القصيده رقم (3) إماره الشعر
إذا انتقَى السفيه رُؤاً و انتظر .... لعل المِدَاد يَتَّقِي الحِكَم فتحسَّر
قلمي يُسَبِّحُ اللهَ فأنَّى يتقهقر ؟! .... إنْ أطاع الحُمق جُنَّ و احتضر
سَلْ لِمَنْ الهجاء اليوم مُسَخَّر .... أَوَنَسَى الأبكمُ أَنَّ الأفيقَ انتصر ؟
ذا حرفٌ بَعَثَ الشِعر و أصَر .... ألّا يغادر الجهلُ إلا و اعتبر
تولَّى الفتى عن القرآنِ و تَعَثَّر .... يتوسل العَجَم إذْ يَتَسَلَّى بالأفقر
و لستُ أتْبَع الأخطل و لو بَر .... ترى اللغةَ عند السَّرايا تُهدَر
هاتِ روحي أعيد سَنَا اندثر .... ما مات الكَلِم و لكنه باقي بِقَدَر
رَادَ الأمس زائرُه و اليوم أعذر .... أجني سكرات القريض بِرَصٍ غَر
الكل يهذي بِهِن و الوَصْل أَمَرّ .... يندس الحب في بيتٍ أصلُهُ فَر
عجبتُ من ثِقًلِ لسانٍ قد تَنَكَّر .... أهو إمام أم مليك للحقِ استنكر ؟
عَسَى الدهر يدور لأبجديتي أثأر .... لكن العمر راحل و موتي أبكَر
علام قيل أنك شاعر الدُّرَر ؟ .... تبغي إمارة هي أماني الوَزَر
ضَنَّ المعلمُ و ضَنَا حبي و نَحَر .... إنْ أكتبْ النسيب تَجَلَّى و مَكَر
ظَعَنَ أبي و ما آلٌ يروي الشجر .... لا أهيمُ فاعلمْ لِمَنْ الورقُ خَرّ
أحياني بِجُودِهِ في الوجود أتفكر .... أَمَا خلقنا لنخبرهم عن الجَوْهَر ؟
بَذَخَ شِعري لكن جِبِلاً منه نَفَر .... يفيضُ ألمي و كَأَنَّ قلمي انكسَر
ليس الأمير بين الشعراء الأقدر .... و لولا أثارُه ما جئتُ إليه أتشكر
أَرِحْنَا بالكلمات التامات لا تتكبر .... فَمِمَّن رحلوا تركوا الرثاء للأبهر
صَهٍ للحَكَم فالمراد باللفظ حَضَر .... إما أفتوني بالهَزْلِ فلن أتستر
أو دعوني بالجزل فسأنظر النَهَر .... لأمهل الإمارة لمَنْ يُعَلِّمَنِى فتذكر
جَفَا الحبرُ تُرْجُمَانَ كتابي المُختبَر .... يعاتبني في كَمَدٍ و الصبرُ أدبَر
عُذْر حَسْبه الوَقْر يفطنه الحجر .... بألا يَعِي غايتي سوى القَدَر
هل شَقَّ الدرب إمرؤ إذْ فَجَر .... يُلاحِد المعاني عَرْبَد قد تجبر ؟
صَدَقَ قولُ عمر فمَنْ آثَر ؟ .... و إنَّا مُشَرَّدو الشِعر يأوينا السَّحَر
فكم مِنْ جزاءٍ فِرية تُبْتَكَر ؟ .... و أنَا لن أرتجل إذا أحدكم أَمَر
دَعْ المدحَ فهذا خَطْبٌ أكبر .... و خَاطِبْ الأمراء كما أنت بِحَذَر
هذا هو شِعري و ليكن الذَّر .... تُراث أجدادي بَرِحَ مَنْ أَقْبَر
|