،
" .. هذِه رسالة إليك يا الله ,
لَن يحملها سُعاة البريد .. ولن يوصلها إليك أولئك الرسل المنتشرين بين السمآء والأرض ,
هذه رسالة أليك مباشرة ,, بِلا وسطآء !
يا الله ،
لم تكن المرة الأولى التي أشعر بك قريباً إلى حد أن تحيط بي ،
وأن أكون في عينك ،
وماستغربتُ أن تفتح الأبواب لصلواتي ، التي مافتئتُ أرفها إليك منذ أن تشعت بي الطرق ،
وغدا اختيار أحدها موتاً لا مهرب منه ،،
كلما حذفت من أمامي خياراً ، وقلصت مساحات الحيرة المترامية ، آمنتُ بك أكثر
وآمنتُ بأن دربي الذي أسير فيه صحيح ، لأن لا أحد غيرك يستطيع أن يتدخل في اللحظات الأخيرة
ليحول بيني وبين ملك الموت ،
اليوم كنتُ أبكي , وكانت عشرات الوجوه في المرايا على السلم المهجور , تبكي معِي
ساكبة دمعها في قلبي ، وبينما أنا أحاول صنع دعوات تليق بك لأرفعها إليك ، مضت تلك الوجوه الكثيرة تتوسل إليك يا الله أن تُلهمني نوراً أسترشد به قبل أن يحيق بي الظلام ،،
أنا هُنا يا الله ، مُجردة من كل شيء
إلا من مطر ينهمر من سمآئِك ، ومن شكر لا يليق إلا بك ، ولا أفيك رغم كل ذلك
شكراً لك يا الله ، لاني في كل مرة أحاول الصعود إليك ، تنزل إلي
وتهمس في أذني : " لستِ وحدك "
وماكنتُ يوماً وحدي يا الله وأنتَ معي
،،
كتاب " غرفة خلفيـة " - هديل الحضيف - رحمها الله -
لله درك يا هديل !