[SiLver Spectra]

هل تؤمن بالعلاج بالقرآن ؟

الإجابة تتعلق بسؤال آخر : هل تؤمن بالعلاج النفسي ؟
بالطبع أؤمن به
فإذا الإجابة عن الأول هي : نعم أؤمن بالعلاج بالقرآن لأنه نوع من أنواع العلاج النفسي

طبيا فإن نسبة العلاج تتوقف بنسبة كبيرة على نفسية المريض
فإذا كان المريض متفائل بعلاجه كانت نسبة علاجه أفضل
أما تدهور الحالة النفسي فسيؤدي إلى تدهور الحالة الصحية ان وجد بها أمراض

فأنت عندنا تصاب بمرض ما و تبدأ في التحسن و تشعر بتفاؤل اتجاه الشفاء فأنت بذلك قد تعالجت نفسيا و هو ما يؤهلك للشفاء التام من المرض حتى قبل أن يغادر جسدك ( و هنا أتحدث عن الأمراض العادية كارتفاع درجة الحرارة)

فالعامل النفسي يلعب دور هام جدا في العلاج قد يصل إلى 50%
و خير مثال على ذلك عندما تشعر بتحسن بمجرد قيامك ببلع الدواء حيث لم ينتشر المفعول بالأصل داخل الجسد
فهنا العامل النفسي اشعرك بتفاؤل اتجاه العلاج و الشفاء

فنفس الإنسان شديدة التعقيد و يصعب تفسيرها بشكل مبسط
و جميعنا مصابون بأمراض نفسية !
نعم جميعنا مصابون بها و اذا كنت تشك في ذلك فحاول أن تجيب ما يلي :
هل تكره نوع معين من الأطعمة ؟
ان كانت اجابتك بنعم فاذكر السبب ؟
هل ترى أنه سبب مقنع ؟

الإجابة عن الاسئلة السابقة ستوضح بما لا يدع مجالا للشك أن جميع البشر مصابون بأمراض نفسية لأنه لايوجد شخص يحب جميع الأطعمة
و عندما تبحث عن السبب ستجده غير مقنع لأن سبب الكره يتغلب عليه الطابع النفسي أكثر من اي شيء آخر

و ان حدثتكم عن نفسي فأنا مثلا لا أحب البطاطس مع اللحمة اللي في صانية
و أعلم أن الكثير منكم سيتعجب لأنها من أكثر الأكلات شعبية في مصر
مع العلم أنني أأكل جميع أنواع البطاطس , و آكل البطاطس في حلة لكن لا أكل اللي في صانية
و السبب يعود لعدم حبي لطعمها , و أظن أنه قادم من الطفولة , شعرت أن بها جلد فصرت أكرها حتى يومنا هذا , و قد أتغير مستقبلا

لو بحثت ستجد من يكره البشاميل , و غيرها من الأكلات التي تحبها و تستعجب ممن يكرها و غيرك يستعجب من كرهك لأكلة أخرى

ابن عمتي لا يأكل اي نوع من الفاكهة !
و هي ظاهرة غريبة نوعا ما , فأنا أعلم أن هناك من يكره أنواع بعينها و لكن أن تكره جميع الفاكهة !

ان بحثت عن السبب الحقيقي وراء تلك الظواهر ستجدها أمراض نفسية
و ليس معنى كلمة مرض نفسي أي أنك مجنون
و إلا فكل البشر مجانين ! و ان كانوا بالفعل مجانين و لكن ليس بمفهوم التخلف العقلي

و ابحث عن أمور أخرى ستجد من يحب أماكن معينه و من يحب هوايات معينه و من يكره هوايات اخرى و انشطة و صداقات و من له عادات متكررة و غيرها من ملايين الأشياء

نعود اذا لنتحدث عن العلاج النفسي
العلاج النفسي يتوقف على عامل رئيسي ان حققته فستحقق الشفاء النسبي بدرجة مقبولة
و هذا العامل هو الراحة النفسية

و بالتالي فالقرآن ماهو الا وسيلة من وسائل العلاج النفسي بالنسبة للمسلمين
و الصليب ماهو الا وسيلة للعلاج النفسي بالنسبة للمسيحيين
و الماء المقدس ماهو الا وسيلة من وسائل العلاج النفسي للهندوس
و الموسيقى الهادئة ماهي الا نوع من وسائل العلاج النفسي لمن يؤمنون بها

و هي جميعها وسائل تستخدم للعلاج النفسي و تلقى نجاحا بشرط هام , و هو ايمان الشخص المريض بها و ايمانه بأنها مصدر راحة و سكينة
و إن خالفت هذا الشرط فلن يشعر المريض بأي تحسن اتجاه الوسيلة المستخدمة
لن يشعر المسلم بتحسن عندما تعالجه بالصليب
و لن يشعر المسيحي بتحسن عندما تقرا عليه القرآن

*********************

جميعنا شاهد من قبل مشاهد لطرد اشباح أو جن أو شياطين (سميها ما شئت) من البشر
و قد اثارني فيلم وثائقي قديم شاهدته على احدى الفضائيات كان يتحدث عن ظاهرة طرد الجن و قاموا بتصوير مشاهد من دول مختلفة و من ديانات مختلفة وصلت إلى عشر ديانات
و كانت النتيجة واحدة
يتقدم الشخص المصاب بالجن , و يبدأ شخص آخر يدعي بأنه سيطرد هذا الجن و يقوم بعمل طقوسه الدينية و يبدأ بعدها الشخص الذي يدعي باصابته بالجن فالاضطراب و يزداد هذا الاضطراب و يصل إلى صرع و اصوات غريبه و تبدأ مرحلة التقييد إلى أن يهدا الشخص فجأة !
السيناريو تكرر مع العشر ديانات بنفس الطريقة و كانت احداها هي الديانة البوذية

و هذا ما جلعني حينها اقرأ عن السايكو أو ما يسمى بعلم النفس
و اكتشفت حينها أن النفس البشرية هي نفس معقدة جدا و قد يؤدي اضطراب ما فيها إلى وصول الشخص إلى حالة أشبه بالجنون , و ليس شرطا أن يكون هذا الشخص مصاب بهذا الجنون بشكل دائم , و لكنه قد يخرج جنونه في أوقات محددة و خاصة ان كنت تربي هذا الجنون داخل نفسه!
كأن تعطيه الايمان بأن هناك جن يلبسه و أنه يحتاج إلى العلاج و هنا يصدق الشخص المضطرب و الخائف بشعور ان هناك جن يتحكم به و يؤدي به إلى تصرفات غريبه تحدث له في أوقات محددة , و عندما تحاول علاجه قد يستجيب ان امتلك الإرادة لذلك
حتى ان استخدمت وسائل الدجل معه

كان لي صديق قديم يخاف دائما من الظلام أو من الأماكن المغلقة , و كان يحكي لي قصص عن قيام والدته و هو صغير بمحاولات طرد الجن منه
و كان يقول لي بأنه كان يصاب باضطراب بمجرد قيام القارئ بالقراءة عليه و يشعر ان الجني يتحكم به و لكنه قالها صراحة بأنه كان عبيط لأنه في النهاية من يفعل تلك التصرفات و لكنه يفعلها بقناعة منه بأن هناك جني يلبسه
و بطبيعة الحال فكلما كبرت في السن زال شعورك بالخوف بالنسبة للرجل فتقل هذه الظواهر عامة على خلاف الإناث و التي تظل (خوافة) مما يجعلها عرضة لتلك الأمراض أكثر من الرجل
و هو ما قاله أحد الدجالين ممن يقومون بعمل طقوس غريبه بحجة طرد الجن , أن أغلب زبائنه هم من الإناث

قد يتساءل أحدكم : هل تؤمن بالجن ؟
الإجابة نعم اؤمن بهم كما أؤمن بالملائكة
و لكني حسب وجهة نظري ارى أن سبب ما يظهره بعض الأشخاص من تلك التصرفات ماهو الا أمراض نفسية قد تعالج بالطريقة التي يؤمن بها هذا المريض بشرط أن تكون لديه الإرادة للتخلص من هذا المرض النفسي
فالعلم و التجارب تطوروا و صار بامكانك التحليل و تفسير الظواهر بشكل علمي يساعدك في حل الأمراض المشابهة بعيدا عن التفكير في الأمور الغيبية

و من يقرا في علم النفس و الأمراض النفسية سيدرك بأنه علم كبير جدا و بأن النفس البشرية و التي ترتبط بمخزون العقل فائق القدرات
ماهي الا مكون شديد التعقيد و أقل اضطراب به قد يؤدي إلى تصرفات قد نطلق عليها حينها بأنه شخص مجنون غير طبيعي أو بأنه (يركبه جن)


كان لنا جار يسكن في الشقة أسفلنا قديما في مصر (ايام عنواني القديم)
كان هذا الرجل يعيش وحده و يضحك بصوت عالي بشكل غريب
كنت عندما أنام و اسمع ضحكته الشريرة أخاف
و كان عندي شغف بأن ارى هذا الشخص صاحب تلك الضحكة الشريرة و التي يضحكها في اوقات غريبه كآخر الليل
و في مره كنت في الحمام و سمعت ضحكته قريبة ما دفعني لفتح النافذة لأنظر إلى شقته حيث ان الحمامات كانت تواجه بعضها و لكننا كنا نعلوه بدور
فعندما نظرت إليه وجدته شخص عادي يرتدي نظارة شمس سوداء و يرتدي جلباب و يغسل على طريقة نانسي عجرم , ثم يضحك بعد فترة بنفس ضحكته الشريرة التي لا تتغير
و كنت أخاف من الدور الثالث الذي يسكن فيه عندما اصعد السلم و اشعر انني اريد ان اعبر هذا الدور بسرعة البرق

كنا نطلق عليه الراجل المجنون و كان أحيانا هذا الجو المرعب يكون مسلي بين اقاربك )
و علمت لاحقا بأنه شخص مريض نفسيا منذ أن طلق زوجته و صار يعيش وحيدا للعلم انني لم اصادفه و لو لمره واحده و هو يخرج من بيته او يمشي في الشارع

هذا المرض (الضحك بدون سبب أو الضحك القهري) ماهو الا مرض نفسي يصيب الشخص نتيجة اضطراب عصبي عقلي و قد يكون منفصم الشخصية و الله أعلم , لكن هذه الظاهرة لها العديد من التشابهات مما دفع أطباء و علماء النفس لايجاد طرق علاجية لهذه الأمراض و علمت لاحقا بأنه قد شفي (بطل يضحك) بعد أن عولج في احدى المستشفيات

خلاصة القول هنا هو أننا لابد من و أن نسعى دائما للتشخيص العلمي و لا ندع مجالا للدجالين في استغلال حالات اضطراب نفسية نساعد في تكوينها باقناع المريض بأنه مصاب بجن !

فكل ما يحتاجه هذا المريض هو الراحة النفسية , حاول دائما أن تمنحه اياها بدون ان تلصق عليه تشخيصات بأنه راكبه جن أو لابسه شيطان أو منفصم الشخصية أو متحول
لأنك ان فعلت هذا فسيتحول بالفعل إلى ذلك !!

و شكرا للقراءة,,