منذ /03-20-2013, 04:55 PM
|
#1 |
مبدعي المنتدى
| أحـــلام الفتي عمـار
الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل , الجو بارد يمطر مطرا خفيفا
الشوارع في المدينة تضيء بضوء أصفر فسفوري جميل ,
الشارع الطويل ساكن لا يتحركــ الا من بعض جنود الدوريه الليلية
والفتي " عمـار " فتي في الثانية والثلاثين من عمره , طويل القامة , أسمر اللون
يبدو عليه ملامح الفقر والبؤس , ومع ذلكـ تبدو عليه الوسامة والوجاهة ..
كان الفتي " عمار " ساهرا مع صحبة من الفساد يشرب الخمر ويلعب الميسر ,
يعمل مدرسا باحدي مدارس المدينة ,, قبضت عليه دورية الليل وهو سكير في شوارع المدينه
يدخل علي الضابط النوبتجي فيقول : انت تاني !
فيرد الفتي متمايلا سكيرا : أصل النوم عندكم عجبني يا عسل .
يقضي الليل في السجن وفي الصباح أطلق سراحه فخرج متوجها الي مدرسته ,
فوجد العمل في مدرسته علي قدم وساق , يناديه المدير :
قائلا : أستاذ " عمار " كم تكون الساعة الآن ؟
فيرد عمـار : ليه وأنت ممعكش ساعة يا مدير ،
ما تيجي معانا ليلة واحدة يمكن الحظ معـاكـ وتشتري مليون ساعة.
المدير : رد يا أفندي بأدب .
عمـار : علي أيه الذل ده والنعره الكدابة دية.
المدير : أنت مدرس متسيب ولا تصلح أن تكون قدوة للتلاميذ ، أنت محول للشئون القانونية .
عمـار : علي أيه الشئون القانونية ،! أعتبرني يا مدير مستقيل .
ويتناول ورقة من أمام المدير ويكتبها علي عجل أنه مستقيــــــــــــل .
يخرج عمار من المدرسة متعب الجسم شارد الذهن يبحث عن صدر يرتاح عليه يتحدث معه ،
يمشي في شوارع المدينة المزدحمة يحدث نفسه ، ما هذا الزحام ؟ لم التمسكـ بهذه المدينة ؟
اني أحلم بدنيا جديدة جميلة أصنعها كيفما أشـاء ، دنيا الطهارة والنقاء لا كذب لا نفاق لا فقر
لا أحتيـاج .
أين المفر من هذا الزمان ؟ أين المفر من هذا الزحام ؟ أحــــــــلام .. أحـــــــلام . يمشي ويمشي ويسمع صوت المؤذن لصلاة العصر يذهب الي منزله القديم المكون من حجرة وصالة ودورة مياه.
أساس بسيط لكن أنيق يعيش فيه مع أمه العجوز الحاجه " مبروكه " يلقي عليها السلام .
فتقول له :أين كنت بلأمس يا ولدي ؟
فيرد عمار : أماه ... لا تسألي عن أمسي ... ولا تزيدي همي .. قد يصلح الله في يوم ما حالي .
تدعو له " يصلح لكـ الحال يا ولدي ... وينور لكـ طرقكـ .. ويرزقكــ رزق حلال ... ويبعد عنكــ ولا الحرام .
يدخل الحمام يتوضأ .. يصلي ... يرتدي ثيابا أنيقة .
تخاطبه أمه : وصل خطاب من خالكـ " مجاهد "
يأخذ الخطاب ... يقرأه ... كان مضمونه أن خاله خرج علي المعاش بعد أن كان ضابطا في الجيش المصري .
وكانت مكافأة نهاية الخدمة أرضا في " سينـاء " وكان يدعوه للعمل معه في هذه الأرض وتعميرها .
يرمي الخطاب من يده ويخرج متوجها الي خطيبته " سلوي " التي طالما أحبها وأحبته ةهما في الجامعة ،
يقرع الباب ويدخل بيتا كبيرا يسلم علي " سلوي " يتحدث معها .
قائلا : وصلني خطاب من خالي " مجاهد " يدعوني الي العمل معه في أرضه الجديدة في سيناء
سلوي خير ان شاء الله وأيه المطلوب مني ؟
عمار ما رأيكـ أن نتزوج ونعيش هناكــ خاصة أنه لا يوجد عندي شقة وقد قدمت استقالتي اليوم .
سلـوي : قدمت أستقالتكـ ، حرام عليكـ أقول ايه لأبي وأمي ، تزوجت عاطلا ، وكمان تريد مني الزواج في صحراء سيناء ، حرام عليكـ يا راجل ؟
يخرج عمار والنار تتأجج في صدره ، يمشي دون تفكير ، يقف علي شاطيء البحر ويحدث نفسه ، يا بحر أنت
أبي الذي مات ، أنت أملي الذي أرجوه ، لما بخلت علينا بالكرم " يحدث نفسه " ألم تكن أرض الله واسعة .
يذهب الي منزله ، لم ينم ليلته ، فكان يشعل سيجارة من سيجارة ، وفي الصباح ركب الاتوبيس متجها الي
خاله " مجاهد " وفي الطريق وجد صحراء ليس لها بداية ولا نهاية ، يفكر قائلا :
لماذا لا نعمر في هذه الصحراء ؟ لماذا لا نحول رمالها الي جنة خضراء ؟ .. أحــلام ... أحـــلام .
يصل الي خاله ، يحدثه بما حدث له . فيرد عليه خاله : أمامكــ الأمل كبير ، والأرض الطيبة والتراب الأصيل ،
والرمل الذهبي لن ينسي ابنه ، لن ينســــاكــ...
يقول عمار: وهل من المعقول أن تصبح الأرض الصفراء خضراء ؟ وبعد كم من السنوات ؟
تكون " سلوي " قد تزوجت وضاع كل شيء من يدي .
الخال " مجاهد " ولدي " عمار " ان كانت تحبكـ فعلا ستنتظركــ طول العمر ، بل ستعمر معكــ وتزرع معكـ
يبدأ " عمار " العمل الجاد وستــأجر الألات الزراعية ، يشق قناة من ترعة السلام الي أرض خاله ،
أرض المستقبل _ يزرع ...يروي ...
هل يا تري يتحقق حلمه ؟ ويصل الي ما يتمناه ؟
انها أحــلام فتي ، دعاء أم ، سلوي الحائره . |
التعديل الأخير تم بواسطة Arco Baleno ; 03-21-2013 الساعة 10:07 AM
سبب آخر: تقدير اداري
|
| |