عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-07-2013, 09:25 PM   #1

مِسكُ الشَهادة

❀۩سأموت ُولن تموت عقيدتي ۩ ❀

۞๑ ๑خالد البنا۞๑ ๑

 

 رقم العضوية : 70388
 تاريخ التسجيل : May 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : تركيا ... إسطنبول
 المشاركات : 12,849
 الحكمة المفضلة : أملي أن يرض َ الله عني
 النقاط : مِسكُ الشَهادة has a reputation beyond reputeمِسكُ الشَهادة has a reputation beyond reputeمِسكُ الشَهادة has a reputation beyond reputeمِسكُ الشَهادة has a reputation beyond reputeمِسكُ الشَهادة has a reputation beyond reputeمِسكُ الشَهادة has a reputation beyond reputeمِسكُ الشَهادة has a reputation beyond reputeمِسكُ الشَهادة has a reputation beyond reputeمِسكُ الشَهادة has a reputation beyond reputeمِسكُ الشَهادة has a reputation beyond reputeمِسكُ الشَهادة has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3412670
 قوة التقييم : 1707

مِسكُ الشَهادة غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

أفضل متابع سهراية رمضانية تكريم فى مسابقة مضاد الخاطرة فوز مركز ثالث فى مسابقة الدويتو تكريم أدارى تكرييم صفحات مكشوفة مركزثانى دويتو فى لطشه 183 المتخزعبل الكبير وسام شاعر المنتدى المركز الاول مسابقه القلم  السحري 

افتراضي كنزٌ من قناعة ( تابع لمسابقة القلم السحري )









أعجبني كثيرا ً ذاك العجوز ُ الملقى على الأرض
يتفطر ُ ألما ً على فراش ِ الموت
وترى عينيه مغمورتين بالدموع ِ
لشدة ِ الألم ومع ذلك ترى الإبتسامات
تقطر ُ من فمه وفؤاده كما هو الشهد ُ في مخدع
النحل ...
قيل َ له ُ وما يجعلك تبتسم !!!
قال قناعتي التامة بقضاء الله وقدره
ولن يُصيبني إلا ما كتب الله لي ...
وأدهشني حال ُ تلك الأم التي تودع أبناءها الأربعة
والذين قضوا نحبهم شهداء أمام عينيها
تصرخ ُ بالرضا عليهم وبالدعاء ِ لهمم
بصمت ٍ وأدب ووجه ٍ وقور الصفات
ثابت الحركات ...
قيل َ ما الذي يجعلك ِ صابرة لهذا الحد !!!
قالت قناعتي بأن الله يُحبني ولذا ابتلاني لأصبر
ويُحبهم بأن اصطفاهم شُهداء ...
وكم لتلك الأسرة الفقيرة من فخر ٍ في نفسي
حين أراها لا تأكل قوت َ يومها ومع ذلك
تكد ُ وتكدح ليل نهار لتجني أبخس الثمن
وبجوارها تسكن ُ أسرةٌ أخرى
لا يحتاج ُ أفرادها
لعمل لكثرة المال عندهم ...
قيل ألا تحزنون لحالكم الفقير !!!
قالوا نحن نقنع أن الرزق بيد ِ الله عز وجل
فهو يُعطي هذا الشخص نصيبا ً من
المال وقد يُفقده راحة َ البال
بينما نحن ُ منحنا راحة البال والطمأنينة
والرضا ونحيا بكل سعادة أكثر من غيرنا
رغم ندرة ِ المال عندنا ...
فيا ابن آدم ارضى من الدنيا بالقوت ...
فالقوت كثير ولن يموت ...
فالقناعة سمة عظيمة تختلج ُ فؤاد َ الإنسان المسلم
والذي يرضى بما كتب الله له من رزق ٍ وحياة ٍ
وأجل وصحة وشقاء ورخاء ...
القناعة هي السكون عند المجاعة والجأش
عند عدم المعاش ...
والإكتفاء لما في اليد ولما في القلب ِ
والروح من مكتسبات ربانية حتمية على
هذا الإنسان الفقير لله ...
القناعة هي الإيمان الحتمي بأن الأعمار
والأرزاق والأجساد وكل شيء في الحياة ملك
لله عز وجل وهو المكلف والمتصرف بإدارته وفق
قضاءه وقدره المقدر له في اللوح ِ المحفوظ ...
هي غناء القلوب بما في الغيوب وفق رضا نفسي
كجزء لا يتجزء من رضا إلهي عن العبد وفق نصوص
دينية في القرآن والسنة المطهرة...
القناعة هي غنى النفس وتمحيصها وتشخصيها
بدقة وفق إرادة ربانية وسعادة لا مثيل لها لما بعدها
وقبلها من إمور ...
هي الشُكر على السراء والصبر ع الضراء
وإستحضار مخافة الله عز وجل ورقابته الدورية
للإنسان ع كل أفعاله وأقواله والرضا بها أيا ً كانت
النتائج والعقبات ...
إقنع بالقليل سيأتيك الكثير ... وإقتنع بما أصابك
سيعجّل ُ الله سعادتك ...
وفي حديث ٍ عن الرسول ص الله ع وسلم قال :_
قَدْ أَفلَحَ مَنْ أَسَلَمَ ، وَرُزِقَ كَفَافاً ،
وَقَنَّعَهُ اللَّه بما آتَاهُ
صدق رسول الله ...
فمن يقنع بما أتاه الله من خير وشر في دنياه
سيفلح عند الله وسيغمره بنعمه ِ الكثيرة
القناعة سلاح ُ المؤمن ودليل حتمي على
قوة إيمانه ...
هناك الكثير من الناس من يستسلم لأقل الأسباب
فإن أصبح فقيرا ً ينظر للناس نظرة حسد والحسد
تمني زوال النعمة عنه وهذا ينافي أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك
وبالتالي هنا تم قتل ُ القناعة في قلوبهم
لأن قلوبهم إرتبطت بجشع ِ الدنيا وشهواتها فلم
ترى منها سوى ما يُغضب ُ الله عنهم ...
فجاء قوله تعالى في سورة هود :-
(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)
صدق الله العظيم
هنا وصف لهم الله عِظم القناعة بطريقة سلسة تُخاطب عقولهم
فإن كانت الدواب التي لا تمتلك العقل تقنع لما رزقت به من نِعم
فما بالك بالإنسان الذي أودع الله فيه العقل وميّزه عن سائر المخلوقات
وأنعم َ عليه التفكير لكي يستغله للأفضل ولما يجلب له السرور
في الدنيا والآخرة ... أيكون جشعا ً سلبيا ً أم راضيا ً مرضيا ...
ويستحضرني بيتا ً من الشِعر للإمام الشافعي حين قال :-


دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء


ولا تجزع لحادثة الليالي ..... فما لحوادث الدنيا بقاء


نعم لندع الدنيا بهمومها بأفراحها بكل ما فيها لإرادة الله
وقضاءه وقدره .,.. علينا أن نعيش اللحظة الجميلة في حياتنا
وأن تكون قناعتنا التامة وفق رضا الله عنا ألا وهي الإبتسامة
لأي حادثة سلبية قد تُطيح بنا لأنها عبارة عن محبة من الله
يُرسلها لنا دون غيرنا لنصبر عليها ونحتسب وتكون الجنة مرادنا ...
علينا أن نقنع بأننا عبارة عن كُتل ترابية متحركة منحها الله روحا ً
وعقل وجسد وخيّرها ما بين الصالح والطالح في الدنيا ...
فأيهما تختار ؟
هنا قناعتك المستمدة من دينك وتقواك ستقودك لما فيه صالحك
في الدنيا والآخرة ...
القناة كنز لا يفنى وبئر لا ينضب وروح لا تشك وقلب يخشع
وعين تدمع وفم يبتسم وجسد يركع ...
القناعة أمل رغم ألم وصبر رغم محنة وشُكر رغم نقمة
القناعة رضا وإخلاص ... وتقوى وحماس ... وإيمان
وعزيمة وتغيير للخير ...
القناعة مكسب دنيوي عظيم في قلوب ممتلئة بحتمية
الصلاح وترجو من الله الخير والفلاح ...
رغم الإبتلاء ورغم الجراح ...
القناعة إدراك للنِعم وإن قلت ْ
وشُكر للنقم وإن كثرت ...
لأنها طريق واسع تسير ُ به الروح
المطمئنة بحرص ِ الله عليها
دون خوف ٍ أو وجل ...
فيا من ضاقت بك الحياة وأنت على سرير المرض
تراقب ُ المارين بحزن وعينك تقطر ألم وحسرة
وأمنيات أن تعود كما كنت لتمارس حياتك
الطبيعية التي كانت ورحلت ْ !
يا من تجلس أمام البيت كل صباح تراقب ُ الناس
وتعد ُ أموالهم ونعم َ الله عليهم وترجو أن تكون مثلهم
وقد تلجأ للمحرمات من أجل ذلك كالسرقة والقتل
كمثال بسيط !!!
يا من تبكي لفراق ٍ أم ٍ أو قريب لم تتخيل الحياة بدونهم
ولو لثانية فجأة رحلوا وبقيت وحيدا ً كما ترى !!!
لكم جميعا ً أقول :-
القناعة هي أهم الطرق و أثمن الوسائل
لتحقيق رضاك الروحاني والنفسي والعقلي
بأن ما لك هو لك ولو إجتمع كل من في الأرض
على أن ينفعوك بشيء فلن ينفعوك بشيء إلا
قد كتبه الله لك ... ولو إجتمعوا على أن يضروك بشيء
فلن يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك ...
لا تحزن إجعل روحك أجمل من أرواح الآخرين بصبرها
وقناعتها برضا الله عنها رغم أن الجسد منهك بالمصائب والويلات ...
اجعل المال أتفه الطرق التي كما يُظن أنها تجلب لك السعادة الدنيوية
الزائلة ... فالمال يجلب المأكل ويجلب المشرب ويجلب الصحة
ولكن كل هذة مسببات وفق إرادة الله ... فإذا مرضت ُ فهو يشفين
هو الذي سخر لك المال دون أن تعلم أو أن تعمل حتى
هو الذي سخر لك الصحة وجعل الدواء إحدى أسباب ذلك بعد مشيئته
هو الذي صنعك وأحسن صُنعك ولذا وهبك
بخيرات ٍ لا تُحصى ونِعم لا تُعد
ربما جلب لك الإبتلاء في الدنيا
لكن هو الثراء في الآخرة
كن قنوعا ً وكفاك عند الله فخرا
كن قنوعا ً ولن تنال عن المكتوب ِ أمرا
كن قنوعا ً وإبتسم رغم الألم ِ صبرا
فليس لك في الدنيا سبيل ٌ
سوى القناعة ُ بقضاء ِ الله ِ قدّرا ...

كن قنوعاً ولا تنسى سعياً
فالقناعة أبداً مانافتْ حِرصا و حلماً
القناعة توكل لا تواكل ...
اللهم أحسن ختامنا
وإجعل الدنيا جسر السرور لنا
في حياتنا وبعد مماتنا


اللهم آمين
والله المستعان

















  رد مع اقتباس