عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-11-2012, 06:43 PM   #2

توحد ارواح

اداريه سابقه

 

 رقم العضوية : 82168
 تاريخ التسجيل : Mar 2012
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : المنصوره
 المشاركات : 76,483
 الحكمة المفضلة : كن جميلا ترى الوجود جميلا
 النقاط : توحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond reputeتوحد ارواح has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 5270345
 قوة التقييم : 2636

توحد ارواح غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

عبقرى المنتدى المركز الاول مسابقه  تنشيط الصحه وسام تميز القسم العام 2016 مسابقة شغل مخك وسام مسابقة انا بعرف اكتب وسام الشخصيات التاريخيه حملة تنشيط الصحة مسابقة السياحة والشخصيات التاريخية وسام حملة تنشيط قسم التنميه البشريه 2015 مركز اول وسام النشاط العام لشهر أكتوبر 2015 

افتراضي

[ALIGN=CENTER]





نشأة الخلافة الأموية:


تأسست الخلافة الأموية عام الجماعة سنة 41 هـ، إِثْر تنازل الحسن بن علي لمعاوية بن أبي سفيان جميعًا عن الخلافة؛ رغبةً في حقن دماء المسلمين، وتوحيدًا لكلمتهم بعد الذي حدث في الفتنة الكبرى من أحداث ومعارك، فكانت هذه النشأة قمعًا لأهل الفتنة، وتخييبًا لآمالهم، وما كانوا يرجونه لأمة الإسلام من الشر، كما كانت مصدرَ سعادةٍ واستقرارٍ للمسلمين بعد الفتن والقتال؛ ولذا كانت خلافة معاوية تامَّة الشرعية.

الأمويون بين القوة والضعف:


يتكون تاريخ الدولة الأموية من عصرين للقوة؛ امتد الأول من عام 41 إلى 64 هـ، وشمل عصر خليفتين هما: معاوية بن أبي سفيان ، وابنه يزيد. وامتد الثاني من عام 86 إلى 125هـ، وشمل خمسة خلفاء هم: الوليد بن عبد الملك بن مروان، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز بن مروان، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك.
كما كان هناك عصر ضعف قصير امتد من عام 125 إلى سقوط الدولة في 132هـ، وشمل عددًا من الخلفاء.
وكان هناك عصر فتنة، وصراعات بين المسلمين، وقتال على الحكم من عام 64هـ إلى 86هـ، بدأ بمعاوية بن يزيد بن أبي سفيان، مرورًا بمروان بن الحكم، ثم ابنه عبد الملك بن مروان.


الخليفة المؤسس والبداية القوية:


أمّا بالنسبة لعهد القوة الأول، فقد بدأ مع أول خليفة أموي، وهو معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وهو صهر رسول الله ، وقد قيل: إنه أسلم قبل أبيه وقت عمرة القضاء سنة 7 هـ، وبقي يخاف من اللحاق بالنبي بسبب أبيه، ولكن ما ظهر إسلامه إلا يوم الفتح، فيُروى عنه أنه قال: "لما كان عامُ الحديبية وصَدُّوا رسول الله عن البيت، وكتبوا بينهم القضية وقع الإسلام في قلبي، فذكرت لأمي، فقالت: إياك أن تخالف أباك. فأخفيتُ إسلامي، فوالله لقد رحل رسول الله من الحديبية وإني مصدق به، ودخل مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم، وعلم أبو سفيان بإسلامي، فقال لي يومًا: لكنَّ أخاك خير منك، وهو على ديني. فقلت: لم آلُ نفسي خيرًا، وأظهرتُ إسلامي يوم الفتح، فرَحَّبَ بي النبي وكتبتُ له. وقد كان من رواة حديث رسول الله ؛ فمعاوية روى عن رسول الله أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما من السنن والمسانيد، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين، ومسنده في (مسند بقيّ) مائة وثلاثة وستون حديثًا، واتفق البخاري ومسلم على أربعة منها، وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة، وقد عمل الأهوازي مسنده في مجلد.


حركة الفتوح في عهد معاوية




كانت الغارات على بلاد الروم أثناء خلافة معاوية لا تنقطع صيفًا أو شتاءً، وكان الغرض من هذه الغارات استنزاف قوة العدو، والمحاولات الحثيثة لنشر الإسلام في هذه البلدان، ومن أشهر القواد المجاهدين في بلاد الروم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وبُسْر بن أرطأة الذي تقدم على رأس شاتية عام 43هـ حيث اقترب من القسطنطينية، ومالك بن هبيرة، وأبو عبد الرحمن القيني وعبد الله بن قيس الفزاري، وفضالة بن عبيد الأنصاري، وغيرهم كثير.






وكان هدف هذه الغزوات جميعها القسطنطينية، وفي عام 50هـ جهز معاوية حملة كبيرة من البر والبحر لتغزو القسطنطينية، وأعطى قيادة جيش البر لسفيان بن عوف الأزدي، وجعل ابنه يزيد في قيادة الحملة إلا أن يزيد لم يخرج مع الحملة، أما الأسطول فقد قاده بسر بن أرطأة، وحوصرت عاصمة الروم، وجرت اشتباكات بين الطرفين خسر فيها المسلمون خسائر كبيرة، فعمل معاوية على إرسال نجدة كبيرة بقيادة ابنه يزيد ومعه أبو أيوب الأنصاري، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن العباس. وبوصول النجدة ارتفعت معنويات المجاهدين فاشتد الحصار، وأصاب المسلمون من الروم وإن لم يستطيعوا فتح القسطنطينية، وقد استُشهِد في هذا القتال أبو أيوب الأنصاري وعبد العزيز بن زرارة الكلابي، وقد كانا على رأس الذين يثيرون حماسة المجاهدين.






استطاع معاوية أن يضيق الخناق على الدولة البيزنطية بالحملات المستمرة والاستيلاء على جزر رودس وأرواد، وقد كان لجزيرة أرواد أهمية خاصة لقربها من القسطنطينية، حيث اتخذ منها الأسطول الإسلامي في حصاره الثاني للمدينة أو حرب السنين السبع 54- 60هـ قاعدة لعملياته الحربية، وذلك أن معاوية أعد أسطولاً ضخمًا وأرسله ثانية لحصار القسطنطينية، وظل مرابطًا أمام أسوارها من سنة 54هـ إلى سنة 60هـ، وكانت هذه الأساطيل تنقل الجنود من هذه الجزيرة إلى البر لمحاصرة أسوار القسطنطينية، وقد أرهق هذا الحصار البري والبحري والبيزنطيين كما أنزل المسلمون بالروم خسائر فادحة، وعلى الرغم من ذلك فلم يستطع المسلمون فتح القسطنطينية.




ومن أجل بناء أسطول إسلامي بحري قوي، أقام معاوية دارًا لصناعة السفن البحرية في جزيرة الروضة بمصر عام 54هـ.


كما نفذ معاوية خطة لنقل أعداد من العرب المسلمين إلى الجزر في البحر الأبيض المتوسط؛ لحمايتها ونشر الإسلام على ربوعها.


فتم نزول المسلمين بصقلية عام 48هـ، واستطاع فضالة بن عبيد الأنصاري فتح جزيرة (جربا) عام 49هـ، وقد سار إليها على رأس شاتية في ذلك العام.


وعندما تولى معاوية بن حديج أَمْرَ المغرب فتح بنزرت عام 41هـ، كما دخل قمونية موضع القيروان عام 45هـ، وأرسل عبد الله بن الزبير ففتح سوسة في العام نفسه، ورجع معاوية بن حديج إلى مصر فتولى أمر المغرب رويفع بن ثابت الأنصاري، وبقي عقبة بن نافع على برقة ففتح (سرت) و(مغداس) وأعاد فتح ودَّان، ودخل فزَّان، ووصل إلى جنوبها إلى كاوار، ودخل غدامس وقفصة وابتنى القيروان، كما فتح كورًا من بلاد السودان.




وفي عام 50هـ تولى أمر مصر مسلمة بن مخلد فعزل عقبة بن نافع عن أمر المغرب وولَّى أبا المهاجر دينار فوصل إلى المغرب الأوسط، هذا ما كان أيام معاوية في إفريقية.




أما في الجبهة الشرقية للدولة الإسلامية فقد غزا المسلمون بلاد اللان عام 41هـ، وفتحوا الرخج وغيرها من بلاد سجستان عام 43هـ، ودخل الحكم بن عمرو الغفاري منطقة القيقان في طخارستان وغنم غنائم كثيرة عام 45هـ، كما فتح المسلمون قوهستان، وفي عام 55هـ قطع عبيد الله بن زياد نهر جيحون ووصل إلى تلال بخارى.




وغزا المسلمون في عام 44هـ بلاد السند بإمرة المهلب بن أبي صفرة كما غزوا جبال الغور عام 47هـ، وكان المهلب مع الحكم بن عمرو الغفاري، وكان سكان المنطقة الشرقية ينكثون بالعهد مرة بعد أخرى، ويعود المسلمون لقتالهم ودخول أراضيهم؛ لذلك نلاحظ أن مناطق تلك الجهات قد فُتِحَت عدة مرات، واستمرت مدة من الزمن على هذه الحال حتى دانت نهائيًا أيام الوليد بن عبد الملك.

والحق أن ثمرة الفتوحات الإسلامية التي تجلت في عهد الوليد بن عبد الملك -رحمه الله- كانت النتيجة الطبيعية لسياسة الخلافة الأموية التي ابتدأها معاوية .




اتساع رقعة الدولة الإسلامية:


إنها صورة من صور عزة المسلمين التى عشناها قديما !!




إنها صورة - او بالأصح - "خريطة" توضح الفتوحات الاسلامية فى عهد الدولة الأموية وهى رد على الروافض او من على شاكلتهم فى الطعن والقدح فى الدولة الأموية وفتوحاتها وخدماتها التى قدمتها للإسلام



الوصف :


خريطة توضح فتوحات الدولة الأموية في اراضى اوروبا بعد الأندلس !!!



انظروا كيف وصل اجدادنا الى مدينة "سانس" الفرنسية والتى كانت تبعد 15 ميل فقط عن عاصمة فرنسا الحالية "باريس" !!!!!



يالله !!!



ملكنا هذه الدنيا قرونا *** وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء *** فما نسى الزمان وما نسينا
وأصبح لا يُرى فى الركب قومى *** وقد عاشوا أئمته سنينا
وآلمنى وآلم كل حر *** سؤال الدهر : أين المسلمونا !!


واتسعت فتوحات الدولة الأموية اتساعا عظيما ، منذ عهد معاوية الذي لم تكد تستقر له الأوضاع حتى جهز الجيوش وأنشأ الأساطيل ، وأرسل قواده إلى أطراف الدولة لتثبيت دعائمها ، بعد أن حاول الفرس والروم استغلال فترة الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ‏.‏


*وقد أخضعت هذه الجيوش ثورة فارسية هدفت إلى الامتناع عن دفع الجزية ‏.‏ ثم توغلت جيوشه شرقا ، فعبرت نهر جيحون ، وفتحت بخارى وسمرقند وترمذ ‏.‏


*ومن الجهة الرومانية ، كان الرومان قد أكثروا من الغارات على حدود الدولة الإسلامية في الناحية الشمالية الغربية ، فأعد معاوية لهم الجيوش ، وانتصر عليهم في مواقع كثيرة ‏.‏


وبأسطوله الذي بلغت عدته ‏(‏1700‏)‏ سفينة ، استولى على قبرص ورودس وغيرهما من جزر الروم - كما قام بالمحاولة الأولى لفتح القسطنطينية عاصمة الدولة الرومانية الشرقية سنة 48هـ ، فأرسل جيشا بإمرة ابنه يزيد ، وجعل تحت إمرته عددا من خيرة الصحابة كعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وأبي أيوب الأنصاري ، لكن المحاولة لم تنجح ‏!‏‏!‏


ومن الشمال الإفريقي ‏(‏ تونس والجزائر والمغرب الأقصى ‏)‏ امتد الفتح الإسلامي، فأرسل ‏(‏معاوية ‏)‏ عقبة بن ابن نافع سنة ‏(‏50هـ‏)‏ في عشرة آلاف مقاتل ، لتثبيت فتحها، وقد عمل عقبة على نشر الإسلام بين البربر ثم بنى مدينة القيروان ، وفي عهد ابنه الخليفة ‏(‏يزيد‏)‏ وصل عقبة في اكتساحه للشمال الإفريقي حتى المحيط الأطلسي غربا ، وقال هناك كلمته المأثورة ‏"‏ والله لولا هذا البحر لمضيت في سبيل الله مجاهدا ‏"‏ ‏.‏


وفي الشرق اتجهت جيوش عبد الملك بن مروان - الخليفة الأموي الخامس - إلى التوسع في بلاد ما وراء النهر ، وكانت القيادة في هذا الركن للمهلب بن أبي صفرة وليزيد بن عبد الملك ‏.‏ وكان من أبرز الفتوحات في عهد الوليد بن عبد الملك فتح بلخ ، والصفد ، ومرو ، وبخارى ، وسمرقند ، وذلك كله على يدي قتيبة بن مسلم ‏.‏


أما محمد بن القاسم الثقفي فقد فتح السند ‏(‏ باكستان ‏)‏ ‏.‏ وفتح مسلمة بن عبد الملك فتوحات كثيرة في آسيا الصغرى ، منها فتحه لحصن طوالة وحصن عمورية ، وهرقلة ، وسبيطة ، وقمونية ، وطرسوس ‏.‏‏.‏ كما حاصر القسطنطينية أيام سليمان بن عبد الملك ‏.‏


وفي أوربا فتح موسى بن نصير الأندلس ، وبقيت في حوزة المسلمين ثمانية قرون ‏(‏ 92-898 ‏.‏‏.‏ هـ ‏)‏ وكان جزاؤه من بني أمية جزاء سنمار ‏!‏‏!‏



وقد حاول عنبسة بن سحيم الكلبي غزو جنوب فرنسا وفتح سبتماية ، وبرغونية ، وليون - ونجح المسلمون في ذلك نجاحا مؤقتا ، حتى انتهت هذه المحاولات بعيد موقعة بلاط الشهداء التي قادها عبد الرحمن الغافقي - بقليل ‏.‏ ولم يكن لهذه الفتوحات صدى حقيقي ، لأنها كانت أشبه بحملات جهادية فردية ‏.‏



انجازات الخلافة الاموية



الجامع الكبير في قرطبة، الأندلس (إسبانيا حالياً) بني بواسطة الخلافاء الأمويون.
جامع بني أمية الكبير في دمشق بناه الوليد بن عبد الملك باتساع الخلافة الأموية وضمها للعديد من البلاد في الشرق والغرب قدمت الخلافة الكثير من المعطيات لـ الحضارة الإسلامية ، اهتم الخلفاء بالحياة الاقتصادية لمختلف البلاد الإسلامية وبتعين الولاة والحكام ومحاسبة المقصرين منهم ، وفي ارجاء الخلافة المترامية الاطراف كما في العاصمة دمشق اهتموا بالصناعة والعلم والفقه والطب وانشئوا المشافي وقدموا العلاج وشجعوا العلماء وافتحوا المكتبات والمطابع ، وصكوا أول عملة إسلامية ( الدينار الاموي ) ، وعمل الخلفاء الامويون على جمع المسلمين والمساواة والحكم بالعدل واتخذوا من الكتاب والسنة مرجع في إدارة شئون الخلافة ، وساهم الامويون في نشر الدين الإسلامي بشكل كبير في وسط آسيا وحتى مشارف باريس حيث موقعة بلاط الشهداء بعهد الخلافة الاموية في الاندلس, وقد تم بناء أول اسطول بحري إسلامي في عهد الخلافة الاموية .






عصر العلماء و الفقهاء:

زخر العصر الأموي بكثير من العلماء على امتداده الزماني والمكاني، يأتي في طليعتهم جيل الصحابة الذين عاصروا هذه الدولة، وتركوا آثارًا واضحة على الحياة السياسية والاجتماعية فيها، وجيل التابعين الذين أخذوا عنهم، وورثوا منهم، ونشروا علومهم وتراثهم.
ونلاحظ أن أبرز الخلفاء الأمويين كانوا من العلماء، بل من كبارهم وسادتهم مثل: معاوية بن أبي سفيان الصحابي الجليل كاتب الوحي، ومن لا يُنكَر علمه وحِلمُه، وعمر بن عبد العزيز وغيرهم.
وكان كثير ممن يحوط هؤلاء الخلفاء من العلماء والفقهاء الذين لم يقتصر دورهم على تعليم العلم وتدريسه، بل مارسوا السياسة، وعرفوا طرقها، فقلَّل ذلك من شهرتهم في مجال الفقه والدرس، وإن ظَلَّ بعضهم يحتفظ بمكانته في ذلك الميدان، ومن هؤلاء العلماء بعض الصحابة الذين كانوا قريبين من معاوية أثناء حكمه، مثل: حبيب بن مسلمة الفهري، والنعمان بن بشير الأنصاري، والمغيرة بن شعبة، وعمرو بن العاص، ومسلمة بن مخلد الأنصاري، وفضالة بن عبيد الأنصاري، وغيرهم رضوان الله عليهم، كما كان من القريبين من معاوية بعض أبناء الصحابة الأعلام مثل: الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير جميعًا.
ا

نهضة علمية ومعرفية:

أثبتت الدراسات الحديثة أن المسلمين في العصر الأموي عرفوا الكتابة، وتأليف الكتب وتصنيف العلوم، بل إنهم اهتموا بالترجمة إلى لغتهم، والتفتوا إلى معارف الآخرين ينهلون منها.
كما أثبتت هذه الدراسات أن بني أمية كان لهم نصيب كبير في تشجيع ذلك ورعايته، وضربوا بسهم وافر في النهضة الثقافية والمعرفية للأمة الإسلامية، وأن هذه النهضة لم تكن قاصرة على رواية الشعر أو حفظ الأمثال أو معرفة القرآن والحديث فقط، بل امتدت لتشمل جوانب شتى من العلوم النظرية والطبيعية على السواء.
فقد شهد عصر القوة في الدولة الأموية نهضة كبيرة في التفسير وعلوم القرآن والفقه والعقيدة وعلم الكلام، وتألَّق فيه نجم عديد من العلماء الذين ظلَّ المسلمون بعد ذلك يأخذون من علومهم، ويستشهدون بأقوالهم واجتهاداتهم، أمثال ابن عباس وتلاميذه كسعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وشريح بن الحارث الكندي القاضي، وقبيصة بن ذؤيب الخزاعي الذي تولى الكتابة لعبد الملك بن مروان وكان مقربًا منه، وإبراهيم النخعي، ومكحول بن أبي مسلم الدمشقي، وغيرهم كثير.




شملت حركة التعريب في العصر الأموي تعريب سك النقود،

وتظهر في الصورة دراهم أندلسية من القرن الهجري





كان للحركة العلمية في العصر الاموى


دور كبير وبارزة جداً في التمهيد للنهضة العلمية التي سادت في العصر العباسي. فعلى الرُّغم من أن العصر الذهبي للعلوم والحضارة الإسلاميَّين كان في العهد العباسيّ




فقد كان للأمويين دورٌ بارز في التمهيد لهذا الازدهار والتهيأة له، إذ أنهم أرسوا أسس التراث العلميّ الذي بنى عليه العباسيون.


ومن أهم هذه التطوُّرات التي هيأت للنهضة العلمية العباسية

حركة التعريب في عهد عبد الملك بن مروان، الذي جعل من اللغة العربية لغة رسمية للدولة أصبحت تستخدم في كل أصقاعها من المشرق إلى المغرب،


كما ساهمَ الوليد كثيراً أيضاً بإنشائه المدارس والمستشفيات تحت رعاية الدولة التي ساهمت هي الأخرى في النهضة الإسلامية اللاحقة.



وقد كان من أهم الإنجازات في تطوير الحركة العلمية في العصر الأمويّ تدوين العلوم وتعريبها للمرَّة الأولى، وهو ما أتاح لعلماء العرب والمسلمين الاطلاع عليها بسُهولة


،كما أن اتساع الدولة ودخول شعوب جديدة في الإسلام أتاح التعرف على حضاراتها والاستفادة من تلك المعارف في تطوير الحضارة الإسلامية.[


كان من أهم مجالات الازدهار في العصر الأمويّ إجمالاً العلوم الدينية واللغوية

والتاريخ والجغرافيا والفلسفة والطب.

وقد انقسمت الحركات العلمية في هذا العصر إلى أربع حركات،


وهي الحركة الدينية (المعنية بعلوم الدين، مثل تفسير القرآن والأحاديث والتشريع) والتاريخية (المعنية بتوثيق التاريخ والقصص والمغازي ونحوها)

والأدبية (المعنية بالشعر والنثر وما إلى ذلك)

والفلسفية (المعنية بالمنطق والكيمياء والطب وما شابهها).



لكن الأمويين لم يَميلوا إلى دعم العلوم، فلم يَدعمَ خلفاؤهم أو أمراؤهم سوى الحركتين الأدبية والقصصية من بين كل هذه الحركات العلمية، فلم يَكن يُمتعهم ويجذبهم سوى الشعر والخطب والقصص، وربَّما كان ذلك بسبب نزعة عربية جاهلية عندهم، ولا يُستثنى من هذه سوى خالد بن يزيد بن معاوية، الذي كانت لديه نزعة فلسفية فوق نزعته الأدبية، ودعمَ بشدَّة الحركات العلمية في مجالات الطب والكيمياء والفلك، بالإضافة إلى عمر بن عبد العزيز الذي دعمَ الحركة الدينية




اهتمام خاص بالشعر والشعراء:

استمر الشعر العربي في تألقه في العصر الأموي، وقد ساعدت ظروف الحياة ومنجزات الدولة آنذاك على توسيع مجالات القول وإثراء اللغة فقد وجد الشعراء في تعداد الآراء السياسية وتباين الأحزاب والجماعات وإيمان القادة بدور الشعر وأهميته، وجدوا في ذلك كله سبيلاً إلى الاهتمام بأمور الدولة؛ فظهر الشعر السياسي الذي يُعَدُّ من أبرز ملامح التطور الشعري في العصر الأموي، ووجدوا مجالاً جديدًا للإبداع الفني في معارك الفتح ومواطن الظفر والنصر وساعات القتال والخوف، وكان الشعراء يواكبون هذه الحياة الثرية بمشاركتهم الفعلية أو إسهاماتهم الفنية.




ثم جاءت مظاهر الرفاهية التي وفدت على العالم الإسلامي مع اتساع مساحته ومشاركة غير العرب في نواحي نشاطه ووفرة الغنائم وكثرة الأموال، جاءت هذه الرفاهية لتهيج بلابل الشعر عند جماعة من الشعراء توهجت عواطفهم وتيسرت حياتهم، فأفرغوا جهودهم في شعر الغزل الصريح، يلقونه واثقين من عفتهم، وتَفَهُّم المجتمع الإسلامي لهم مع ما نالهم أحيانًا من سوء ظن وكدر صفو.. بينما أطلق آخرون لأنفسهم الخيال وراء غزل عفيف يتغنون به، وينسجون حوله القصص والخيالات عن عشاق عشقوا وماتوا ضحايا الهوى مخلصين لمن أحبوا.




والأمويون شريحة من ذلك المجتمع النابض بالحياة، ولكنها شريحة فعالة ومؤثرة، وهم الحاكمون الموجهون دولاب النشاط السياسي والاجتماعي في ذلك العصر، ونحن نرصد بعض إسهاماتهم في تقدم مسيرة الشعر العربي الذي حظي دائمًا في هذه الفترة بالرعاية والاهتمام.

تذوق الأمويين للشعر وعنايتهم بتدوينه

كان عبد الملك بن مروان خبيرًا بالشعر ناقدًا له، وقد أحس أن مدح بعض الشعراء له جافٍ يصدر عن عاطفة باردة فقال: تشبهوننا مرة بالأسد الأبخر، ومرة بالجبل الأوعر، ومرة بالبحر الأجاج،




كان عبد الملك بن مروان يختبر رعيته في الشعر، ويحزنه تضييع بعضهم له؛ فقد رووا أنه كان مُعجَبًا بشعر عبد الله بن جحش فكتب إليه بالقدوم، فورد كتابه وقد مات فجاءه ابنه يرجو ثوابه، فلما سأله عن بعض شعر أبيه لم يعرف فقال: أُفٍّ لك، ورحم اللهُ أباك، فقد ضيعت أدبه، وعققته إذ لم تروِ شعره، اخرج فلا شيء لك عندي.




وعندما قدمت عليه قبيلة عدوان تقدمهم رجل وسيم عفيف، وكان فيهم معبد بن خالد الجدلي، وكان دميمًا فتأخر فيهم؛ فأنشد عبد الملك بعض أبيات ذي الأصبع العدواني وسأل عنها الرجل الوسيم فلم يجد جوابًا، وكان معبد يجيب في كل مرة، فأنقص عطاء الجميل من سبعمائة إلى ثلاثمائة، وزاد عطاء معبد من ثلاثمائة إلى سبعمائة.




وهكذا كان كثير من خلفاء بني أمية يطرب للشعر ويجزي عليه، وكان هذا دأب أمرائهم، حتى لقد أوصى مسلمة بن عبد الملك بثلث ماله لأهل الأدب وقال: "إنها صنعة جُحِفَ بأهلها".
بل كان بعضهم شعراء معروفين بجودة شعرهم، مثل: يزيد بن معاوية، والوليد بن يزيد من الخلفاء، وعبد الرحمن بن الحكم من الأمراء.




ومن الجدير بالذكر هنا أن اهتمام الأمويين بالشعر لم يقتصر على هذه الجوانب المتعددة بل امتد أيضًا إلى محاولة جمعه وتدوينه، حيث كلف الوليد بن عبد الملك حمادًا الراوية بجمع الشعر الجاهلي في ديوان.




ويتضح لنا أن سوق الشعر في ذلك العصر كانت مزدهرة؛ حيث اهتم خلفاء بني أمية بالشعراء نتيجة حبهم للشعر، ولقد كان الاهتمام بالشعر ناتجًا من كونه الأداة الإعلامية الأولى للترويج لأفكار بني أمية وسياستهم.


اقتصاد الدولة الأموية

زدهر الاقتصاد في عهد الدولة الأموية ازدهاراً كبيراً نتيجة للفتوحات الإسلامية الكبيرة التي أدَّت إلى توسيع رقعة الدولة ووفَّرت لها موارد هائلة أغنتها ووفرت لها كل حاجاتها. يُوجد عدد محدودٌ من المصادر التاريخية التي تتناول موضوع الاقتصاد الأمويّ، غير أن مثل هذه الكتب تركّز على الاقتصاد من الناحية الفقهية، وأما المصادر التي تبحث ميزانية الدولة وأحوالها المالية في العصر الأموي فهي معدومة تماماً، ولذلك فإن الوسيلة الأساسية لمعرفة الأحوال الاقتصادية في عصر الدولة الأموية هي في دراسة المستوى المعيشيّ العامّ للأفراد


وعموماً فقد كان الاقتصاد الأمويّ كبيراً ومزدهراً، حيث غذته كثيراً الفتوحات الإسلامية الواسعة، فأصبحت الدولة الأموية مسيطرة على أغلب الطرق التجارية الأساسية في العالم القديم، وسيطرت من ثمَّ على الحركة التجارية فيها، فضلاً عن أن ربوعها شملت الكثير من المراكز الزراعية والصناعية الهامة التي أغنت وأثرت اقتصادها، مكا أن توسعها أتاحَ نمو حركة تجارية ضخمة بين ولاياتها بدون عوائق، جعلت نقل البضائع والمتاجرة بها سهلاً ويسيراً، فازدهرت الحركة التجارية في الدولة.


لقد أحسن المسلمون الاستفادة من ثرواتهم المعدنية، والطبيعية المختلفة، وأتقنوا الكثير من الصناعات واشتهروا بها، ساعد على ذلك توافر المواد الخام للصناعة في البلاد المفتوحة، ومن أشهر الصناعات في الخلافة الأموية:

صناعة الأسلحة، وصناعة السفن العربية، والصناعات النسيجية. ومن الصناعات المعدنية تكفيت المعادن البرونز أو النحاس بالذهب أو الفضة. ومن الصناعات الغذائية: السكر في الأهواز وبلاد الشام، وماء الورد، والعطور. واشتُهِرَت بلاد الشام ومصر بصناعة الزجاج، كما اشتُهِرَت فارس ومصر بالفخار والخزف، والمغرب العربي وبلاد الشام والعراق بصناعة الجلود.

ومن الأدوات التي تمَّ تصنيعها في الدولة الأموية مقاييس النيل لمعرفة مبلغ الزيادة والنقصان في ماء النيل، وكان في جزيرة الروضة.
ومن الصناعات كذلك: صناعة السكر، وصناعة الفُرُش الصوفية، وصناعة الحصر، وصناعة تجفيف السمك، وصناعة الأخشاب، وصناعة الروائح العطرة في إقليم فارس، وماء الورد بمدينة جور التي تقع جنوب فارس، والطواحين، والأرحاء الهوائية، وصناعة ورق البردي، وآلات القياس مثل "الإسطرلابات"وغيرها من الآلات الرياضية الدقيقة، وكانت صحة موازين أهل حران مضرب الأمثال.


ا
الزراعة

اهتمَّ العرب والمسلمون عموماً بالزراعة اهتماماً عظيماً وأولوها اهتماماً كبيراً جداً، ولم يَشذَّ الأمويون عن هذه القاعدة، فاهتموا بها اهتماماً كبيراً، فاعتنوا بأنظمة الريّ وأقاموا الجسور والسدود وشقوا الترع وطهورها موسمياً وعمَّروا القناطير والنواعير والطواحين، وقد ازدهرت بهذا الزراعة ونمت في أصقاع الدولة.


كما بنوا مقاييساً كثيرة كانت تستخدم في قياس ارتفاع منسوب نهر النيل، فبنيت في مصر مقاييس أنصنا (في عهد معاوية بن أبي سفيان) وحلوان (في عهد عبد العزيز بن مروان) والروضة (سنة 97 هـ في عهد أسامة بن زيد).وأما من القناطير فبُنيت قنطرة قرطبة في الوادي الكبير على يد السمح بن مالك الخولاني سنة 101 هـ بأمر الخليفة عمر بن عبد العزيز، وكانت من أعظم قناطير الدنيا آنذاك




ومن ضمن المحاصيل التي جرت زراعتها في العصر الأموي - والكثير منها لم تكن تُزرَع في هذه المناطق سابقاً - الحمضيات والقطن وقصب السكر والذرة البيضاء والحبوب والبقول والكرمة والفستق والزيتون والنخيل. ومن أبرز المناطق التي زُرعت وعنيَ بها مصر خصوصاً ضفاف نهر النيل - التي قاس عبيد الله بن الحبحاب مساحة أراضيها الزراعية فبلغت 100 فدان - والعراق وغوطة دمشق. كما أن من الأراضي الشهيرة التي استصلحها وزرعها الأمويون أرض الموات في الشام التي زرعها معاوية بن أبي سفيان وجعل منها بساتين زاهرة.








اعتنى الأمويون بالأراضي وشجعوا على استصلاحها لكي يزيد الخراج ويزداد بدوره دخل الدولة، كما أنهم عنوا بعمال الخراج وفصلوا ولاية الخراج عن الولاية العادية - وهو أمر كان غير معتاد آنذاك - للتركيز عليه أكثر. وقد وضعوا نظاماً لجباية الخراج يَتضمَّن ثلاثة مبادئ أساسية هي المحاسبة والمقاسمة واللالتزام، فالأول هو قياس مساحة الأرض ونوع غلتها لتحديد قدر الخراج، والثاني هو تخصيصٌ جزء من المحصول يبلغ الثلث أو الربع تقريباً لوضعه في بيت مال المسلمين، وأما الثالث فهو تحمل أحد أثرياء قرية أو مدينة أو إقليم مسؤولية جباية الخراج من منطقته لمدة سنة كاملة.






ومن الأمثلة على اهتمام الأمويين بالزراعة أن الحجاج بن يوسف الثقفي كتبَ إلى عبد الملك بن مروان ليستأذنه في أخذ الفضل من الفلاحين، فأجابه الخليفة: "لا تكن على درهمك المأخوذ أحرص منك على درهمك المتروك، وأبقِ لهم لحوماً يعقدون عليها شحوماً". وقد تدهور الاقتصاد في فترة من فترات ولاية الحجاج على العراق وتراجعت الزراعة وتولّد نقص في المواد الغذائية، وذلك نتيجة لهجرة الفلاحين في أنحاء الدولة من القرى والحقول إلى المدن وترك العمل في الزراعة، فأمرَ هو وقرة بن شريك العبسي - والي مصر آنذاك - بعودة الفلاحين إلى حقولهم في ولايتي مصر والعراق لتأمين الغذاء اللازم للدولة وإنعاش الزراعة من جديد، لكن مع ذلك فقد لاقى القرار سخطاً شعبياً في الدولة لإجبار الناس على العمل بالزراعة دون رغبتهم بها.[









وبالإضافة إلى ذلك فقد كان الأميوون يُقدمون المعونات إلى الفلاحين في أوقات الفتن والاضطرابات التي تُصعب عملهم، ومن ضمن ذلك أن قدَّم الحجاج إلا مزارعي العراق مليوني درهم لمساعدتهم على زراعة أراضيهم خلال ولايته على الإقليم. وفي عهد عمر بن عبد العزيز بقي القليل من المال في بيت المال المسلمين بالعراق فكتب عمر إلى واليها: "أنظِرْ من كانت عليه جزية (خراج الأرض) فَضَعُفَ عن أرضه، فأسلفه ما يقوى به على عمل أرضه؛ فإنا لا نريدهم لعام ولا لعامين"
الصناعة

بعد أن سيطرت الدولة الأموية على مصر والمغرب العربي الذين كانا خاضعين لسلطة الإمبراطورية البيزنطية استمرَّت بدعم بعض الصناعات الأساسية التي كانت سائدة في العهد البيزنطي والاستفادة منها، مثل صناعة الأقمشة وصبغها - خصوصاً باللون الأرجواني - وصناعة ورق البردي، وقد زادت هذه الصناعات من النشاط الاقتصاديّ في الدولة، كما أن توسُّع الدولة الأموية فتحَ لها أسواقاً جديدة، فمثلاً بدلاً من تصدير القمح من مصر إلى القسطنطينية أصبحَ يُصدَّر إلى الحجاز، وهكذا، وعموماً ازدهرَ النشاط الاقتصاديّ بين مصر وجنوب وجنوب شرقي الدولة الإسلامية كثيراً في العهد الأمويّ.[




وعموماً من الصناعات البارزة التي ازدهرت في العصر الأمويّ الصناعات الحربية والعسكرية كافّة، مثل الحراب والخوذ والسيوف وغيرها من أدوات القتال، بالإضافة إلى صناعة السفن للمعارك البحرية التي ازدهرت في الكثير من المدن الساحلية مثل الإسكندرية ودمياط ورشيد في مصر وعكا وصور وصيدا وبيروت في الشام. كما ازدهرت الصناعات الخشبية للعمارة وصنع أثاث المنازل، وصناعات النسيج التي كانت الأكثر ازدهاراً في مصر والشام والعراق وفارس وما وراء النهر وشملت مواداً مختلفة مثل الصوف والقطن والكتان والحرير.
التجارة

شهدت الدولة الأموية حركة تجارية نشطة عبرَ أنحائها المختلفة الواسعة ومع الدول والإمبراطوريات الأخرى المجاورة على حد سواء. ولم تُقم الدولة أي قيود من أي شكل على كافة أشكال التجارة بين ولايات الدولة نفسها، كما لم تفرض قيوداً أو تقنن بأي شكل التداولات التجارية مع الدول المجاورة، ولم تحتكر أي نوع من البضائع التجارية، وبذلك فإن القوانين التجارية لم تختلف في العهد الأموي كثيراً عما كانت عليه في عهد الخلافة الراشدة.






قبل الإسلام كان دور العرب التجاريّ يَقتصر بشكل أساسي على كونهم وسيطاً وأراضيهم معبراً هاماً للطرق التجارية الأساسية التي تمرُّ من الهند والصين إلى أوروبا لتحمل قوافلها التوابل والبخور والحرير من المشرق إلى القارة الأوروبية حيث الطلب عليها كبير. أما في العصر الأموي فقد أصبحت الطرق التجارية بأكملها تقريباً تحت سيادتهم، وسيطر المسلمون على جلّ النشاط التجاري في العالم القديم، إذ أصبحوا يُصدّرون بضائعهم إلى الشرق والغرب، فالصين لها على سبيل المثال المنسوجات الصوفية والقطنية والكتانية والبسط والمعادن وخام الحديد وسبائك الذهب والفضة، فيما استورد المسلمون منها الحرير بدورهم. وفضلاً عن الدور الكبير الذي لعبه هذا النشاط التجاريّ الواسع في تنشيط وتقوية الاقتصاد الأمويّ، فقد انتعش الاقتصاد أكثر بما يُشبه رسوماً جمركية كانت تفرضها الدولة على القوافل التجارية المارَّة بأراضيها، وقد جعلها ذلك أكثر ثراءً وقوة على الصعيد الاقتصاديّ.










وقد كان للقوافل التجارية في الدولة الأموية طريقان أساسيان تمرُّ عبرهما، الأول تعبر فيه السٌّفن بحراً حتى تبلغ مضيق باب المندب، فإما أن تواصل إبحارها عبرَ البحر الأحمر حتى تبلغ ميناء القلزم - السويس فتنقل بضائعها من هناك عبر القوافل البرية إلى الموانئ المتوسطية مثل الإسكندرية فتنقل بحراً إلى أوروبا، وإما أن تفرغ بضائعها في عدن باليمن ثم تنقلها براً عبر ساحل شبه الجزيرة العربية مروراً بمكة (التي كانت مركزاً تجارياً هاماً) وحتى غزة في فلسطين حيث تتابع بحراً إلى أوروبا، وقد كانت تمرُّ عبر هذا الطريق أغلب البضائع المُصدَّرة إلى شمال أفريقيا والأندلس وأوروبا الغربية. وأما الطريق الثاني فتمرُّ فيه السفن عبر الخليج العربي حتى تفرغ بضائعها في ميناء الأيلة قربَ البصرة، ومن هناك تتابع قوافل البر طريقها عبرَ العراق ثم إلى الشام، وهناك تفرغ الحمولة في الموانئ المتوسطية مثل عكا وصور وصيدا وبيروت واللاذقية وأنطاكيا حيث تُنقَل إلى أوروبا، وهو الطريق الذي كانت تُنقَل عبره أغلب البضائع المُصدَّرة إلى أوروبا الشرقية والجنوبية قادمة من الصين عبر بلاد ما وراء النهر.
الموارد الاقتصادية

كان من موارد الاقتصاد الأمويّ الأساسية الخراج الذي فرضته الدولة الأموية على الأراضي المفتوحة، فبدلاً من توزيعها على الجنود أصبحت ملكاً للدولة، وتُركَ مزارعوها يعملون بها مقابل الخراج الذي يُؤدَّونه للحكومة. كما كان من موارد الدولة البارزة الأخرى الغنائم، حيث تقضي أحكام الإسلام بوضع خمسها في بيت مال المسلمين وتقسيم الباقي على الجنود، بالإضافة إلى الجزية التي فرضتها الدولةالأموية على أهالي المناطق المفتوحة غير المسلمين، حيث تلزمهم بدفع قدر من المال قدَّره الفقهاء بـ48 درهماً للأغنياء و24 للمتوسّطين و12 للفقراء القادرين على الكسب، فيما عُفي منها الشيوخ والأطفال والنساء والفقراء العاجزون عن الكسب (الذين خُصّص لهم عطاء من بيت المال).
وأما من موارد الأرض فقد كان هناك الركاز، وهو كل ما يُستخرج من باطن الأرض مثل الذهب والفضة والنحاس، وفي حال استخرجَ من أرض خاصة فإن للدولة خمس قيمة المواد، وأما إن كانت أرضاً للدولة فإن كل ريعها يكون لبيت المال.






وأيضاً نظراً إلى وقوع الدولة الأموية على معظم الطرقات التجارية الأساسية في العالم القديم وسيطرتها عليها فقد كان من مواردها المالية الأساسيات الضرائب التي فرضتها على القوافل التجارية التي تدخل حدودها أو تخرج منها. بلغت قيمة هذه الضرائب ربع عشر قيمة البضائع للتجار المسلمين (ما يعادل 1 من 40 منها)، ونصف العشر للتجار من أهل الذمة الذين يُعدون رعايا للدولة (1 من 20)، والعشر للكفار الذين من أهل الحرب.
الأوضاع الاقتصادية

في داخل الدولة

ازدهرت التجارة بين مصر وجنوب وجنوب شرقي الدولة الإسلامية كثيراً خلال العهد الأمويّ، وذلك بتصدير مواد عديدة من أبرزها القمح المصري. وبعدَ ظهور الدولة الأموية وتوسّعها في منطقة الشرق الأدنى عادت الحركة التجارية مع المناطق المجاورة إلى الانتعاش، إذ كانَت التعاملات التجارية محدودة جداً بينها وبين مناطق نفوذ الدولة البيزنطية قبل ذلك خلال عهد الإمبراطورية الساسانية وحربها مع البيزنطيين في القرن السادس للميلاد، وأما بعد أن أصبحت أغلب مناطق الإمبراطوريتين كلاهما جزءاً من أراضي الدولة الأموية الشاسعة فقد أصبحَ من الممكن للحركة التجارية أن تأخذ طريقها بحرية عبرَ أصقاع الدولة.








وقد كان لانفتاح الأبواب هذا أمام التجارة في أنحاء الدولة الأموية دورٌ كبيراً في إثراء مصر وازدهارها الاقتصاديّ الكبير في هذا العصر، والذي دام طوال القرنين السابع والثامن الميلاديَّين، وأصبحت خلاله الإسكندرية كما وصفها المؤرخون مدينة عامرة وواسعة فيها بضائع ومستوردات من كل البلاد، كما شملَ هذا الازدهار الاقتصاديّ أيضاً بلاد الشام، فضلاً عن المغرب العربي الذي كثر فيه الذهب ورُبيت فيه الكثير من الخيول والإبل وازدهرت تجارة الحبوب التي تشتهر المنطقة بها.[






ومن بين كافة مناطق الدولة الأموية الواسعة لم تشهد سوى منطقة واحدة ركوداً وضعفاً اقتصاديَّين في هذا العصر، وهي شبه الجزيرة الأيبيرية وجنوب غالة (إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا حالياً)، وذلك بعد أن ركدت الحركة التجارية التي كانت موجودة سابقاً بين الموانئ الفرنسية والشامية، بالإضافة إلى انخفاض الطلب على الرقيق السلافي الذي كان من أهم موارد التجارة في فرنسا، وبعد أن استبدل بالرقيق التركي والإفريقي.






بلغ الاقتصاد الأمويّ ذروة ازدهاره في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، حتى أنه يُحكى عن عهده أن عمال الصدقات كانوا يَبحثون عن فقراء ليعطوهم المال فلا يَجدون. وقد وفّرت الدولة في عهده للأفراد خدمات كثيرة وساعدت على توفير العلاج وإعالة المحتاجين، كما ساعدت الشباب على الزواج وأعانت من يريد تأدية الحج، وغير ذلك من الحاجات.

الخدمات:

وكان من مظاهر عهد القوة اهتمام الخلافة الأموية ببناء الأسواق في المدن التي أنشئت في ذلك العصر مثل: القيروان وتونس وواسط والمنصورة والرصافة وغيرها، وبدأ تخطيط هذه الأسواق وتصنيفها في هذا العصر.

كما عيّنت الدولة الأموية المشرفين على هذه الأسواق، وكان الواحد منهم يعرف باسم "المحتسب" وكان يعرف أيام الراشدين بـ "عامل السوق"، وقد اختيروا من أهل العدالة والمهابة والصرامة والخشونة في الدين والعفة عن أموال الناس، والمعرفة بالمنكرات الظاهرة، والعلم بأحكام الشريعة، وكان يدخل في نطاق عملهم مراقبة العبادات من صلاة الجمعة وصلاة الجماعة في المساجد، وإقامة الأذان وصيام رمضان، والمعاملات من التجارة وما يتصل بها من الموازين والمكاييل والنقود، وما يدخل فيها من الغش والبيوع الفاسدة والتدليس، ومراقبة الأطعمة والأشربة ومحلات تحضيرها وبيعها، والملابس والثياب والأقمشة، ومحلات الصياغة والصرافة، ونظام المرور، ومنع المضايقة والتعدي على الطرق والفنادق والحمامات، وغير ذلك مما يتصل بالمعايش والمصالح العامة للناس في المدينة، فكانوا يأمرون بالمعروف إذا ظهر تركه، وينهون عن المنكر إذا ظهر فعله، ويأخذ الناس بذلك.



ومن أبرز عهود القوة في الدولة الأموية عهد الوليد بن عبد الملك؛ إذ تمَّ في خلافته إعادة بناء مسجد الرسول وتوسعته من جميع النواحي، وإدخال حجرات أزواج النبي فيه، ولم يبخل في سبيل ذلك بمال، ليكون المسجد في أعظم وأبهى صورة، وعهد بهذه المهمة إلى ابن عمه وواليه على المدينة عمر بن عبد العزيز، فأوكل عمر مهمة الإشراف على بناء المسجد إلى صالح بن كيسان، وبعث إليه الوليد بالأموال والرخام والفسيفساء وثمانين صانعًا من الروم والقبط من أهل الشام ومصر.

أما مسجد دمشق فقد جعله الوليد آية من آيات العمارة الإسلامية، وبالغ في تزيينه وأبهته ليكون مظهرًا من مظاهر عظمة الإسلام، وأنفق عليه أموالاً طائلة حتى إن الناس انتقدوه على كثرة النفقات على بناء المسجد، فقال لهم: يا أهل الشام، لكم أربعة أشياء تفخرون بها، فأردت أن أجعل لكم خامسًا. وقد استغرق بناء مسجد دمشق كل عهد الوليد، وأتمَّ بناءه أخوه سليمان بن عبد الملك من بعده.


الفن و العماره
القصور :
إذا كان للعرب تراث في فن البناء والهندسه المعمارية فذلك لم يعرف لهم إلا في اليمن ، ولم تبلغ بعد مساعي المنقبين والباحثين درجة كافية لإعطائنا من المعلومات ما نستطيع أن نبني عليه حكما عادلا ونحن نعلم أن فن البناء في جنوب الجزيره لم يرثه أبناء الشمال الذين كان مساكنهم في الغالب بيوت الشعر وهياكلهم الهواء الطلق ومدافنهم رمال البادية أما مع الإسلام فإن الفن العربي تجلى أحسن ما يكون في العمارة الدينية وقد أنشأ المهندسون طريقة البناء فيها بساطة وجلال .. ويمكن القول أن تطور المسجد هو سجل تاريخي لتطور الحضارة الإسلامية وعلاقاتها مع الأمم المختلفة .. وإذا استثنينا المساجد وغيرها من الأبنية الدينية ، فإن الأمويين لم يتركوا في الفن البنائي سوى آثار قليلة منها القصور التي بناها على ضفاف البادية أمراء البيت المالك ، شأنهم في ذلك شأن أمراء غسان من قبلهم فالظاهر أنه لم يسكن دمشق منهم سوى معاوية وعبدالملك ، أما "الخضراء" دار الخلافة للجامع الكبير في دمشق فلا أثر لها اليوم ، كذلك تلاشت أطلال "القبه الخضراء" التي بناها الحجاج في واسط دارا له.




قصر عمرة :

من المباني الأموية المشهورة قصر (عمرة) في الجانب الشرقي من نهر الأردن وهو على خط مستقيم من ضفة البحر الميت الشمالية وقد بناه الوليد بن عبد الملك، على الأرجح وما يمتاز به هذا القصر التصاوير الطينية الرائعة، فعلى جدرانه صور ليست شخصيات تاريخية، منها صورة للملك لذريق أو رودريك آخر ملوك أسبانيا من القوط الغربيين، وهو الذي قضى عليه القائد طارق بن زياد في معركة (وادي بكة) بالأندلس وهناك نقش للقيصر البيزنطي وآخر للنجاشي، ونقش لكسرى كما تحوي الجدران أشكالاً رمزية تمثل الفلسفة والتاريخ والشعر، وفي صورة لمشهد صيد نرى أسداً واثباً على حمار وحشي، ومن آثار الفن أيضاً صور تمثل الراقصات والموسيقيين وأهل الطرب أما الزينة فقوامها أوراق النبات متدلية من مزهريات وأشجار النخيل والعنب، وعليها عناقيد الثمر، والغار وطيور البادية، وأكثر الكتابات بالعربية وفيها بضعة أسماء يونانية، وليس في العالم الإسلامي صور محفوظة كهذه الصور.

قصر الحير وخربة المفجر :

كشف في الحقبة الأخيرة عن قصرين لهشام بن عبد الملك، أحدهما (قصر الحير) الغربي، على بعد نحو أربعين كيلومتراً إلى الشرق الشمالي من القريتين على الطريق بينهما وبين تدمر وقد كشف عنه الفرنسي دانيال شلومبرجه، ونقلت بعض بقاياه إلى دمشق حيث نصبت في مدخل المدينة الغربي .. والآخر يعرف بخربة المفجر قرب أريحا، وقد كشف عنه الأثريان هاملتون وبرامكي بين سنتي 5391 و 2491.. وفيه عدا البلاط الملكي جامع وحمام، ويمتاز الحمام عن غيره من الحمامات المعروفة في القصور الأخرى المتخلفة عن البلاط الملكي جامع العهد باتساعه وتمام تجهيزه ويمتاز فوق ذلك بالفسيفساء التي كشف عنها في بعض غرفه، فقد زينت أرض المربع في إحداها بصورة سجادة على غاية ما يكون من الدقة والروعة .. وفي جانب هذه الغرفة نفسها ديوان للجلوس بشكل نصف دائرة تقريباً رصعت مقاعده وأرضه بالفسيفساء .. أما الرسم الذي في الأرض فهو شجرة من الأترج أو البرتقال تحمل الثمر يحيطها ثلاثة غزلان قد سطا أحدها أسد يفترسه .. والظاهر أن فنانين من بيزنطية قد استجلبوا لصنع الرسوم بالفسيفساء، وهي تعتبر من أجمل ما تحدر إلينا من هذا الفن .. ويذهب الأثريون الذين كشفوا عن هذا القصر أن الزلزال الذي حدث سنة 647 هـ قد هدم هذا القصر قبل أن يتم بناء الطابق الأعلى فيه.

مجمل القول أن قصور بني أمية في المشرق لم يبق منها اليوم سوى الخرائب والأطلال فما شهده الشرق من أحداث دامية وغزوات متكررة كان من نتيجته القضاء على معالم ضارية مهمة ولو بقيت تلك القصور قائمة لأعطت صورة واضحة للعالم عن خصائص الفن المعماري في عصر بني أمية ومع ذلك فإن ما تبقى من تلك القصور يعكس ملامح عظمة دولة كان لها امبراطورية تمتد إلى الهند والصين شرقاً وإلى أواسط أوروبا غرباً.

الفن والعمارة :

ظلت الدولة الإسلامية، في أول أمرها، مشغولة بحروبها طيلة عهد عمر وعثمان رضي الله عنهما .. ثم شغلت بالخلاف بين علي و معاوية ولذلك لم يفكر أحد في اقامة عمائر تضارع بيوت العبادة في بلاد الشام أو فارس وظلت الحال على ذلك ، الى عهد الدولة الأموية ، حيث أقام عبد الملك بن مروان سنة 27هـ (169م ) قبة حول الصخرة ، ورصد لبنائها خراج مصر لسبع سنوات ، وقد بقي من المبالغ المخصصة لبنائها مائة ألف دينار ، فأمر بها عبد الملك جائزة للرجلين المشرفين على البناء، وهما " رجاء بن حيوة الكندي" أحد علماء الإسلام من بيسان، و " يزيد بن سلام" من القدس، ولكنهما رفضا، فأمر عبد الملك بن مروان بأن تسبك ذهباً وتفرغ على القبة والأبواب.

تصميم القبة :
تعد قبة الصخرة من أعظم العمائر الإسلامية في الجمال والفخامة وإبداع الزخرفة، كما تمتاز عنها بوساطة التصميم وتناسق الأجزاء .. وهي تتكون من مبنى حجري مثمن الشكل، قوامه تثمينة خارجية من الحجر، وفي الداخل تثمينة داخلية ثانية من الأعمدة والأكتاف ويتوسط التثمينتين دائرة من الأعمدة والأكتاف أيضاً، تعلوها قبة، وبين التثمينتين الخارجية والداخلية رواق وبين التثنية الداخلية والدائرة المقام عليها القبة رواق آخر .. وقد خصصت هذه الأروقة للصلاة ولمرور الناس حول الصخرة.
أما الصخرة نفسها فهي غير منظمة الشكل، يبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب 7,71 م، وعرضها من الشرق إلى الغرب 5,31 م، وأقصى ارتفاع لها عن أرض البناء 5,1 م. وحجر الصخرة مكسو بالرخام الملون على ارتفاع ذراعين، ويحيطها سور خشبي بديع النقش والزخرفة.
.



أما السبب الذي من أجله أقام عبد الملك بن مروان مسجد قبة الصخرة في الحرم الشريف ، فقد كثرت فيه الروايات، تقول إحدى هذه الروايات أنه عندما ثار عبد الله بن الزبير بالحجاز ضد الأمويين، وأخذ البيعة لنفسه، أذاع عبد الله بن الزبير في الناس أن عبد الملك قصد من بناء القبة والمسجد الأقصى إلى صرف الناس عن حج البيت الحرام إلى المسجد الأقصى والصخرة المقدسة متأسياً في ذلك بأبرهة حين بنى بيت صنعاء ليصرف الناس عن مكة على أنه من العسير القطع بصحة ما نسب إلى ابن الزبير، لأنه مات بعد ذلك بقليل .. وفي رواية أخرى ذكرها اليغقوبي أن عبد الملك منع أهل مصر والشام من الحج، لأن عبد الله بن الزبير كان يأخذهم إذا حجوا بالبيعة، ولما منع عبدالملك الناس من الخروج إلى مكة ضجوا وقالوا: ( تمنعنا من حج بيت الله الحرام، وهو فرض من الله علينا ) ، فقال : ( هذا ابن شهاب الزهري يحدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) ، وهذه الصخرة التي يروى أن رسول الله وضع قدمه عليها لما صعد إلى السماء، تقوم لكم مقام الكعبة .. لذلك بنى عبد الملك على الصخرة قبة، وعلق عليها ستور الديباج، وأقام لها سدنة، وأخذ الناس يطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة .. ويبدو أن هذه الرواية من وضع خصوم بني أمية، لأن عبد الملك كان من التابعيين [ولد سنة 62 هـ]، ومن غير المعقول أن يقدم رجل مثله على محاولة تغيير أحد أركان الدين الخمسة، فضلاً عن أنه يعلم أن الحج هو الوقوف بعرفة، لا الطواف حول الكعبة .. والمرجح أن عبد الملك أراد ببناء قبة الصخرة أن يجد فيها المسلمون ممن يخشون على أنفسهم من ثورة الحجاز بعض العوض عن زيارة الكعبة .. ومهما يكن من أمر فإن القبة ظلت بعد ذلك أربعة قرون في يد المسلمين ، محاطة بالإجلال والتعظيم حتى أنه لم يكن يسمح لغير المسلم أن يطأ أرضها.

جدار البراق :

هو حائط كبير مبني من حجارة ضخمة، يبلغ طوله نحو 651 قدماً، وارتفاعه 56 قدماً والمسلمون يقدسونه نظراً لعلاقته الوثيقة بقصة إسراء الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس وربما كان هذا الجدار, كما يعتقد بعض الناس، هو الحائط الخارجي للهيكل الذي رممه هيرودوس سنة 11 ق.م ودمره تيطس سنة 7 .م، وهو يؤلف جزءاً من الجدار الغربي للحرم القدسي.

الرسوم المائية :
في قصر عمره رسوم لمشاهد يد واستحمام، ورقص، ورسوم رمزية لآلهة الشعر والحكمة ، والنصر ومشاهد من التاريخ الإغريقي كما تحوي الرسوم بعض مراحل العمر: الفتوة والرجولة والكهولة، وفيها منظر لقبة السماء وبعض النجوم، فضلاً عن البروج المختلفة، ورسوم طيور وحيوانات، وزخارف نباتية متنوعة وأهم الرسوم في هذا القصر رسمان: الأول يمثل الخليفة على عرشه، وحول رأسه هالة، وفوقه مظلة يحملها عمودان حلزونيان، ويحف به شخصان .. وعلى عقد المظلة كتابة كوفية لحق التلف أكثر أجزائها، ويستنبط من الكلمات الباقية أنها كانت تشتمل على عبارات دعاء.
أما الرسم الثاني فهو صورة مشهورة باسم صورة أعداء الإسلام وقوام هذه الصورة ستة أشخاص ذوي ملابس فاخرة ومرسومين في صفين: ثلاثة في الصف الأول وثلاثة في الصف الثاني وفوق أربعة منهم كتابة بالعربية والإغريقية ما تزال باقية فالأول من اليسار وفي الصف الأمامي فوقه كلمة "قيصر" بالعربية واليونانية، والثاني في الصف الخلفي فوقه كلمة يظن أنها "لوذريق" وهو آخر ملوك القوط في أسبانيا، والثالث في الصف الأمامي فوقه كلمة "كسرى" وهو ملك الفرس، والرابع في الصف الخلفي فوقه كلمة "النجاشي" وهو ملك الحبشة.



المسجد الأقصى :

يقع المسجد الأقصى في الجهة الجنوبية من الحرم الشريف .. شرع في بنائه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك سنة 507 م فجاءت عمارته على طراز المسجد الأموي بدمشق والذي يرجع تاريخ بناءه إلى عهد الخليفة نفسه .. ويقوم المسجد على ثلاثة وخمسين عموداً من الرخام وتسع وأربعين دعامة مربعة الشكل. وكانت أبوابه في العصر العباسي مغلفة بصفائح من الفضة والذهب، ولكن الخليفة أبا جعفر المنصور أمر بنزعها وسكها دنانير تصرف على المسجد، لأنه خشي على بيوت الله من البهرج الزائد .. وفي القرن الحادي عشر للميلاد عبثت أيدي الصليبيين بالحرم الشريف فجعلوا قسماً منه كنيسة، واتخذوا القسم الآخر مسكناً لفرسان الهيكل ومستودعاً لذخائرهم.
أمر صلاح الدين الأيوبي بترميم وتجديد المسجد ، فجدد المحراب وكسى قبته بالفسيفساء ، وأحضر له منبر الحسين ، رضوان الله عليه ، من عسقلان ويعتبر هذا المنبر تحفة فنية رائعة ، فهو مصنوع من خشب الساج الهندي ومطعم بخشب الأبنوس وبالصدف والعاج ، ومزخرف بطريقة الحشوات المجمعة وتوالت أيدي التجديد والترميم على المسجد الأقصى منذ ذلك التاريخ فرممت جوانبه وفرشت أرضه بالطنافس والبسط المصنوعة في أقاليم العالم الإسلامي ، والتي كان ما يزال المسجد يحتفظ بها إلى ما قبل الإعتداء الصهيوني في أغسطس سنة 1969م.
في سنة 1927 طرأ على المسجد خلل ، فهبت الشعوب الإسلامية وأسهمت في جمع مبلغ مائة ألف دينار جدد بها المسجد وفي سنة 1936 تصدعت أروقة المسجد على أثر زلزال ، فقامت وزارة الأوقاف المصرية بتعميره ، كما أعادت هذه الوزارة بناء الجانب الشرقي الذي أحرقه الصهاينة سنة 1969 .



قصر مشتى :
لعل من أهم وأقدم العمائر المدنية التي ترجع الى عهد الدولة الأموية في بلاد الشام قصر مشتى الذي على بعد عشرين ميلا جنوبي عمان بالأردن .. ويتكون القصر من مساحة كبيرة يحدها سور مربع الشكل ، طول كل ضلع من أضلاعه نحو 144 مترا .. وتتخلل السور أبراج نصف دائرية ، ومدخل القصر الرئيسي يقع في الضلع الجنوبي .. وتنقسم المساحة المحصورة بين جدران هذا السور إلى ثلاثة أقسام ، المتوسط منها أوسعها ، وهو الوحيد الذي تم بناء بعض أجزائه أما الجانبان الآخران فلم يشيد فيهما أي بناء .. ويؤدي مدخل القصر إلى قاعة تفضي بدورها الى بهو، وتحف بالقاعة وبالبهو غرف أخرى ، وخلف البهو فناء كبير .. وإلى الشمال من هذا الفناء يرتفع بناء كنيسة (بازيليك) يتقدمها مدخل ذو ثلاثة عقود ، وتنتهي "البازيليك" بثلاث حنيات ، وهو شكل شائع في تخطيط الكنائس وعلى جانبي البازيليك مجموعة من المباني قوامها فناء مستطيل في وضع عمودي باتجاه "البازيليك" ، وفي كل من جانبي هذا الفناء ساحة في وضع عمودي بالنسبة الى الفناء ، وحول كل ساحة غرفتان مقبيتان.
وجدران القصر الداخلية وأقبيته من الآجر ، وفيه أعمدة من الرخام ، وأما عقوده وأركانه فمن الحجر الجيري.
إن أعظم مافي القصر المشتى من الناحية الفنية هو الزخارف المحفورة في الحجر الجيري ، في الواجهة الجنوبية التي يقع بها المدخل ، وكان ارتفاع هذه الواجهه ستة أمتار .. وقد أهدى السلطان عبد الحميد سنة 1903 هذه الواجهة إلى القيصر غليوم ، وقد حفظت في متحف القيصر فريدريك في برلين وأصبحت نواة القسم الشرقي في المتحف المذكور.
وتنقسم الواجهة الى مثلثات ، بعضها قائم على قاعدته ، وبعضها الآخر قائم على احدى زواياه وفي وسط أحد المثلثات زخرفة كبيرة على شكل وردة ، وفي داخلها رسوم مراوح نخيلية وكيزان صنوبر، ونجوم صغيرة وأزهار لوتس ونلاحظ أن المثلثات القائمة على قاعدتها جاءت زخرفتها شبه كاملة أما المثلثات الأخرى فإن أشكالها وزخرفتها لم تأت كاملة .























































يتبع

[/ALIGN
]








التعديل الأخير تم بواسطة توحد ارواح ; 12-15-2012 الساعة 12:57 PM
  رد مع اقتباس