عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-03-2009, 09:11 PM   #101

عراقي
عضو فوق الوصف
 

 رقم العضوية : 7731
 تاريخ التسجيل : Oct 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : العراق
 المشاركات : 2,602
 النقاط : عراقي has a reputation beyond reputeعراقي has a reputation beyond reputeعراقي has a reputation beyond reputeعراقي has a reputation beyond reputeعراقي has a reputation beyond reputeعراقي has a reputation beyond reputeعراقي has a reputation beyond reputeعراقي has a reputation beyond reputeعراقي has a reputation beyond reputeعراقي has a reputation beyond reputeعراقي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3986
 قوة التقييم : 2

عراقي غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر MSN إلى عراقي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عراقي
أوسمة العضو
افتراضي

ولكن حين نعود إلى موضوعنا الخاص، المسلسلات التركية وسر المتابعة الهائلة لها، في كل الدول العربية. فبرأيي أن هناك مجموعة من الأسباب التي اجتمعت وأدت إلى هذا الأمر. الأول أن هذه مسلسلات تركية، ورغم القرب المكاني لتركيا من الدول العربية إلا أن هناك شبه عازل بيننا وبينهم، فتركيا شبه مجهولة حتى الآن. معلوماتنا عن نمط العيش التركي وأسلوب التعامل، حتى الأسماء وأذواق الطعام واللبس والطبيعة، كل هذه الأشياء وغيرها مما يكون المزاج التركي، كانت معلومات تنقصنا. وهذا الحاجز بين الثقافتين له أسبابه التاريخية المعروفة، فالأتراك كانوا قادة الدولة العثمانية التي كانت تحكم أغلب الدول العربية ولا يحتفظ العرب بكثير من الذكريات الجميلة عن الحقبة العثمانية من الحكم. أيضا الأتراك، بشكل أو بآخر، يرون أن العرب خذلوهم في الحرب العالمية الأولى ووقفوا في صف أعدائهم من الإنجليز والفرنسيين. تركيا بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية وتكوين الجمهورية التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، قطعت كثيرا مع هذه الحقبة وأدارت ظهرها للمنطقة العربية وتوجهت غربا وهذا ربما ما زاد من حالة البعد بين الثقافتين ذات المشتركات المتعددة. وفيما تفرق السياسة بين الناس نجد أن الفن يعود ليجمعهم ويقرب بينهم من جديد.

إذن طرافة الموضوع وجدته سبب لمستوى المتابعة المرتفع ويمكن لنا أن نتوقع أنه في حال عرض مسلسلات إضافية مع الوقت فإن المتابعة ستخف وتصبح طبيعية، في وضع شبيه بما مرّت به المسلسلات المكسيكية. من الأسباب أيضا التي أدت، برأيي، إلى نسبة المتابعة العالية، هي حالة الرومانسية العالية في المسلسل. وهي نقطة قويّة للمسلسل ونقطة ضعف كبيرة جدا في الفن العربي خصوصا في الفترة الأخيرة. فمقارنة بالأعمال الكوميدية والتاريخية تبقى الأعمال الرومانسية الأقل حظا وتواجدا ضمن الأعمال الفنية العربية. جاءت هذه المسلسلات لتملأ هذا الفراغ الكبير لدى المشاهد العربي. حاجة الفرد العربي للرومانسية عالية جدا فهو يعيش وسط ظروف عامة تؤدي إلى جفاف كبير. جزء من هذا الجفاف يعود للطبيعة الجغرافية التي تغلب عليها الصحراء وجزء منه يعود إلى طبيعة الثقافة العربية الصحراوية. هذه الثقافة التي تشكل العادات والتقاليد وروابط الصداقة والزواج وغيرها. هذا الجفاف العام يجعل من الطبيعي أن يبحث الفرد عن شيء من ماء الرومانسية يلطف به الأجواء ويملأ به خياله الذي قارب على الجفاف أيضا.

ومما زاد من رومانسية المسلسلات ارتفاع معدلات جمال الأبطال. وبالتأكيد أن القصة الرومانسية الجميلة يزداد جمالها بازدياد جمال أبطالها. في الثقافة المحلية لدينا، لا أعلم بخصوص باقي الدول العربية، هناك شبه أسطورة عن الجمال التركي. حتى أن الأسر الجميلة يقال إن بها دماً تركياً. وأكثر الأسئلة التي واجهتني بعد زيارتي لتركيا كانت تتركز حول الجمال التركي بالذات، خصوصا حين نعرف أنه جمال قريب للذائقة العربية بحكم قرب المكان.

بعد سؤالي لبعض المتابعين والمتابعات للمسلسلات التركية وجدت أن أحد أهم أسباب المتابعة كان نجاح المسلسل في عرض الكثير من المشاهد الطبيعية الجميلة. وحسب الإشاعات فإن نسبة الإقبال على السياحة في تركيا ارتفعت هذه السنة كثيرا. ومن المعلوم أن تركيا من البلاد التي تتمتع بمناظر طبيعية ساحرة. إسطنبول وحدها تعتبر مشهدا فريدا في جماله. مضيق البسفور الذي يفصل بين جزأي المدينة الأوربي والآسيوي يعتبر آية من الجمال نجح الأتراك في استثمارها.