رقم العضوية : 11327 | تاريخ التسجيل : Jan 2009 | المشاركات : 118 | النقاط : | درجة التقييم : 50 | قوة التقييم : 0 |
أوسمة العضو | | | قل ولا تقل قل ولا تقل
الحمد لله رب العالمين, والصلاة, والسلام على خاتم النبيين والمرسلين, سيدنا محمد, وعلى آله , وصحبه, ومن تبع دينه, ونهجه إلى يوم الدين .
وبعد .
منذان كنت صغيرا, وأنا أشعر, بالحرج البالغ, والضيق الشديد وأنا أقرأ فى كتب الفقهاء, وشراح الحديث, والمفسرين ما يسمى بحد اللواط , وأقرأ فيه مثل هذه الألفاظ : " لاط , يلوط , لائط , ملوط به, لوطى....." فيحدث لقلبى انقباض, وأتذكر على الفور نبى الله لوطا - على نبينا وعليه الصلاة والسلام, وأتذكر ما كان عليه من حرب قاسية لهذه الجريمة التى جعل الله حربها, ومقاومتها, جوهر رسالة هذا النبى الكريم, وأقول فى نفسى : ما ذنب هذا الاسم الكريم, وهذه الأحرف المنيرة ؟!
لماذا يشتق منها اسم لهذه الفاحشة الشنعاء ؟!
والقرآن الكريم, والسنة المطهرة, لم يرد فيهما- فيما أعلم – إطلاق اسم من هذه الأسماء المشتملة على حروف اسم هذا النبى الكريم على من يفعلون هذه الفعلة.
فالقرآن الكريم قال: "أتأتون الذكران من العالمين, وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم " (1) وقال : " أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون "(2)
وقال : " أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ؟ إنكم لتأ تون الرجال شهوة من دون النساء ....." (3)
فسماها القرآن فاحشة, وإتيانا للذكور, وإتيانا للرجال. وهذه مصطلحات يمكن اختيار واحد منها ليكون معبرا عن ذلك الرجس, خاصة المصطلحين الأخيرين ؛ لما فى الأول من عموم .
(1) الشعراء الآية (165) (2) النمل الآية (54)
(3) الأعراف الآية (80 , 81)
أما السنة المطهرة فإن ما ورد فيها بعيد كل البعد أيضا عن ذلك كل ما فيها أنها أضافت أولئك القوم إليه عليه السلام وها هى بعض عبارات السنة فى ذلك : " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط .........." و " إن أخوف ما أخاف على أمتى عمل قوم لوط " (1)
أفبعد هذا يصح لغة أو شرعا أن ندنس اسم هذا النبى بنسبة من يعمل ذلك العمل إليه فنقول: " لوطى" ؟! أو نسمى شذوذه لواطا ؟ .
وبمناسبة ذكر اللغة, فإننى رجعت إلى عدد من معجماتها فوجدتها -إلا قليلا – انجرفت فى تيار تلك العادة اللسانية المذمومة, ففى القاموس :
" لوط , بالضم : من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام, منصرف مع السببين
لسكون وسطه. ولاط : عَمِلَ عََمَلَ قوم لوط كلاط وتلوّط " (2) ثم مضى - سامحه الله - مكملا المادة, ولم يرشده حسه اللغوى الدقيق ليقول كلمة استهجان, أو يذكر ما هو الأليق من هذا .
أما الزمخشرى فى " الأساس " , وابن فارس فى مقاييسه فلم يشيرا إلى شئ من ذلك, مع وجود المادة فى معجميهما, وإنما فرعا على الأصل اللغوى لهذه المادة " لوط ", والتى تعنى اللصوق.
أما المعجم الوسيط , فإنه جرى على ما جرى عليه القاموس ؛ ففيه
" .........ولاط فلان لواطا : عمل عمل قوم لوط .......... واللوطى : من يعمل عمل قوم لوط " (3)
أما صاحب المفردات - رحمه الله – فقد شعر بالحرج من ذلك؛ فقد قال : " وقولهم تلوّط فلان : إذا تعاطى فعل قوم لوط , من طريق الاشتقاق, فإنه اشُتق من لفظ لوط الناهى عن ذلك , لا من لفظ المتعاطين له " (4)
(1) انظر سنن ابن ماجة , كتاب الحدود , باب من عمل عمل قوم لوط .
(2) القاموس المحيط , مادة " لوط " .
(3) المعجم الوسيط , مادة " لوط " .
(4) المفردات للراغب الأصفهانى , مادة " لوط " .
وذلك - والله - غاية الظلم, ويذكر للراغب – رحمه الله – تنبيهه إلى ذلك.
وعلى نفس الدرب سار ابن منظور فقد قال : " ......... ولاط الرجل لواطا,
ولاوط : أى عمل عمل قوم لوط . قال الليث : كان لوط نبيا بعثه الله إلى قومه فكذبوه, وأحدثوا ما أحدثوا, فاشتق الناس من اسمه فعلا لمن فعل فعل قومه ........" (1)
فبئس - والله – ما أحدث الناس, وما أحرانا أن نبتعد عما أحدث الناس مادام حدث سوء .
فلا نقل إذا " لوطى " بل نقول " شاذ جنسيا " , أو" آت للذكران " ولانقل " جريمة اللواط " بل نقول " جريمة إتيان الذكران " أو الشذوذ " أوما أشبه ذلك حتى نبعد أحرف ذلك النبى الكريم عما لا يليق باسمه, وصورته فى أخيلتنا وذلك واجب .
كما يجب أن يبعد اسم النبى الكريم إسرائيل " يعقوب " عن رمز البغى والعدوان والإفساد فى عصرنا " دولة الصهاينة " آذن الله بزوالها قريبا
وأرانا ذلك بأعيننا حتى يشفى الله بذلك صدور قوم مؤمنين
بقلمى:صاحب القلم الحزين
|