[CuOp!D]

الديكتاتورية في كرة القدم...عشناها ونعيشها ولن تنتهي مع الرأس ماليين...






كلمة نسمعها في عالم السياسة.. نقرأها في الكتب..نهتف ضدها في المظاهرات والمسيرات..نتعايش معها ربما في حياتنا اليومية والشخصية..




الديكتاتورية، صفة أو حالة مرضية، يمكن أن تصيب أي شخص في المجتمع قابل ومستعد لتقمصها، تسيطر على قراراته أو آرائه أو تصرفاته أو حتى كلماته.

هناك في المدرسة يوجد مدرس ديكتاتور مع تلامذته وناظر ديكتاتور مع موظفيه، وفي البيت الزوجة قد تُعاني من ديكتاتورية زوجها، وعلى كرسي رئاسة أو إدارة أي مجال من مجالات هذه الحياة يمكن أن ترى هذه الشخصية المتسلطة التي تحتكر الحرية لنفسها.






الشخصية الديكتاتورية يمكن أن تصادفها في أي مكان وفي أي وقت حتى في عالم الساحرة المستديرة، كرة القدم لم تسلم من الديكتاتورية في معظم قرارات الاتحاد الدولي "الفيفا" والذي حاول مؤخراً استئصال هذا المرض اللعين باستشارة جُل الجهات الكروية قبل اتخاذ قرار اعتماد تكنولوجيا خط المرمى.

والأندية لم تسلم من ديكتاتورية الرؤوساء والمدربين وتفاقم الوضع مع تدخل الرأس مالية في غرف صناعة القرار، وما أكثر المظاهرات الاحتجاجية التي خرجت في مدينة مانشستر ضد مالك مانشستر يونايتد "جليزر" عامي 2006 و2010 احتجاجاً على طريقة إدارة للنادي وعدم انفاق الأموال اللازمة، ولا ننسى الطريقة الساخرة التي كان يعترض بها عشاق برشلونة على الرئيس "خوان جاسبارت" بالمناديل البيضاء وكذا المدرب الهولندي "لويس فان خال" في كامب نو عام 2000 خلال إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عندما خسر أمام فالنسيا في مجموع المباراتين 3/5...إذاً الديكتاتورية تستفز كل الناس حتى الذين يعيشون الرفاهية.




كلمة ديكتاتور أبتكرت في العاصمة الإيطالية روما، لكنها كلمة مأخوذة من فعل "يملي" بالإنجليزية (Dictate)، ومصدر الكلمة "إملاء" أي بالإنجليزية (Dictation) والفلاسفة اختلفوا في تعريفها، البعض قال أنها صفة لشخص يَحكم دون شورى، والبعض الآخر قال أنها شكل من أشكال السلطة المطلقة في يد فرد واحد، لكنهم اتفقوا على أن تعاظمها يزيد كلما زاد الرصيد المالي وتشعبت علاقات ونفوذ شخص ما.






لقطة اليوم | أظهر عشاق نادي تشيلسي الإنجليزي لافتات اعتراضية تدين قرار مالك النادي
"رومان أبراموفيتش" بإقالة المدرب الإيطالي الشاب "روبرتو دي ماتيو" من تدريب الفريق بعد الإنجازات التاريخية التي حققها في غضون ثلاثة أشهر بعد إقالة المدرب البرتغالي "آندريه فيلاش بواش".

أنصار تشيلسي تعاملوا مع أبراموفيتش بمبدأ "أتق شر الحليم إذا غضب"، فقد صمتوا وكظموا عيظهم طويلاً عقب إقالة مورينيو، سكولاري، أنشيلوتي وبواش إلى أن حان موعد الإنفجار في وجه الطاغية وربما يزداد الهجوم إذا تراجع مردود الفريق فهذه اللفتات التي أشهروها قبل وأثناء وبعد مباراة تشيلسي ومانشستر سيتي على ملعب ستامفورد بريدج يوم أمس الأحد في الجولة الـ13 من البريميرليج كانت البداية لمرحلة الاحتجاج على طريقة إدارة الروسي، فلم يترددوا للحظة في استقبال رافا بهذا الاسلوب الصارم بكتابتهم على عدد من اللافتات "رافا اخرج..رافا ارحل..عشاق النادي لم ينسوا".




رومان أبراموفيتش يدير تشيلسي بمبدأ "بفلوسي يا..." دون الاستعانة بخبرات من هم حوله في مجلس إدارة النادي، وهذا أحد العيوب الكبرى في إدارته للنادي والتي قد تؤدي لانتهاء أسطورته عاجلاً وليس أجلاً.

القرارات المتخذة منذ عام 2007 متسرعة وطائشة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ليس فقط مع المدربين بل مع اللاعبين، فكيف للاعب مثل آرين روبن يرحل عن صفوف الفريق بهذه السهولة؟ وكيف لمهاجم عظيم مثل دروجبا ترفض الإدارة تجديد عقده لموسمين بعد جلبه لدوري أبطال أوروبا ؟ وكيف لمساعد مدرب كستيف كلارك أو راي ويكلينز يتم تصفيتهما بهذه البساطة؟






لا يمكن لأي إداري عاقل في تشيلسي يفهم بالفعل في كرة القدم الإقبال على مثل هذه القرارات الهوجاء إلا إذا كان هناك رجل واحد خلفها أصابه مرض الديكتاتورية الرياضية.

في الموسم الماضي طالبت جماهير بلاكبيرن روفرز بإقالة المدرب ستيفن كين من تدريب الفريق، وخرجوا في مظاهرات حاشدة في شوارع المدينة بلافتات وأعلام ضخمة لانتقاد ديكتاتورية الإدارة الهندية للنادي، لكنهم كابروا وأصروا على موقفهم وبنوا عداوة كبيرة مع جماهيرهم ليدفعوا الثمن باهظاً بالهبوط للدرجة الأولى في سابقة لم تحدث منذ بداية تسعينيات القرن الماضي.

تشيلسي يعيش خطر كبير مع الديكتاتور الروسي، فبهذه الإدارة تشيلسي في الطريق نحو نهاية مأساوية وانتكاسة حقيقية ستبدأ في البريميرليج..ففي الموسم الماضي لولا تألق دروجبا مع دي ماتيو في جلب دوري أبطال أوروبا لعاش الضياع منذ بداية الموسم الحالي باللعب في الدوري الأوروبي وخسارة أرباح المشاهدة التلفزيونية والإعلانات إلخ من أمور تجارية.

قرار إقالة بواش لم يكن قراراً صائباً بالمرة، وتجلى انفراد أبراموفيتش باتخاذ هذا القرار من خلال التصريحات التي قالها رئيس النادي "رون جورلاي" بتمنيه بقاء بواش لـ10 سنوات وصناعة فيرجسون جديد.

وعشاق تشيلسي يعرفون جيداً أنه قد لعبت عدة عوامل مع دي ماتيو للفوز بالبطولتين غير أن هناك عوامل أخرى عرقلته في الدوري وأدت لاحتلاله للمركز السادس، وبديله "رافائيل بينيتيز" ليس بالمدرب الرائع والخطير في عملية تجميع النقاط كما يظن البعض فقد خسر الكثير من النقاط السهلة أثناء فترة تدريبه لليفربول، وكانت أفضل إنجازاته في مباريات الكؤوس، دوري أبطال أوروبا وكأس كارلينج وكأس الاتحاد الإنجليزي.

لقطة اليوم | ثمن الكرامة والحرية فادح..ولكن ثمن السكوت عن الذل والاستعباد أفدح - شكراً جماهير تشيلسي !
جماهير تشيلسي تعترض على قرار إقالة دي ماتيو وتطالب بخروج رافا بينتيز أثناء أول مباراة يخوضها مع الفريق أمام مانشستر سيتي على ملعب ستامفورد بريدج - الجولة الـ13 من البريميرليج، 26 نوفمبر