لكل نفس عرش تتربع عليه وتستريح على قمته تحبه وتتفانى فيه وتعشقه وتحافظ عليه وترعاه وتقدره قدر استطاعتها.. وهذه طبيعة النفوس لا جدال في ذلك فما الحياة في مفهومها إلا ألف يعشق ومألوف يملأ الفكر والوجدان ومن العجيب إن طبيعة النفوس تختلف إن تقاربت أو تباعدت فالمزاج هو الحكم و الأمنيات هي مصدر الانطلاق الذي لا يتوقف ولن يسمح بالتوقف و أريد أن أعول عن واحده من تلكم النفوس فأخص التي رأت في الأسى عرشها وفى الألم مكانها فكانت كلماتها لي تقطر حزنا واسى ولوعه وشجن نتيجة حرمان أصابها أو نقص أحست به واليها تلك الكلمات مع كامل الحب والتقدير
سيدتي الفاضلة.. أبدا ما كانت الحياة ظلاما دامسا ولا وجودا عابثا وما كانت بالطائشة ولا هي بالغول الذي يهوى نهش أجساد أبنائه ويمزق لحومهم
سيدتي الفاضلة .. أشفق على الحروف التي احتوت عباراتك لقد حملتيها مالا تطيق و اوجعتيها أكثر مما تحتمل و أظن إن الحروف بكت ذلك إن كلماتك كانت ذات شجن يفوق كل وصف
سيدتي الفاضلة.. لست اتفق معك فيما قلتي .. أليس في الليل فسحه للسبات والنعيم به .. أليس في النهار إشراقه حلوه تنقل البهجة وكل يوم جديد يتناسل من الأمس يحمل معه ريحانه ذات مسك وعبير تملأ الجو ريحا طيبا
سيدتي الفاضلة .. إن إشراقه اليوم واحده و اشراقات الغد ألاف وبلايين فقط نتناسى ونتجاهل جمل الألحان الحزينة وعبارات الكلام التي تثير في النفس مرارة الأنين
سيدتي الفاضلة .. أليست النفوس بذور وزهور تحتاج إلى ماء عذب نقى وجو صافى مبلسم وأحضان أمان ورؤوس أمنيات تغنى نشيد الأمل .. فياسيدتى أعاتبك على كلماتك فما أظن الذي تعيشين فيه إلا كدر نسجتى خيوطه بقلقك أو هو قفص مادته ملتهبة تدمر ولا تعمر تبعثر ولا تجمع تحرق ولا تضئ
سيدتي الفاضلة .. أليس مع العسر يسر ؟ أليس بعد الضيق فرج ؟
أليس بعد المرض شفاء؟ أليس لكل داء دواء؟
أليس بعد الغربة مستقر ؟ وبعد الليل نهار ؟