[قلم بلا حبر]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم


صار من المخزى ان ننتظر النهضه ونحن مستلقون على الاريكه حاملين بايدينا ريموتا نتنقل به بين القنوات الواحده تلو الاخرى لا يثنينا عن مشاهدتها الا انقطاع التيار الكهربائى او مشاركة الاسره فى وجبات الطعام المختلفه ولربما كانت دعوة صديق للجلوس على (( قهوه مثلا )) لكن ان يسترعى انتباهنا ما يحدق بالدوله من خطر كامن فى تطرف الافكار لدى بعض المصريين فهذا ليس على اجندتنا ,,,, هل قرأت الدستور المصرى ؟؟؟ ,,, فى الغالب نعم ,, وفى البسيط لآ ,, ايا كنت او ايا كنتى ,,, اذا كنت قد قرأت او لم تقرأ فالحالتين يشكلان بلا شك مصيبه كبرى وطامه عظمى ,,,, عندما نرى ان مشروع دستور مصر 2012 الذى ينبغى ان يعبر عن كل اطياف المجتمع يتجاهل بصوره مريبه ومثيره للشك والقلق اكتر من نصف تعداد المصريين ,,, انهم يتجاهلون المرأه تماما ,,, لم اشاهد هذا التجاهل ولا التعالى على المرأه الا فى بعض المجتمعات الخليجيه التى تعرفونها ,, حيث لا تعد المرأه سوى اداه لمتعة الرجل وماكينة تكاثر لابناؤه ليتفاخر بهم بين قومه وعشيرته ,,,, نفس تلك الافكار الغريبه عن الاسلام مستمده بالاساس من قبائل حجازيه عاشت ما قبل الاسلام على فكر ان المرأه شر من الشرور ,, ولابد ان يتم تجاهلها بل وانكار وجودها ,,, قديما كان الوأد هو السبيل وهو عباره عن دفن المولوده حيه حتى يتم التخلص من فقرها وشرها وعارها ,,, (( واذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت )) , ام اليوم فتجاهلها وانكارها على مدى 236 ماده احتوى عليهم الدستور بفكر تيارات الاسلام السياسى لم اجد حديثا عن المرأه الا فى ديباجة الماده ال 10 ,,

اقتباس الماده رقم - 10 - الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق والوطنية. وتحرص الدولة والمجتمع على الالت ا زم بالطابع الأصيل للأسرة المصرية، وعلى تماسكها واستق ا ررها، وترسيخ قيمها الأخلاقية وحمايتها؛ وذلك على النحو الذى ينظمه القانون. وتكفل الدولة خدمات الأمومة والطفولة بالمجان، والتوفيق بين واجبات الم أ رة نحو أسرتها وعملها العام. وتولى الدولة عناية وحماية خاصة للم أ رة المُعيلة والمطلقة والأرملة.

فالماده السابقه لم تكن خاصه بالمرأه ,, بل جئ بها على اعتبار انها مكون من مكونات الاسره ليس الا ,,,, انهم يحاولون صبغ المجتمع المصرى بالصبغه الوهابيه ,, فبعد ان كانت المرأه فى مصر هى كليوباترا ,,, ستصبح مع الفكر المتطرف من هؤلاء (( المرأه المعيله والآرمله )) ,,, عن اى دستور تتحدثون وعن اى حق تتشدقون وهنالك من النسوه المصريات من هم اكثر منكم ذكاءا وأحسن منكم عملا لم تأتوا بهم لوضع دستور بلدهم ,, سوى ما سمحتم لها بان تكون الممثله لنساء مصر وهى بالكاد لا تمثل الا نفسها (( عن ام ايمن اتحدث ))





ينتابنى القلق احيانا عندما ارى بعض العقول الشابه وقد جرفها التشدد الدينى الى الشعور بان المرأه لا تستحق الا ان تكون فى ديباجة مادة تتحدث عن الاسره فى دستور يتحدث عن امال واحلام اكثر من 90 مليون انسان نصفهم او اكثر قليلا من الاناث ,,,, وربط كل هذا بالدين وان المرأه حقوقها تتلخص فى كونها اما معيله لاسره رب الاسره فيها معاق مثلا ,, او مطلقه من رب الاسره او ارمله بعد وفاة رب الاسره ,, اذن حقوقها تبدأ مع نهاية وجود الزكر ,,, من قال بان الاسلام عنصريا حتى يفرد للزكور ما ليس للنساء وهو القائل سبحانه وتعالى (( بما فضل الله به بعضهم على بعض )) فالتفضيل اذن متبادل ,,, فعلى اى اساس وباى حجه قام المتأسلمون فى اللجنه المكلفه بوضع الدستور فى تهميش المرأه المصريه الى هذا الحد ,,,, او قد غضبهم ان يروا حرائر مصر يساندن اشقائهن من الرجال فى ثورة 25 يناير ,, او شق عليهم الامر حينما يظهرون فى الفضائيات وتكون المواجهه مع امرأه فلا يستطيع الرد عليها فيشعر بالعار امام انصاره بان امرأه غلبته ,,, اين هؤلاء من عمر بن الخطاب رضى الله عنه حينما قال (( اخطأ عمر وأصابت امرأه )) واين هم من السيده عائشه رضى الله عنها ومن اسماء بنت ابى بكر ,,, انهم مغيبون لا محاله ,, انهم يفقدون مصر نصف طاقتها البشريه والتى اكاد ازعم ان اجمالى المتفوقين فى مصر نسبة 60% منهم مؤخرا فتيات ,,


هى الحياه على ارض مصر ,, كانت ولازالت مطمع من كل الثقافات والحضارات ,,, فتارة يود الهكسوس لو انهم بقوا فيها ليأتى الرومان ويحاولوا صبغ المصريين بصبغتهم فيتبعهم الاغريق ,, ثم الهجره البدويه من ارض الحجاز على مصر ابان الفتح الاسلامى لها ,, ثم الاتراك ثم الفرنسيين فالانجليز ,,, كل هؤلاء حاولوا صبغ مصر بثقافتهم وحضارتهم ,, ولكن أبت مصر ,, وظلت هى ام الدنيا بطيبة ابناءها وخفة دمهم وحسن اخلاقهم وتعلقهم الشديد بوطنهم الذى تضرب به الامثال وانا شاهد على هذا فى الخارج ,,,, اذن فعن اى دستور ييتحدثون يا مطلقى الذقون وانتم عن اخلاقها بعيد ,,, ان مصر كانت وستبقى بها الجميع بلا تفريق او اقصاء ,,, ستبقى المرأه المصريه رمزا من رموزنا الوطنيه وشريك فى اقرار حاضر ينبئ بمستقبل زاهر ,,, ان كنتم ترديونها معيله او مطلقه او ارمله فنحن نرى لها حقوقا اخرى ,, قد اراها رئيسة وزراء او رئيسة جمهوريه ,,, ويكفى انكم تقفون مبلولى السراويل امام (( هيلارى كلينتون )) وهى امرأه ,,,, وعلى هذا يكون الرد الشعبى عليكم (( بلوه واشربوا مايته ))

بالتوفيق