أنا دايما بطبعي بحب أعمل مقارنات عشان اعرف البلد رايحه على فين و حالها ايه
كنا دايما نسمع في مؤتمرات الحزب الوطني عن إن معدل التنمية بيعدي ال7% (مؤشر نوعا ما جيد عالميا) و ان المرتبات بتزيد سنويا , أحيانا 15% و 20% و غيرها من الزيادات
أنا دلوقتي هعملك مقارنة بسيطه جدا بين الوضع الاقتصادي للمواطن العادي من عشرين سنة ( بداية التسعينات) و بين دلوقتي في 2012
و أنسب مثال يعبر عن المواطن العادي هو الموظف
من خلالها هنقارن بين القوة الشرائية للجنية و بين مرتب الموظف دا
و طبعا بما اني صغير في السن أو بمعنى مش عشت فترة عام 1992 بوعي الكامل , فاستعنت بشخص كبير في السن كان بيشتغل في القطاع الحكومي
و عشان أكون واضح أكثر الشخص دا هو (خالتي)
خالتي موظفة في الضرائب العقارية من السبعينات
من الناس بتوع زمان الي ما شاء الله دماغهم كمبيوتر
اي عملية حسابية بتعملها بدماغها , و شغلهم كمان بيخليهم يعملوعمليات حسابية على طول (كلو حسابات و أرقام) و عمرها ما استخدمت اله حاسبة
مش زي أجيال اليومين دول الي لو قولتله 6 في 7 هيجيب الاله الحاسبه عشان يحسبها و الاستعانة بيها في عمل المقارنة هو انها من الشخصيات الي بتابع أسعار السلع دايما و بتحفظها
أول التسعينات 1992 كان مرتبها 70 جنيه
دلوقتي في 2012 مرتبها تقريبا 4000 جنيه
دلوقتي هنتخيل اننا نازلين سوق الخضار و هنشتري منه بعض الأغراض
تعلوا نشوف الاسعار لكل سلعة
10 ارغفة عيش ب5 قروش
(( مع الأخذ بالاعتبار ان الاسعار قد تكون لما هو قبل 1992
ممكن تكون في اواخر الثمانينات ))
نحسب المجموع حسب الكمية :
بمعنى ان الأغراض الي تمت شرائتها هتكلف اقل من واحد في الميه من اجمالي مرتب الموظف الشهري
و نحسب نفس كمية البضاعة الي تمت شراءتها
نشوف اسعار السلع دلوقتي كام
كيلو الطماطم ب8 جنيه (800 قرش)
كيلو البصل من تلاته لخمسه (هنحسبها بتلاته)
كيلو المانجا السكري ب10 جنيه
نحسب المجموع حسب الكمية السابقة
116 على الراتب الشهري 4 الاف جنيه
بمعنى ان البضاعة دي هتكلف 2.9 من اجمالي الراتب
في حين لما كانت بتقبض 70 جنيه نفس البضاعة كلفتها 0.71 % من اجمالي الراتب
يعني الفرق تقريبا اربع اضعاف التكلفة
و دا بيوضح هنا ضعف القوة الشرائية للجنيه و عدم تناسب غلاء الاسعار مع ارتفاع المرتبات
ما ترتب عليه تدهور الوضع المعيشي اربعة اضعاف
بمعنى اصح ال70 جنيه سنة 1992 بتساوي 16 ألف جنيه دلوقتي في القوة الشرائية!
عشان تحقق نفس النسبة و التناسب بتاعت 1992
لازم مرتب الموظف يكون 16 الف جنيه
قسم 116 جنيه ( سعر البضاعة المشتراه)
0.72% من اجمالي المرتب و هي تقريبا نفس نسبة ال70 جنيه سنة 1992 (أوائل التسعينات أو أواخر الثمانينات )
و لو حطينا ان ممكن يكون في اخطاء في الذاكرة ( بمعنى ان الاسعار كانت وقتها اغلى شوية) فهنلاقي على الاقل الخسارة 3 اضعاف مثلا بدلا من 4
و العجيب في المقارنة هو إن مرتب الموظف حاليا غالبا مش بيكون 4 الاف جنية قرب المعاش!
في الغالب بيكون الفين , الفين و شوية
و هي من قبل 5 سنين كان مرتبها اقل من الفين قبل قرار ضم الضرائب العقارية في المحليات لوزارة المالية
و قبل كدا كانت بتاخد اقل من جوزها ( موظف في وزارة الزراعة)
يعني 70 جنيه كانت وقتها معدل اقل من الطبيعي بشوية
على خلاف ال4 الاف الي يعتبروا كتير بالمقارنة بالمعدل الطبيعي حاليا
و الأعجب كمان إن المقارنة تمت بين موظف بقاله 15 سنة في الوظيفة
و بين موظف بقاله 35 سنة في الوظيفة !
******
المقارنة دي بتثبت بما لا يدع مجالا للشك عن اختفاء الطبقة المتوسطة في مصر, إلي في عهد عبد الناصر كانت الطبقة الكاسحة
أو على الأقل كانت بتمثل شريحة كبيرة من الشعب المصري
حاليا مع الغلاء الي أثر على المواطن و أضعف من قدراته المالية و نزلها للربع (حسب المقارنة) أدى الى انتساب موظفي القطاع العام للطبقة القريبة من الفقيرة (يادوبك فوق خط الفقر بسنة في حالة اعتماده فقط على العمل الحكومي)
خلافا على عدم توظيف الدولة للشباب الجديد حتى اصحاب الشهادات الجامعية , غير زمان كانت الدبلومات بتتوظف (زي خالتي في المثال)
كل دا بيثبتلنا البلد دي حالها راح لفين
لكن قصاد دا , فكرت بطريقة عكسية
اذا كان المواطن خسر تلت تربع قدرته الشرائية
يبقى التاجر كسب 4 اضعاف الي كان بيكسبه زمان
طيب هل الزيادة بتنعكس على البائع ؟
لأ , البائع بيشتريها غاليه اصلا من التاجر
و لا بتنعكس على الفلاح حتى
و من هنا كمان بيتضح أسباب صعود الطبقة فاحشة الغناء على حساب الطبقة الوسطى
بمعنى ان الأفراد دول صعدوا للطبقة الغنية على حساب الطبقة المتوسطة و مصت جيوبها و اسطقتها الى الطبقة الفقيرة !!
فما تستغربش لما تشوف مدن جديده فيها قصور
و عشوائيات فيها بيوت صفيح !
ما تستغربش من ناس عايشه في بسين و حدائق بمساحات كبيرة
و بين ناس عايشه في القبور !
الأحداث الي بتحصل في سوريا خلتني أشوف مناطقهم عامله ازاي
لأن النظام في سوريا هو في اغلبه قطاع حكومي شبيه بفترة حكم عبد الناصر لمصر
بلاحظ في سوريا التواضع في اغلب العمران
مش عندهم مدن جديده فيها قصور و فيلل زي مصر
لكن في نفس الوقت مش عندهم عشوائيات زي مصر
و دا بيعكس سوء التخطيط في مصر الي اتظلمت فيها الطبقة الفقيرة و المتوسطة لحساب الطبقات الغنية و سمح للقليل من منتسبي الطبقة الوسطى للوصول إلى الغناء الفاحش من خلال الجشع في التجارة و الاحتكار و خلافه
الاسعار في مصر باقيت أغلى من اسعار بلاد غنيه زي السعودية
و لو استمر الوضع كدا في الغلاء مش بعيد الاسعار عندنا تبقى زي امريكا و البلاد الي فيها قوة شرائية عالية و مرتبات ضخمه !
العملية مالهاش علاقة بقيمة العملة و الغلاء
لان في مصر قيمة العملة انخفضت للنصف فقط من 1992 الى 2012
و أكثر بقليل مع الأخذ بالاعتبار هبوط الدولار
و امريكا نفسها شهدت انخفاضات كتيره
و دا مثال بالارقام و الاحصائيات مقارنة قيمه الدولار اول ما طلع بقيمته على مر العقود
الغلاء في العالم كلو بيحصل و قيمة العملات بتزيد و بتنزل و مثال دا امريكا زي ما وضحنا
لكن قصاد كدا الرواتب بتزيد بنفس قيمه الغلاء و اكثر و هو ما لا يؤدي الى الاضرار بالقيمة الشرائية للمواطن العادي
اما في مصر فالقيمة الشرائية للمواطن في هبوط مستمر مع الغلاء الفاحش للأسعار كل عام و عدم تناسب زيادة المرتبات معها
ان كيلو المانجا قل 2 جنيه عن السنة الي فاتت
أحبيبي يا مرسي