[ابتسامة الزهر]

عند التفكير بموقع مصر الجغرافي نجد أنفسنا إمام حالة نادرة من الأقاليم و البلدان من حيث السمات التي تقع فيها و كثيرا من هذه السمات تشترك فيها مصر مع هذه البلاد أو تلك و لكن مجموعة الملامح ككل تجعل منها مخلوقا فريدا مصر بالجغرافيا تنتمي الي إفريقيا ... و لكنها أيضا تنتمي الي آسيا بالتاريخ و هي مداريه بحوض البحر المتوسط .. و مصر موسميه بأصولها و مياها تقع مصر في الصحراء و لكنها واحة ضد الصحراء مصر فرعونية الجد ... و لكنها عربية الأب مصر بنهر النيل قوة بر ... و بسواحلها قوة بحر أي أنها تضع قدما علي الأرض و قدما في الماء مصر بجسمها النحيل تبدو مخلوقا اقل من قوي و لكنها برسالتها التاريخية الطموح تحمل رأسا أكثر من ضخم و هي علي خط التقسيم بين الشرق و الغرب تقع مصر في الشرق و هي خط المواجهة الأول إمام الغرب و مصر علي البحر المتوسط تمد يدا نحو الشمال .. و يدا نحو الجنوب و مصر مركز مشترك لثلاث دوائر مختلفة فهي في قلب العالم العربي و واسطة العالم الإسلامي و حجر الزاوية في العالم الإفريقي تجمع مصر بين إطراف متعددة غنية و جوانب كثيرة خصبة و ثرية فهي ملكة الحد الأوسط و سيدة الحلول الوسطى تجعل عبقرية المكان من مصر امة وسطا بكل معني الكلمة وسطا...في الموقع و الدور الحضاري و التاريخي وسطا... في الموارد و الطاقة وسطا... في السياسة و الحرب وسطا... بين الأجناس و السلالات و الحضارات و الثقافات وسطا ... في النظرة و التفكير وسطا... بين خطوط الطول و العرض و بين المناطق الطبيعية و أقاليم الإنتاج وسطا ... متعددة الجوانب و الإبعاد و الآفاق إن مصر فلتة جغرافيه لا تكرر في أي ركن من أركان العالم و تلك هي حقيقة عبقريتها الاقليميه