[فتحى عيسى]

فينا مكناش سائلين ...
إن كنا عايشين ولاا ميتين ...
كان القهر مخاوي الروح ...
ومعشش في قلب العين ...
كان بكره زي إمبارح ...
والنهاردة مش مسامح ...
مكسور جارح حزين ...
كنا بنجري ورا أيامنا مش لاحقين ...
كنا بندي العمر وناخد من ورا منه هم ودين ...
كنا صحيح بنموت واقفين ...
أغصان دبلانة ...
لا شجر كنا ... ولا بني أدميين ...
ورغم مافينا ... وموت أمانينا ...
كانت الطيبة لسا بخيرها ...
وبساطتنا لحن جميل ...
كنا بنهرب منا بنكتة بقفشة بضحكة ...
تسر الخاطر المسكين ...
كنا صحيح رغم التوهة ...
لحدودنا محافظين ... كنا قريبين ...
كان فينا حيا ...
كان فينا تقدير ...
كان فينا وفا ...
وبعض ضمير ...
كان فينا من الحلاوة كتير ...
رغم الذل ... والعيشة في عصر مهين ...
ومن فرحتنا ... بهمة صابتنا ...
نزلنا نرَجع التايهين ...
نرد الروح من غربتها ...
نلم شمل المحرومين ...
من تربتها ...
من نبعها الصافي الأمين ...
كنا حقيقي مخلصين ...
وأستبشرنا لما الجمع جمعنا وخدنا في وحدة عجيبة ...
ملهاش أصل ولا تفسير ...
طيورنا الشاردة ... قطفت وردة يتيمة حزينة ...
من عش الدبابير ...
وأستبشرنا لما الغمة أنزاحت بدري وقولنا خلاص ...
طلع النهار ... عقبال التغيير ...
وفعلا جانا ... زي البرق ...
ملحقناش ... نعرف الفرق ...
بين الشكل والمضمون ... بين الضلمة وبين النور ...
في المعروض ...
ملحقناش نتهني بحق ...
حتي بقولة آه أو لاء ...
أو مفروض ...
أتسلقنا زي البيضة ...
وأتاكلنا بريشت ...
في زحمة سودا ... باعت أبوها وأمها والواد والبت ...
وبعد ما أستبشرنا خير ...
أتاخدنا زي الطير ...
بس بخوف وهلع ...
لما ابتدا ... يعتاد الشوف والسمع ...
علي قلة قيمة لئيمة ...
وفُجر بيبيع الجدع ... علي الرصيف ...
وفي وسط ميدانه ... أنخلع ...
وركب الخفيف ...
اللي أنزرع جوه العقول ...
والهمة عليت ...
وأنشرح ...
صدر الجهول ...
سقانا من كاس الوجع ...
ألف صدمة وصدمة ... وذهول ...
من نبتنا اللي باع ... كل الأصول ...
في بورصة الأدب ...
فلتان بيدبح ...
فجر نور ...
عمره ما أنكتب ...
فتحي عيسي