كعادتي بعد رحيلك حبيبتي أجلس كل ليلة شارداً وحيد
وهذه الليلة أطلقت العنان لِصمتي وأعطيتَ له حُرية التعبير
وإذ بِصمتي لا يَذكِرُ شيئاً من الماضي القريب أو البعيد
حاولتُ معه تِكراراً لكِنهُ يآبىَ أن يحاورني أو يُقدِم تفسير
وفجأة صرخ الصمت في وجهي لِماذا تُريد مِني أن أستعيد
أرحم حالك وترأف بي أيُها العاشق المجنون ولا تطلب تبرير
ألا يكفيك أنك كُنتَ تَمتَلِك سيدة نِساء الكون ذو الحًسن الفريد
بلا لكني أريد أن أتآمل عيناها لِتُنير ظلام حياتي بِوجهها المُنير
أُريدَ أن أستعيد تآملاتي لِخِمولَ الشروق في ليل شعرها المديد
أُريدَ مِن روحها أن تُعطي لِنَصلَ قلمي محرابَ الأمل مِن رَحِم الغدير
أيُها الصمتُ أفتح أبوابك للذكرياتِ وإلا سينالُكَ عِقابي والوعيد
وهُنا صرختُ في الصمتَ والذِكرياتِ لِوقف نَزف إحساسي المرير
يَكفيني حبيبتي أنَكِ امرأة لن تتكرر في أي زَمنٍ وقلبي شَهيد
وحشتيني
هذيان قلمي المجنون
أختي التي أعتزُ بِها كثيراً فِداء
حينَ تُحاصِرُنا ذكريات الماضي وآلامِها
تجعلنا نَمكِثُ في صَمتٍ رَهيبٍ ومَرير
وتَجبِرُنا على أن نجعل الصمتَ سيدَ المكان
تحياتي لقلمك المُبدِع والراقي والعذب
طبيب الهوى