[شريف القناوى]

الزهرة الاخيرة

فى ليلة دافئة قررت ان تكون المفاجأة .اعددت كل شئ ولم انسى ؛فتلك الزهور تملئ المكان ..الفل والياسمن يعطر كل ركن من الاركان .لم انسى تلك السفرة فقد تزينت بارق الالوان والشموع تسحر المكان اعددت لها كل الاصناف فى تحب النظام ولم انسى الموسيقى التى تشجى الاسماع .كيف لى ان انسى وقد مرت علينا كل تلك الاعوام نعيش فى حب وسعادة وحنان لم نتغير يوما عن زمان سوء الشعر الابيض غطانا بالواقر .لم يكبر حبنا ظل شباب كما هو ..اتذكر كل شئ كانت بنت الجيران وكنا لا نفترق الا بوعد على اللقاء .كانت همسة رقيقة تداعب الزمان عيناها بحر من بحور الحياة تزوجنا والكل قال ستمر الايام وتموت زهرة الحب وسط مشاغل الحياة .لكن ظلت تلك الزهرة تكبر وتتلون بازهى الالوان .لذلك فى كل عيد لابد ان اهديها باجمل زهرة فاليوم حبيبتى ستكون الزهرة العشرين تلك الزهرة فريدة وعجيبة حصلت عليها بعد مشقة وطول انتظار ارسلت فى طلبها من اقصى البلاد كنت رايتها يوما على الانترنت واعجبتنى وقررت انها ستكون الزهرة العشرين .ستضحكين كعادتك والى البومك القديم تجرين وتضعى الزهرة العشرين ليكتمل الالبوم بها ومن العام القادم سنبدء البوم جديد .ستظلى تقلبى صفحات الالبوم وتتذكرى كل زهرة وكل عيد .دقت الساعة معلنة وقت الوصول خرجتى منذ زمن طويل ولن تتاخرى عن موعد رجوعك واليوم بالذات اكيد.لكن الدقائق تتحرك والثوانى تجرى ولا جديد لما التاخير .طلبتى ان تشترى وخرجتى مسرعة اعلم ان كل منا يتظاهر بنسيان العيد.ونتفاجئ ونحن على يقين ان كل منا لن ينسى هذا اليوم ابدا.جلست امام الساعة انظر اليها وطال النظر وبدء القلق يسرى فى اوصالى .لما تاخرتى وانتى لم تفعليها يوما فانتى تحترمى المواعيد وتعلمين انى ساعد كل شئ مثل كل سنة وانتظرك خلف الباب ومعى زهرة العيد .اخيرا اسمع طرقات على الباب لكن معها المفتاح او انها تحمل معها مفاجاة وتريدنى ان افتح الباب .امسكت الزهرة بسرعة وركضت الى الباب وفتحت الباب وانا امد يدى بالزهرة .لكن توقفت يدى فلم تكن هى بل شرطى يقف امام الباب ويسالنى عن اسمى وتركته يحكى ويخبرنى .فجاءة سقطت الزهرة من يدى وارتطمت بالارض وتفتت اوراقها وضاعات الالوان فالكلام لا استطيع ان اتحمله تلك كانت الزهرة الاخيرة ليس فى الالبوم حبيبتى ولكنها فى حياتك ايضا تعبرين الشارع فرحة تمسكين الهدية بيدك تتذكرين كل شريط حياتنا كل لحظاتنا السعيدة وتظهر من العدم سيارة مسرعة تصل اليك فى لمح البصر قبل ان تدركى ما حدث وينتهى كل شى ويعود السكون .تلك الزهرة الاخيرة دفنت مكسورة مبعثرة بجوارك .فانها حبيبتى الزهرة الاخيرة لقصة حياتى .


شريف القناوى