اتصلت بيه وهو طبعا محجوز بالمشفى للعلاج
وطلبت منوا حوار مواطن مصري وياه
قال : أنا مرهق ومريض ومش بعمل أي حوارات مع حد
حاولت تاني وغلست وبوخت ورخمت عليه
ابتسم وقال : شتيمة وسب وهجوم وتطاول عليا مش كده
قاطعته نافيا : لالالا حوار حوار مفيش فيه اي تعديات خالص
اتنهد بوجع وهو بيقاوم وقال : طيب يا ابني ماشي
شكرته واغلقت موبيلي وجريت بسرعه احسن يرجع في كلاموا
وصلت المستشفى ورحت القسم اللي هو محجوز فيه
وهناك كانت مشكله كبيره دخولي له
منعوني الحرس
رحت للضابط المختص
وقلت له : انا من شويه اتصلت بيه وهو وافق اجري حوار وياه ارجوك بس بلغوا وشوف ردوا
ابتسم الضابط وقال : حوار ! ياترى ايه نوعية الحوار ؟
قاطعته : لما اعمل الحوار هخليك تشوفوا
ابتسم ثانية وقال : طيب هروح اشوف وانتظر هنا
جلست لا اعرف ماذا سيحدث
وما هي الا ثواني صغيره جدا
ورأيت الضابط خارج من الغرفه
تعالى اتفضل
دخلت الغرفه التي يرقد بها واقتربت بهدوء شديد منه وقلت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فنظر لي بامعان ورد السلام
واستاذنته بالجلوس على كرسي امامه مباشرة
فقال : خد راحتك يا ابني
كنت في اول الامر متلعثم امام هذا الرجل المسن الذي كان حتى قبل الثوره
يتغنون باسمه ويهتفون له بل ويثنون عليه وعلى انجازاته وبطولاته
ساد الصمت بيينا برهه فوجدته يقول لي باستغراب
انت جاي توريني سكوتك ولا جاي تتفرج عليا ؟
فقاطعته بكل ادب : لا خالص والله حضرتك بس مش عارف ابدأ منين ؟
فقال ضاحكا : اي زاويه تحبها كلمني فيها
فبدأت بالعدول في جلستي وسألته : ياترى ايه السبب المباشر في اللي حصل لحضرتك ؟
فنظر لي بتمعن وهدوء وقال : بص احنا اصلنا فراعنه للاسف ومش بيعجبنا اي شيئ خالص حتى العجب نفسوا
ايام لما كنت رئيس مصر كانت توصلني تقارير من الحكومه وكنت بتابع
قاطعته : بس حضرتك اغلب ان لم يكن كل التقارير كانت متفبركه ومش بتعبر عن حالة غليان الناس وعموم الشعب ؟
ابتسم واعتدل جالسا وقال : غليان الناس طيب بص
انت لو في بيتك تقدر تفهمني انك عارف كل شيط من جميع الادوات في البيت ؟
فأجبته : يستحيل طبعا
فقال : مصر كده , مصر كبيره اوي يا ابني اسم وتاريخ وشعب وكمان مشاكل وانا كنت بحاول
قاطعته : كلام حضرتك تمام بس دي مصر ولما نقول مصر مش ينفع نقارنها ببيت
فابتسم قائلا : انا بقول مثال مصغر ومش تنسى شيئ مهم اوي لو كنت زوج واب مستحيل هترضى ولادك كلهم
فقلت له : حضرتك انا عارف كل ده انما شرعية ومسؤلية رئيس مصر تستلزم حرص قوي ومتابعات عاليه جدا مش الاكتفاء بشوية تقارير وخلاص
قاطعني : طب اعمل ايه ؟ تفتكر امشي في الشوارع واسال الناس ؟
فقلت : وليه لاء ؟ ايه يمنع
ابتسم بصوت قهقهه وقال : امشي في شوارع ايه بس من 52 لدلوقتي ومفيش رئيس يقدر يمشي في الشارع كده وخلاص حتى في امريكا نفسها بلد الحريات والديمقراطيه انت مش عارف حاجه يا ابني
جلست حائرا
وسألته
طيب وحضرتك بالنسبه لما يشاع عن ولادك جمال وعلاء ايه رأيك فيه ؟
نظر لي مدققا وقال : جمال وعلاء ولادي والاب لا يمكن يتبرأ من ولادوا وسيبك من حكاية التوريث والكلام الفارغ ده مصر مش مملكه عشان يكون فيها كده
قاطعته : بس فعلا كان فيه تمهيد وسياسات بتعبر عن ان جمال بيتعمل له تمهيد لارث الحكم
قال بشجب : تخاريف ما انت مصري وعارف لما حد يوقع الكلام بيزيد اوي عليه
قلت له : طيب وعلاء ايه مشاكله هو كمان ؟
فنظر لي بامعان وقال : هو انت جاي تعصبني وتحرق دمي
فقاطعته بهدوء : لا والله حضرتك بس
وهنا سمعت صوت المنبه الخاص بي فقمت فوجدتني نائما بجوار السرير وضحكت على حالتي تلك
ههههههههههههههههههههههه