لماذا لا ندرك مدى حبنا الى هولاء الا بعد الرحيل ؟ لماذا لم نتعلم من تجارب الأخرين ؟ ونقف في تلك اللحظة ونأبى الانفصال _______________________ لماذا لا ندرك قيمة مانملك الا بعد الاحساس بفقدانه لماذا لانشعر بقيمة من حولنا الابعد أن يغادرونا .. لماذا لانشعر بجمال الحياة الابعد أن نتجرع مرارتها لماذا لانعتبر من دروس الآخرين الا اذا تلقينا الدرس ذاته لماذا لانحسن الظن بالآخرين الا بعد أن نسيئ فهمهم لماذا لا نحنّ الى وداعة نفوسنا الا بعد أن نشبعها قساوةً وظلماً.. هي بعض التساؤلات الموجهة لأرواحكم ولستم مطالبين بالرد عليها
_____________
كانت هذه التساؤلات .. محور موضوعي في قسم بقلم الاعضاء .. والآن أحببت أن استشهد بها حين رأيت تساؤلاتك .. وهي تراود الكثير منّا لكنها غالباً ماتقّبع في ذواتنا .. وفي حنايا أرواحنا .. ولا تظهر الا بشكل متأحر ..أو بعد فوات الأوان والأجوبة عليها موجودة.. وليست مفقودة .. فلكل قفل مفتاح ولكن ... نحن من أضعنا مفاتيح أقفالنا .. بعد أن أغلقنا الباب على سراديب أعماقنا.. ولم نقف معها وقفة صدق حقيقية .. والا كنّا استشعرنا الجواب قبل أن تكتب النهاية .. ولكن مهلاً .. قبل أن تشعر اني احبط من معنوياتك وحتى لا أكون مجّحفة بحقك سأقول لك شيئاً.. فيما يخص معاناتك وحزنك الآن فهذه ردة فعل طبيعية ..وأوقات صدق حقيقية ..لأننّا عندما نقف على اطلال نفوسنا ..
ونستفقد أحبابنا حتى بغيابهم ..وانقطاع أخبارهم ..
ونسترجع كل ذكرياتنا معهم ونقتات بها لنشبع نهمنا العاطفي .. لهم
وجوعنا الروحي ..لأرواحهم .. فذاك هو الحب الصادق الحقيقي بأسمى
معانّيه .. وقمة الوفاء أن نحاول نسيانهم أو على الأقل تناسيهم بهذا
الكم من الاخلاص وهذا الدّفق من الأحاسيس والمشاعر الموجعة ..! وهذا مايشفع لك أمام نفسك اولاً وأخيراً ..
أخي الفاضل ..من نعّم الله علينا نعمة النسيان ..
ومع ذلك .. لن أقول لك أنساها مطلقاً
فالحل الأول والأخير بيد الله عزوجل كما ذكرت لك في ردي السابق على موضوعك فأنا أريد وأنت تريد والله يفعل مايريد .. فقط تحلى بالصبر والرضى بقضاء الله وقدره
حتى تستطيع الاستمرار والتعايش مع وضع ليس بجديد عليك ..!
وكن على ايماناً ويقيناً ان الله لن يخذلك . بدد الله آلامك بمسرات وأفراح .. مع جزيل شكري وتقديري ..لقلمك العذب رغم مداده الحزين نغم الشام
|