة ممتدة من ضفاف دجلة والفرات مروراً بحلب ولغاية شواطئ انطاكية للبحر الأبيض المتوسط ..
وفي تلك العصورأيضاً ظهر الأطباء المشهورون وعلى رأسهم (الرازي ) ومن الفلاسفة والمفكرين ( الفارابي ) (ابن سينا) ومن الشعراء( المتنبي, وأبو فراس الحمداني ), ومن الأدباء( الأصفهاني ) صاحب كتاب (الأغاني )..
حلب اليوم .. خواطر فكرية وثقافية منوعة
ومادتنا هي حلب اليوم كعاصمة للثقافة الإسلامية عام 2006 وبكل تاريخها وجغرافيتها وموقعها وحضارتها وثقافاتها النوعية والكمية المتراكمة عبر العصور منذ /7/ آلاف عام وحتى يومنا هذا في ظل وهوية الحضارة العربية الاسلامية وبالتالي لابد من استخدام وسيلة وأداة تحليلية جديدة في كشف وسبر أغوار حلب من كل جوانبها وبالنظرة والرؤية والمقاربة الشمولية لتتوضح الصورة الحقيقية الكلية المتكاملة...وذلك عبر وسيلة ( المجهر ) الموضوعي المعاصر ..مجهر القلب مروراً بالعقل ثم العالمية
وهناك نظرة استشراقية فلكلورية ( شعبية) سواء معاصرة أو قديمة وهي أن ( المستشرقين , التجار, القناصل) الأجانب رؤوا حلب وسجلوا مذكراتهم وحتى دراساتهم بالأرقام والوقائع.. وهي تبقى رؤية (الآخر) وهي هامة لنا للدراسة والتحليل.. كيف يروننا وكيف نظروا وينظرون إلينا..حتى في أيامنا هذه فإن الفضائيات الغربية تأتي الى حلب من أجل (ريبورتاج) مصور مع تعليق عن حلب ..وقد شاهدت برنامجاً أمريكياً .. حيث تجولت المذيعة ( الجميلة, ذات الأصول العربية) في طريقة تقليدية أكثر محافظة من ذي قبل لدى المستشرقين إذ تنزل من المطار ومباشرة الى أفخر فندق ثم جولات في الأسواق واختيار( الأكثر شعبية وفلكلورية) في الأحياء .. مثلاً الكباب الحلبي وتقاليده ثم الحلويات وبعض الأحياء القديمة وواجهة القلعة... ولكن بدون أي تفصيل أو تحليل تاركين للمتفرج الغربي التحليل والانطباع ( كما يريد منتج الفيلم ) وفقاً لتعليمات خاصة لإبراز هذا الجانب بدون ذاك ...أي يركزون الكاميرا والتعليق على مايريدونه .. انتقائياً ..!
إن الحديث عن حلب يتطلب النظرة والمقاربة الشمولية.. نظراً لأنها أقدم مدينة مأهولة في العالم حتى اليوم.. وفيها تراكمات كل الحضارات بشكل زمني ومكاني قل نظيرها, ومن هنا لابد للمجهر ( الأداة) أن يكون موضوعياً ومعاصراً يوضح كل الصورة المتكاملة ثم الدخول في تفاصيل دقيقة ولغاية المسائل الشعبية الفلكلورية المميزة, نقول هذا الكلام لأن مناسبة ( حلب كعاصمة ثقافية اسلامية لعام 2006) هي مناسبة عالمية والمطلوب تقديم ( أفضل ماعندك موضوعياً وعلى الواقع وبالحقائق والأرقام, وهذا لصالح حلب لأنه لاشيء معيب لدينا لنخفيه.. وحتى أدق التفاصيل الجزئية فإنها تدخل ضمن إطار التراث والدراسة وكما يقال : تقديم حلب كما هي وكما كانت ( مع معرفتنا المسبقة بأن ماضي حلب مشرف وفخر لنا) ولهذا أساساً تم ترشيح حلب وفوزها من بين مئات المدن العربية والإسلامية في العالم , المهم أن يقوم أبناء ومسؤولو حلب بهذا التقديم وفق أسلوبهم الخاص والمميز...أي المادة حلبية والمقدمون حلبيون ووسائل التقديم حلبية وكل ذلك ضمن إطار النظرة الشمولية المنهجية .
وفيما يلي بعض أهم الملاحظات أو المقترحات والتوصيات :
أولاً : نقرأ كل ما كتب عن حلب من قبل (الآخرين) ونركنها في حافظة ذاكرتنا بهدوء ( أو في ذاكرة الكمبيوتر ) الخاصة للاستعانة بها في تأكيد رؤيتنا وإلا تهمل أو تركن.
ثانياً : وضع إطار دراسة واسع يشمل /7/ آلاف عام فترة زمنية من حياة وعمر مدينة حلب .. وبالتسلسل نصل الى فترةالحضارة العربية الإسلامية ومن بعدها ننتقل الى ( الثقافة الإسلامية) في حلب خلال/1500/ عام الماضية والأهم الانتقال الى الثقافة الإسلامية في حلب اليوم عام 2005- 2006 ويكون ذلك الترابط الفني الأدبي الصحفي الإعلامي وهذا من مهمة أبناء حلب وليس التلفزيونات أو الانترنيت. ثالثاً : في مجال الثقافة الإسلامية لابد من التوسع والتفصيل والتحليل والتقييم حيث المادة هنا - الثقافة- الدينيةومنها الإسلامية وكذلك المسيحية وهذا التمازج يغني ويدخل الثقافة في العالمية حيث الهدف ليس فقط مخاطبة / محلية/ أو مخاطبة/ دولة اسلامية/ فقط , وإنما الخطاب موجه لكل العالم من أمريكا , أوروبا , الصين وحتى استراليا..
رابعاً : الابتعاد عن الخطاب (القسري والإلقاء وأداء الواجب والمهمة) وإنما لابد من تقديم المعلومات نصاً وروحاً وصورة وديكوراً...والانسان أو الأدباء والمختصون الواقفون وراء ذلك ..والسؤال: تقديم حلب الثقافية الى كل العالم عبر وسائل محلية , اقليمية ,عالمية...والغاية هنا ليس بالطبع ( صراع ثقافات) وإنما حوار ثقافات وبالأحرى التركيز على أن الثقافة الإسلامية والمسيحية الشرقية ونحن شخصياً لانشك للحظة بأن حلب المدينة والريف اليوم مؤهلة وجديرة تماماً لما لها من حضارة وثقافة حقيقيتين عبر العصور,ولما لحلب من أبناء مؤهلين ( من أعلى النخب المثقفة على مستوى عالمي ) على أن يأخذوا هذا الموضوع بأيديهم ويقوموا بتسيير الأمور ( تحت إشراف عام للمسؤولين الرسميين , ونحن على ثقة بأن (فريق العمل ) قادر على انجاز المهمة على أكمل وجه .
إن حلب فيها اليوم /4/ ملايين نسمة وفيها القديم والجديد والمتطور في تناغمات مجالات الحياة كافة ..وحقائق حلب التاريخية مشرفة, ويبقى على فريق العمل إنجاز هذه الفعاليات والنشاطات بنجاح ممكن ومؤكد .. وهذه فرصة حلب.
وقرّت عين حلب الثالثة
الكتب والمراجع والمخطوطات التي تتحدث عن حلب وتاريخها وأحداثها كثيرة لاتحصى وهي معلومات ذاتية وموضوعية بما في ذلك معلومات وأحداث وتفاعلات حلب مع العالم المحيط بها سواء القريب أو البعيد.
وفي أيامنا هذه لم يعد مهماً ذلك الكم المعلوماتي الرقمي الوقائعي عن أي موضوع أو قضية..حيث الانسان الفرد اليوم , مثلاً وهو في سيبيريا أو المكسيك , يستطيع بكل سهولة أن يدخل ( الانترنت) ويكتب كلمة( حلب) في محرك البحث وخلال ثانية تكون أمامه عشرات ومئات آلاف الصفحات التي تقدم له كل مايجب أو مطلوب معرفته عن حلب .. منذ /7/ آلاف عام وحتى اليوم عام 2005 وبما في ذلك المرتقب : إعلان حلب كعاصمة للثقافة الإسلامية عام 2006والبرامج والنشاطات الموضوعة أو المرتقبة بهذه المناسبة العالمية مع توفر الإرادة وإلا تبقى محلية ضيقة.
إذا اردنا وضع النقاط على الحروف , نقول بأن (حلب) اليوم تقف أمام عالم قد تغيركثيراً ولابد من محاكاة ذلك العالم بلغة مفهومة وبأساليب تتناغم وليس بالضرورة التطابق مع ما هو سائد ,أي الدخول في ( التوازنات) الحضارية العالمية وأخذ المكانة اللائقة بدون تطرف .
إذن ماهو المطلوب ..?! والجواب في أن " العين الثالثة " الرمزية تشعر وتستشعر وهي تقول بوضوح : المطلوب هو : ماذا تقول حلب اليوم , ماهي تقييمات أبناء حلب وماهو تحليل المثقفين والنخبويين ورجالات حلب اليوم وكذلك الغد المرتقب.
إن أحداث القرن التاسع عشر وكذلك ماقيل وكتب عن حلب في القرن العشرين ..معروف للجميع.. وقد تكون محاضرات ( التوعية أو محو الأمية) مطلوبة للداخل أكثر من الخارج لمعرفة أو أهمية معرفة الذات.. أما حلب الثقافة والحضارة فتتطلب أن تقدم حلب للعالم .. كيف تفكر, ماذا تفعل...? الموضوع قيد الدراسة والبحث ..والاستعداد للبث الحي المباشر على الملأ جميعاً... -صوره لمدينه حلب (منظر علوى) |
حلب - مدينة الشهباء تقع مدينة حلب في شمال سورية وعدد سكانها /3283000/ نسمة فصولها الأربعة متمايزة حارة صيفا وباردة شتاءَ وتعتمد على نهر الفرات في زراعة القطن والقمح والزيتون والفستق الحلبي كما تشتهر بالصناعات التقليدية إضافة إلى الصناعات الحديثة وتلقب أحياناَ ب طوكيو 2 فيها مهرجانان هامان سنوياَ:
سوق الإنتاج الزراعي والصناعي في شهر آب ومهرجان القطن في شهر أيلول وتعد ثاني أهم مدينة في سورية ولذلك فإن خدماتها السياحية مميزة (مطار حلب الدولي-فنادق الدرجة الأولى- لمطاعم الشرقية والغربية) .. وتشتهر بمأكولاتها الحلبية الشهية على مر التاريخ تركت الحضارات المتعاقبة على حلب آثارها من قلاع وأسوار ومدارس
ومساجد وأسواق وخانات وحمامات .
وإذا أردت زيارة حلب ففيها :
1-القلعة الأثرية
2-الحديقة العامة حديقة السبيل
3-المدينة القديمة التي يحيط فيها سور له عدة أبواب (باب قنسرين-باب النصر-باب الحديد- باب إنطاكية )
4 -متحف حلب- متحف التقاليد الشعبية -
5-الجامع الأموي الكبير الذي بناه سليمان بن عبد الملك ..
6-الأسواق القديمة والتي تمتد على طول أكثر من عشر كيلو مترات
7-الخانات التجارية القديمة : والتي كانت تستخدم كفنادق للتجار (خان الجمرك-خان الوزير -خان البنادقة-خان الشونة-خان النحاسين-خان الحرير) أحد الخانات القديمة في حلب
8-الحمامات الأثرية : في حلب أكثر من 60حماما يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل 800 سنة.. (حمام النحاسين -حمام باب الأحمر -حمام يلبغا الناصري)....
المدارس العلمية إسلامية : (مدرسة الفردوس -الظاهرية -الكاملية -الأحمدية -الشاذبختية-) البيمارستان الأرغوني : الذي بني في القرن الرابع عشر كمشفى ......
القصور : أبرزها (قصر جنبلاط -دار وكيل -دار غزالة -دار أجقباشي -دار الكواكبي-بيت رجب باشا -)........
المساجد : (جامع التوته-الأطروش- المهمندار )....
الكنائسكنيسة الأربعين شهيد-السيدة العذراء-كتدرائية مار الياس)...
قلعة دير سمعان -موقع النبي هوري (سيروس)....
1940 و 1943,ولمزيد من المعلومات حول المدينة العريقة,ينصح بقراءة ما جاء ادناه في الموسوعة الحرة ويكيبيديا:
حلب مدينة تقع في شمال سوريا وهي أكبر مدينة سورية وعاصمة محافظة حلب أكبر محافظات سوريا من حيث عدد السكان. تتميز حلب بتاريخها العريق في كافة العصور وتشتهر بأوابدها التاريخية الكثيرة مثل قلعتها الشهيرة وأبوابها وأسواقها من أعرق أسواق الشرق وبكنائسها ومساجدها ومدارس العلم وبصناعاتها الشهيرة منذ زمن بعيد وبما تمتلكه من تراث عريق في كافة المجالات العلمية والفنية والأدبية والثقافية.
نظرًا للأهمية التاريخية والعمرانية التي تتمتع بها مدينة حلب فقد اعتبرتها منظمة اليونسكو مدينة تاريخية هامة لاحتوائها على تراثٍ إنساني عظيم يجب حمايته خاصة وأن فيها أكثر من 150 أثرًا هامًا تمثل مختلف الحضارات الإنسانية والعصور. وفي العام 1986 سجلت مدينة حلب القديمة بالسجلات الأثرية ووضعت إشارة على صحائفها العقارية تثبيتًا لعدم جواز هدمها أو تغيير معالمها أو مواصفاتها حتى من قبل بلديتها إلا بعد أخذ موافقة الجهات الأثرية العالمية وسجلت على لائحة التراث العالمي.
حلب هي مدينة الفن والفنون ولايمكن ذكر الفن في الوطن العربي دون ذكر حلب, فقد كان سيف الدولة يهتم بالعلوم، وظهر في عصره عدد من الأطباء المشهورين، مثل عيسى الرَّقي المعروف بالتفليسي، وأبو الحسين بن كشكرايا، كما ظهر أبو بكر محمد بن زكريا الرازي الذي كان أعظم أطباء الإسلام وأكثرهم شهرة وإنتاجا.
ومن أبرز الفلكيين والرياضيين الذين ظهروا في عصر الحمدانيين في بلاد الشام أبو القاسم الرَّقي، والمجتبى الإنطاكي وديونيسيوس وقيس الماروني، كما عُني الحمدانيون بالعلوم العقلية كالفلسفة والمنطق، فلَمع نجمع عدد كبير من الفلاسفة والمفكرين الإسلاميين في بلاط الحمدانيين، مثل: الفارابي، وابن سينا. أما في مجال العلوم العربية؛ فقد ظهر عدد من علماء اللغة المعروفين، مثل ابن خالويه، وأبو الفتح بن جني، وأبو على الحسين بن أحمد الفارسي، و«عبد الواحد بن علي الحلبي» المعروف بأبي الطيب اللغوي.
كما لمع عدد من الشعراء المعروفين، مثل المتنبي، وأبو فراس الحمداني، والخالديان: أبو بكر، وأبو عثمان، والسرى الرفاء والصنوبري، والوأواء الدمشقي، والسلامي والنامي. وظهر كذلك عدد كبير من الأدباء المشهورين، وفي طليعتهم أبو فرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني الذي أهداه إلى سيف الدولة؛ فكافأه بألف دينار، وابن نباتة، وظهر أيضا بعض الجغرافيين، مثل: ابن حوقل الموصلي صاحب كتاب المسالك والممالك.
و تشتهر حلب بالفرق الموسيقية الحلبية التقليدية التي تقوم بغناء الموشحات الدينية و القدود. ويشتهر قاطنو مدينة حلب بولعهم بالطرب والغناء والموسيقى و هي تعتبر عاصمة الطرب الأصيل في الوطن العربي. يقام على مسرح قلعة حلب سنوياً مهرجان الأغنية السورية وقد إنطلق منها فنانون كبار ناشرين فنهم بمناطق كثيرة وفي مختلف التخصصات الفنية من غناء وموشحات وقدود حلبية وأناشيد دينية وتمثيل وغيرها، ووفد إلى حلب قديماً أهم أعلام الموسيقى العرب و أخذ من تراثها و فنها الكثيرون منهم سيد درويش وغيره حيث لا يزال كثير من مطربي هذه المدينة من رواد الطرب الأصيل في الوطن العربي وخاصة في فنون الموشحات والقدود الحلبية الشهيرة ومن أشهرهم عمالقة الطرب اليوم الفنان صباح فخري و الفنان صبري مدلل وكثيرين في الموسيقى والموشحات والقدود والغناء الأصيل.
وتتنوع الفنون في حلب من فنون الموسيقى والغناء والتمثيل ولها أعلامها المشهورين على مستوى الوطن العربي، وتشتهر حلب بالفنون الأ مثل الفن التشكيلي والنحت وتنتشر في مدينة حلب معارض وغاليريات الفن الراقي لفنانين وفنانات حلب وفيها الكثير من المدارس الفنية المتميزة وأساتذة فنانين كبار في الفن التشكيلي والنحت أمثال لؤي كيالي، عبد الرحمن موقت، سعد يكن، وفي الرسم والخط العربي ناهد كوسا. وكذلك في مجال الثقافة والأدب حسني ناعسة،زينب بيره جكلي إذ تنتشر في مدن ومناطق حلب المراكز الثقافية والأدبية الكثيرة وهناك أعلام ومشاهير من الأدباء والشعراء والكتاب عبر التاريخ القديم والحديث انطلقوا من حلب ومازالت حلب منارة للعلم والأدب والفن بكافة أنواعه. اكتست شوارع مدينة حلب الشهباء اليوم باللون الأبيض, حيث غطت الثلوج شوارعها وحدائقها.
قلعة حلب هي قلعة سورية تقع في مدينة حلب
شمال سوريا. تتميز القلعة بضخامتها وتعد من أكبر القلاع في العالم ويعود تاريخ القلعة إلى عصور قديمة ، وتتربع القلعة على تله في وسط مدينة حلب والصعود للقلعة المهيبة المنظر يتم بواسطة درج اومدرج ضخم يمر عبر بوابة مرتفة في الوسط ومقام على قناطر تتدرج في االارتفاع حتى البوابة الرئيسة للقلعة .
يحيط بالقلعة سور شبه دائري وعدد من الابراج التي تعود لحضارات مختلفة ، في داخل القلعة الشامخة نجد امامنا مدينة متكاملة من مباني و كنائس و مساجد وقاعات ومخازن وساحات ومسرح وحوانيت والكثير من الاثار ، وقد عني بالقلعة في عهد السلطان الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين، فأقيمت البوابة الرئيسية وبعض المنشأت داخل القلعة .
يتكون مدخل القلعة الأساسي من بناء ضخم مؤلف من أبواب ودهاليز وقاعات للدفاع والذخيرة، وفي أعلى هذا البناء قاعة كبيرة هي قاعة العرش التي زينت واجهتها بزخارف حجرية رائعة وغرف و قاعات . وعدد من النوافذ الصغيرة والكبيرة تطل على أجمل منظر في حلب القديمة.
تعد قلعة حلب من اجمل وابدع القلاع واكبرها ولها تاريخ حافل بالاحداث فقد كانت منطلق وقاعدة للكثير من الحكام والملوك والقاده وشهدت أهم احداث الشرق من عصر الآراميين وحتى العصر الاسلامي .
لمحة تاريخية عن القلعة
يعود تاريخ تشييد قلعة حلب الى عهد أحد قواد الإسكندر المكدوني إذ اختار ذلك التل الشامخ ليكون معسكراً لجنوده ,ولما احتل الرومان هذه البلاد أضافوا الى القلعة منشآت لاتزال آثارها بادية للعيان ,وأن البيزنطيين من بعدهم تركوا بصماتهم فيها , في حين كان الفرس يعملون فيها الخراب والدمار حين تعصف بها جيوشهم متغلبة على الجيوش البيزنطية , ثم يعود البيزنطيون إليها ليرمموا ماهدمه الفرس ويضيفوا إليها تحصينات وتعزيزات أخرى وفي عام 636م حاصرتها الجيوش العربية , وأخذ الحصار يطول ,وصمدت بفضل تحصيناتها وعتادها الغزير ومؤونتها الوافرة , حتى تمكن الفاتحون من الاستيلاء عليها عن طريق الحيلة والدهاء , وذلك باستيلائهم على أحد أبوابها في بادئ الأمر ,وقد وقع قائدها البيزنطي أسيراً بيد الفاتحين وكان أول من اهتم بالقلعة في العصر الإسلامي الأمير سيف الدولة الحمداني , الذي أمر بعمارتها وتحصينها , وبنى سوراً لمدينة حلب , لأنه كان في صراع عنيف مع البيزنطيين , فأصبحت القلعة مقراً لإقامته وصارت مقراً دائماً للحكام في المدينة من بعده , واستمرت العناية بالقلعة في العهود اللاحقة , فقد بنى نور الدين الزنكي »وهو ينتمي أصلاً الى العهد السلجوقي« أبنية كثيرة فيها وذكر سوفاجيه تفصيلات الأعمال التي نفّذت في عهد نور الدين , إذ رمم كامل القلعة , وأعاد بناء سورها , وبنى فيها مسجداً ,ولكن الإزدهار الكبير الذي شهدته القلعة كان في عصر الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي الذي ترك لنا آثاراً عسكرية معمارية مهمة ,ويقول سوفاجيه : إن القلعة بشكلها الحالي ترجع الى عهد الملك غازي , أي : إلى مابعد سنة 605ه¯/1209م . وقد أشاد المؤرخون بأعمال الظاهر غازي في القلعة , ورأوا أن المجموعة المعمارية والتحصينات التي أقامها تشكل إعجازاً في التحصين في نسق العمارة العسكرية في القرون الوسطى , فقد جدد حصونها , وبنى منحدراتها التي تبدأ من السور وتنتهي في قعر الخندق , بناءً متقناً كالجدران لكي يتعذر التسلق عليها ,وفي العهد المملوكي , جدد عمارتها الأشرف خليل بن قلاوون , ثم جددّ بعض أجزائها السلطان الملك الناصر برقوق .. وكانت آخر الترميمات قد حدثت أيام السلطان قانصوه الغوري آخر السلاطين المماليك , والجدير بالذكر أن الترميمات المملوكية أبقت على شيء من مظاهر القلعة الجميلة .
مراحل تطور القلعة
تعرضت قلعة حلب لغزو المغول بقيادة هولاكو سنة 658هـ/1260م، ولقد هَدَم كثيراً من معالمها، بعد أن وعد بحمايتها إذا ما استسلمت، وتحررت القلعة بعد انتصار العرب على المغول في موقعة عين جالوت. وقام الملك الأشرف قلاوون بترميم ما تهدم منها. ثم جاء تيمورلنك الأعرج سنة 803هـ/1400م، فهدم المدينة والقلعة، وقام المماليك بتحريرها وترميمها. ثم استولى عليها العثمانيون سنة 923هـ/1516م وجاء إبراهيم باشا بن محمد علي باشا من مصر عام 1831، واستمرت خاضعة له حتى عام 1257هـ/1840م وفيها أنشأ الثكنة كما ذكرنا، وجعل القلعة مقراً لجنوده. ومنذ عام 1950 تجري في القلعة ترميمات وتجديدات من قبل المديرية العامة للآثار، كما أجريت فيها حفريات أثرية للتعرف على تاريخ هذه القلعة قبل الإسلام. وأحدث اكتشاف في قلعة حلب، جدار من معبد حدد إله الأمطار والأنواء، وكان معبود جميع شعوب المنطقة ويتألف الجدار من سبعة مشاهد تمثل الإله وكائنات أخرى خرافية بأسلوب فني متميّز. ولقد تبين أن الرابية كانت مقراً لمعابد حثيّة وآرامية، واكتشفت آثار تؤكد ذلك محفوظة في متحف حلب. وفي العصر الإغريقي أصبحت الرابية اكروبول المدينة، واستمرت كذلك حتى اقتحمها العرب المسلمون، وعلى رأسهم خالد بن الوليد، ويقال،تم ذلك بمحاولة عدد من الفدائيين العرب الذين تخفّوا بجلد الماعز، فبدوا قطيعاً يقضم العشب من سفح الرابية، وكان الروم في احتفال وسكر ونشوة، فقتل الفدائيون حامية البوابة، وفتحوا الأبواب بعد إشعال النيران علامة من المهاجمين الذين دخلوا القلعة، وأجلوا من فيها من جند وسكان. واستقر الحكم العربي الإسلامي منذ ذلك الوقت في حلب وقلعتها المنيعة التي صدت هجوم الروم والمغول والتتار، وكان أول من استعملها سيف الدولة الحمداني ثم المرداسيون وبعدهم آل سنقر ثم رضوان بن تتش أصلح فيها، ولكن الأيوبيين هم بناتها كما هي اليوم.
وصف القلعة
تعلو القلعة ما يقرب من أربعين متراً عن مستوى مدينة حلب، ومازالت أسوارها وأبراجها قائمة، يعود بعضها إلى عصر نور الدين زنكي، ويحيط القلعة خندق بعمق ثلاثين متراً. وندخل إلى القلعة من بوابة ضخمة من خلال برج دفاعي مستطيل الشكل، ينتهي بالمدخل الكبير للقلعة، ويتكون من دهليز ينتهي بباب ضخم من الحديد المطرّق، تعلوه فتحات للمرامي والمحارق، ويعود إلى عصر خليل بن قلاوون الذي جدده ورممه. وتعلو الباب قنطرة حجرية عليها نحت ممتد على طولها يمثل ثعبانين برأس تنين.
وبعد اجتياز هذا المدخل نصل إلى دهليز آخر في جدرانه الثلاثة أواوين ضخمة، وفي إيوانه الشمالي باب يتصل بدرج يؤدي إلى قاعة الدفاع، وللقلعة باب رابع خشبي يعلوه ساكف عليه نحت أسدين متقابلين. وبعد اجتياز الباب نمر بمصاطب مرتفعة تتخللها غرف ومستودعات. ثم نصل إلى ممر القلعة الداخلي تتخلله مجموعة من المباني والحوانيت، وثمة درج يؤدي إلى القصر الملكي. وإذا ما تابعنا المسير، فإننا سنصل إلى مسجد إبراهيم الخليل الذي أنشأه الملك الصالح اسماعيل بن محمود بن زنكي سنة 536هـ/1179م. وعلى مدخل المسجد، وعلى جدرانه كتابات تأريخية. ويلي هذا المسجد بناء آخر هو مسجد ذو مئذنة مربعة عالية، أنشئت في عصر الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي. وليس بعيداً عن هذا المسجد الذي رمم مؤخراً، تقوم ثكنة عسكرية أنشئت في عصر إبراهيم باشا المصري سنة 1252هـ/1834م. وفي وسط هذه الرابية قاعة كبيرة، نصل إليها من خلال سبعين درجة تحت السطح، كانت تستعمل مستودعاً للحبوب والعلف ومن القصور التي مازالت قائمة، قصر يوسف الثاني حفيد غازي، مزين مدخله بمقرنصات جميلة، وأمامه ساحة مرصوفة بأحجار صغيرة ملونة ذات رسم هندسي بديع. ونتجه من القصر إلى قاعة العرش، ندخلها من بوابة ذات أحجار ملونة، تعلوها مقرنصات، تحتها كتابة تأريخية. ولقد شيدت القاعة في العصر الأيوبي على برجين حول المدخل الخارجي، ثم أكملت ورممت في العصر المملوكي. ثم أضيف إليها في عام 1960 زخارف أثرية خشبية وحجرية. ومن أجمل نوافذ هذه القاعة، نافذة كبيرة ذات شباك مزخرف بصيغ عربية، ومن خلاله تُرى مدينة حلب مترامية الأطراف عند مدخل القلعة، ولقد زخرفت واجهات القاعة الخارجية، بزخارف هندسية حجرية وبأشرطة من الكتابات العربية من أبلغها "قل كلٌّ على شاكلته". وتحت قاعة العرش هذه، قاعة الدفاع، وتخترق جدرانها كُوى لرمي السهام، وفتحات لسكب السوائل المحرقة على المداهمين والمُحاصرين
إن سور قلعة حلب إهليجي الشكل، تتخلله أبراج بعضها مربع الشكل وبعضها دائري، ويرتفع السور اثني عشر متراً وهو من الحجر الضخم، والسور والأبراج كلها تعود إلى العصور العربية، بدءً من القرن الثاني عشر إلى السادس عشر الميلادي، تؤكد ذلك كتابات منقوشة عليه مازالت حتى اليوم. وسور القلعة مزدوج في أكثر أقسامه، ولقد خرّب في مناسبات كثيرة، ومازال في كثير من أجزائه أنقاضاً تنتظر الترميم. أما الأبراج فإن أبرزها هما برجا المدخل المرتفع وبرج المدخل السابق للجسر. وفي الجهة المقابلة إلى الجنوب برج ضخم ينهض على سفح جدار الخندق المكسو بالحجر، ولقد أنشأ هذا البرج الجميل الأمير المملوكي جكم، ثم جدده السلطان قانصوه الغوري سنة 916هـ/1508م، كما هو منقوش عليه. ويصل الصاعد إلى هذا البرج عن طريق درج ممتد على سفح جدار الخندق ويستمر حتى أسوار القلعة، حيث ينتهي بباب سري كان يستعمله الملك الظاهر غازي للخروج من القلعة إلى قصر العدل، وبعد الباب السري قاعة حمام أمامها ممر رصفت أرضه بأحجار على أشكال هندسية. ويؤدي الممر إلى ساحة يتوسطها حوض ماء، ومازال على جدار الساحة من الشمال بقايا سلسبيل، ومن الجنوب بقايا إيوان كبير، وفي الشرق إيوان صغير، وتكسو الأرض زخرفة حجرية ملونة مازالت بقاياها واضحة. ويقابل البرج الجنوبي الضخم، برج مماثل من جهة الشمال قام بتجديده وترميمه أيضاً، السلطان المملوكي الأخير قانصوه الغوري.
عناصر القلعة
للقلعة عدد من العناصر الرئيسة أهمها :
• الأبراج :
في القلعة عدد من الأبراج وأهمها البرج الأول ,وهو مستطيل الشكل , وقد جدد بناؤه في آواخر عهد المماليك بزمن »قانصوه الغوري« ,وتشهد على ذلك الكتابات المنقوشة عليه ,وتقوم عليه نتواءات لإلقاء القذائف والحمم الملتهبة على المهاجمين ,ويليه بعد مسافة قصيرة البرج الثاني ,وهناك برج السفح الجنوبي الواقع خارج السور , والمرتفع على نصف منحدر سفح القلعة في مسافة متوسطة بين الخندق والسور ويتجه بابه نحو الشمال , وهناك برج السور الشمالي والمتصل بالثكنة التي بناها إبراهيم باشا بواسطة درج ,إضافة إلى برج السفح الشمالي , الواقع خارج السور في منتصف السفح ويتألف من أروقة وإلى الجنوب منه ممر يقودنا الى البرج البارز الكبير في سور القلعة الشمالي , الذي يعود تاريخ بنائه الى القرن الخامس عشر الميلادي
• الأبواب :
للقلعة عدد من الأبواب ,أهمها باب الحيات , وهو باب البرج الرئيس ويتميز بشكله الغليظ , ولكونه مصفحاً بالمسامير الحديدية الضخمة ,وقد زين مصراعاه بشرائط أفقية , وبحدوات الخيل وتعلوه كتابة تشير الى تاريخ ترميمه ويليه باب ثامدي ,وقد زين أعلاه بنقش صورة أسدين متقابلين بينهما شجرة .
وهناك الباب الثالث الذي يقودنا الى ممار القلعة السرية وقنواتها تحت الأرض , ثم الباب الرابع الواقع أمام ضريح »الخضر« ويعلوه نحت بارز على شكل أسدين , أحداهما يضحك , والآخر يبكي ,وهو من إنجازات القرن الثالث عشر الميلادي ,وباب الجبل الواقع شرق باب القلعة والذي انتهت عمارته عام 1214م أما الباب الشمالي فيقع في الطرف الشمالي لسور القلعة ,وباب السر , والذي يؤدي إلى باب الأربعين القريب من حمام السلطان على شفير خندق القلعة من الجهة المقابلة
• القاعات :
يقع في القلعة خمس قاعات رئيسة :
أولاها : قاعة الدفاع الكبرى ,والمؤلفة من حجرات متجاورة تطل مباشرة على مدخل القلعة الرئيس ,وقد زودت بكوات وثغرات بارزة لترمي العدو بحمم القذائف الملتهبة والسوائل النارية والسهام ,وهناك قاعة الدفاع الأولى ,وحجرات الدفاع والمستودعات , وإضافة الى القاعة الكبرى ,والواقعة تحت مستوى أرض القلعة , يقع في زاويتها الشمالية الغربية »كوة« تؤدي الى مستودع كبير كانت تحفظ فيه الحبوب والمؤن ,وعلف الرواحل , أما أهم القاعات وأكبرها فهي قاعة العرش ,وقد بناها قايتباي وكان سقفها مؤلفاً من تسع قباب ترتكز على أربع دعائم ذات زخارف من عهد مملوكي , يقع في جدارها الجنوبي نافذة كبيرة تطل على المدينة ,وهناك ثماني نوافذ صغيرة أخرى موزعة في أرجائها , كما يوجد القصر الملكي ,وهو قصر جميل بابه كبير وفخم تعلوه مقرنصات شيدت بالحجارة السود والصفر على شكل مداميك متساوية ,وأرضه مبلطة بالرخام والمرمر والحجر المصقول , يتوسطه حوض ماء ,وأنشئ في جداره سبيل ماء إضافة إلى وجود حمام مؤلف من تسع حجرات وحجرة عاشرة لخلع الثياب ,وقد جهز بأنابيب مصنوعة من الفخار للمياه الحارة والباردة ويوجد في القلعة مسجد إبراهيم الخليل , الذي شيده نور الدين زنكي عام 1162 م ثم رمم بعد ذلك مرات كثيرة , إضافة الى الجامع الكبير , وثكنة إبراهيم باشا الواقعة الى الشرق من الجامع الكبير , وعدد من صهاريج المياه والآبار .
الأهمية المعمارية العسكرية لقلعة حلب
تعد قلعة حلب من كبرى قلاع العالم وأقدمها , وتقع وسط المدينة القديمة ,وعلى هضبة يصل ارتفاعها الى 40 متراً ,وتتميز بشكل إهليلجي , يحيط بها خندق كانوا يملؤونه بالماء في حالة الحروب والحضارات ويتم الدخول إليها عن طريق مدخل أمامي ذي برج بشرفات دفاعية , وكان هناك في السابق , قبل عهد الظاهر غازي , درج خشبي متحرك يربط بين المدخل الأمامي والخندق ,وهو قابل للرفع في حالات الحرب , ثم تحول إلى درج حجري ثابت .
ومن المؤكد أن مكان قلعة حلب الأساسي هو مرتفع طبيعي أضيف إليه ارتفاع اصطناعي , بحيث أخذ شكل التل العالي المرتفع في وسط المدينة» المركز« , وقد كشفت التنقيبات الأثرية عن وجود البقايا التي تعود الى العصر الحثي من خلال معبد الإله تيشوب ,ومن ثم معبد الإله حدد الآرامي , وغيره من المعابد التي بنيت في عهود لاحقة , كلها تؤكد وجود القلعة منذ الألف الثاني قبل الميلاد , أو على الأقل وجود المركز »الأكروبول« ,ولكن أقدم المنشآت الباقية إلى الآن تعود الى العصرين الأيوبي والمملوكي , وذلك من خلال الأبراج والأبواب التي شيدت في العصر الأيوبي والتي تم تجديدها في العصر المملوكي
مميزات عمارة القلعة
تعكس عمارة القلعة التطور الذي وصلت إليه فنون العمارة العسكرية من خلال طريقة عمارتها ,وبأشكال أبراجها المربعة والمستطيلة والسداسية وبالمدخل المتعرج والأعمدة العريضة في السور الذي يجعل الجدار متماسكاً بالإضافة الى المسامير الحجرية في السور الضخم ,والكوات المتعددة لرشق السهام والأبواب الحديدية المصفحة والمعترضات الهندسية التي تؤلف عنصراً زخرفياً ذا طابع جمالي في المنشآت المدنية كالقصر الملكي ,وقاعة العرش ,وأعالي الأبواب .
إضافة الى استخدام الممر الخارجي المكشوف , بحيث يسمع للمدافعين ضرب المهاجمين الذين يتمكنون من كسر خط الدفاع الأول . ولا يؤدي الجسر مباشرة إلى المدخل الرئيس , وإنما ينحرف بزاوية قائمة ليؤدي الى المدخل وضلعا الزاوية عبارة عن جدارين مجهزين بالسقاطات ,ومرامي السهام التي تسمح بالقضاء على العدو المهاجم , كما تمنعهم من استخدام الأداةالقديمة في تحطيم الأبواب »الكبش« ,وهذا النوع من المداخل يسمى المداخل المنكسرة »الباشورة« ,وهي المداخل التي يرجع فضل تصميمها الى العماريين العرب |
التعديل الأخير تم بواسطة وهج الايمان ; 01-25-2013 الساعة 09:32 PM |