[SiLver Spectra]

هناك الكثير من مشايخ الفضائيات ممن يتهكمون على فكرة تحديد النسل
في البداية علينا أولا أن نعرف المفهوم و الفكرة

يختلف المفهوم من دولة لأخرى ..فمثلا في الصين يمثل (تحديد النسل) قانون صارم بعدم ولادة السيدات الا لمرة واحده فقط و هي ما تسمى هناك (سياسة الطفل الواحد) المطبقة في أواخر السبعينات من القرن الماضي للكبح من المشكلات الاقتصادية و البيئية الناتجة من التكدس السكاني الرهيب
استطاعت الصين بدرجة كبيرة من حد الزيادة السكانية المطردة بتلك السياسة و لكنها عانت من مشكلات اخرى اجتماعية كارتفاع عدد الذكور و ازدياد معدل الاجهاض و غيرها

و هناك مفهوم (تحديد النسل) كتوعية للمواطنين بعدم انجاب عدد كبير من الأطفال دون فرض عقوبات على المخالفين لذلك
و هو ما أحبذه شخصيا

ماهي المشكلات المتعلقة بكثرة النسل في العصر الحالي ؟
بالطبع هناك فارق كبير بين عصور مضت و بين عصرنا الحالي ..فلم يعد هناك حروب تقتل و تقلل من السكان و من الرجال بالتحديد ..و لم يعد هناك حالات وفاة عند الولادة الا ما ندر . و أدى ارتفاع العناية الصحية الى اختفاء للأمراض و الأوبئة التي كانت تقضي على مجتمعات بالكامل في فترات زمنية قصيرة
كل تلك العوامل بالإضافة إلى تعقيدات الحياة العصرية و التي تتطلب عناية أكثر بالطفل و العديد من الاحتياجات التي يحتاجها الشخص الواحد ليصل إلى سن الإنتاجية في النهاية . تجعل من الضروري النظر بجدية في توعية المواطنين بضرورة تحديد النسل

هل تعلم أن نسبة الذكور تفوق الاناث في أغلبية دول العالم ؟
هناك الكثير ممن يعتقد ان عدد الاناث يفوق الرجال بكثير و بالتالي فتعدد الزوجات هو الحل ..و لكن بالبحث عن المعلومات و بيانات الاحصاء و المعلومات المصرية (على سبيل المثال) ستجد أن نسبة الذكور ممن ولدوا في 2012 فاقت ال51% و الاناث 48% و كسر
و يشكل مجموعهم 2.6 مليون مولود في عام واحد بينما شكلت الوفيات ما يزيد عن 400 ألف ..و هو ما يؤشر على أن الزيادة السكانية تفوق ال2 مليون نسمة كل عام

هذه خارطة توضح نسبة الذكور إلى الإناث في الدول
(اللون الأزرق الذكور اعلى و الاحمر الاناث اعلى)





و بالنظر الى جدول احصائي لكل الدول من الرابط

يتضح هنا أن نسبة الذكور إلى الإناث في مصر هي 103 ذكر لكل 100 أنثى
و 118 ذكر لكل 100 أنثى في السعودية

و ما يعادل النسبة في التركيبة الاجتماعية هو انخفاض متوسط عمر الذكر عن الأنثى

=============
نعود إلى موضوعنا و هو تحديد النسل
بحثت سريعا على النت لأجد أحد الفتاوي المتشددة التالية

-------------------------------
الإجابة: طلب الذرية والنسل أمر مشروع، وذلك لتكثير عدد الأمة. والنبي صلى الله عليه وسلم حث على تزوج الولود وقال: "إني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" (رواه الإمام أحمد في مسنده‏‏). فطلب النسل مشروع للمسلمين. وينبغي العناية به والتشجيع عليه، أما تحديد النسل فهذه دسيسة خبيثة دسها علينا أعداء الإسلام يريدون بذلك إضعاف المسلمين وتقليل عددهم. فتحديد النسل لا يجوز في الإسلام وهو ممنوع لأنه يتنافى مع المقصد الشرعي وهو تكثير أفراد الأمة وتكثير الأعضاء العاملين في المجتمع وتعطيل للطاقة التي خلقها الله سبحانه وتعالى لعمارة هذا الكون، فالنسل مطلوب وبه تحصل مصالح للأفراد وللجماعات وللأمة فهذه الفكرة. فكرة تحديد النسل فكرة مدسوسة على المسلمين وربما أنها أثرت على بعض المغفلين أو ضعاف الإيمان فتأثروا بها. فالواجب عليهم أن يمحوا هذه الفكرة من أنفسهم وأن يطلبوا النسل ويكثروا منه والأرزاق بيد الله تعالى، وكثرة النسل يأتي معها الخير لأن الله لا يخلق نفساً إلا ويخلق رزقها، وييسر ما تقوم به مصالحها والأرزاق بيد الله. فالذين يشكون أو يهددون بالأزمات الاقتصادية وأن كثرة السكان يترتب عليها الشح في الأقوات والأرزاق هذا كله من وحي الشيطان وأتباع الشيطان الذين لا يؤمنون بالله وبتقدير الله. أما الذين يؤمنون بالله يعتمدون عليه ويتوكلون عليه ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره. ولما كان المشركون يقتلون أولادهم خشية الفقر نهاهم الله عن ذلك فقال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً} [سورة الإسراء: آية 31]، وقال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} [سورة الأنعام: آية 151]، فدل هذا على أن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى وإن كل نفس يقدر الله لها الرزق وبكثرة النسل تكثر الأرزاق والإنتاج ويكثر العاملون.
------------------------

لا أدري ما الرابط بين القتل و تحديد النسل ..
حتى ان طبقتها بعض الدول فالعيب في طريقة التطبيق و ليس في المفهوم العام لها

سأستعرض الآن أهمية تحديد النسل في مصر

الزراعة





الناظر إلى خارطة مصر للوهلة الأولى يدرك أن هذا البلد لا يمكنه توفير الغذاء لعدد غير محدود من البشر
فمساحة الدلتا (و هي الأرض الأوسع الصالحة للزراعة) لا تتعدى 33 ألف كيلو متر مربع ..و هو ما يعادل تقريبا 3 أضعاف دولة (قطر) الصغيرة و نصف مساحة سيناء
يتكدس بها ما يقارب ال60 مليون نسمة ..((يقل 9 مليون ان فصلنا القاهرة )) و الباقي يمتد على ضفاف النيل في الصعيد
بينما لا يتعدى عدد من يسكنون الصحاري ال3 مليون نسمة في مصر

فهل بالإمكان اذا تحقيق اكتفاء ذاتي لدولة يتنامى فيها عدد السكان بشكل غير محدود ؟
إن كنا في البرازيل او أوروبا أو في الصين أو في بلاد الطبيعة و الغابات فستكون الإجابة : نعم بالامكان مستقبلا إلى أن نصل إلى حد ما ..((فلا يعقل أن تستطيع مزرعة بمساحة معينة من اطعام عدد لا ينتهي من البشر))

أما في بلاد الصحراي القارصة و التي يشقها النيل ..فالرقعة الزراعية محدودة .. و من هنا فأنا ارى أن مصر تستطيع تحمل ما لا يزيد عن 30 مليون نسمة ليتمكن كل مواطن من العيش بحياة كريمة مقبولة

فالتكدس و البناء على الاراضي الزراعية و صعوبة استصلاح الصحراء و تحديات دول المنبع التي ستزداد حصتها من مياه النهر مع بناءها للسدود و بالاخص اثيوبيا ..جميعها عوامل تؤدي إلى تدهور قيمة محصول الفرد من الغذاء المحلي

و لمعلوماتك : فسد النهضة الاثيوبي سيغير خارطة مصر الجغرافية ! ..بالتحديد بحيرة (ناصر) فسيتقلص حجمها بما يعادل النصف بسبب انتقاص حصة مصر من النيل و بالتالي سيكون هذا على حساب ما يتم تخزينه في البحيرة ((ما يتم تخزينه في البحيرة هو احتياطي استراتيجي يستخدم في حالة حدوث جفاف في منابع النيل كما حدث في الثامنينات))

::::::::::

الكهرباء

في وقت تعاني مصر من انقطاع في الكهرباء بشكل متكرر و تتحدث الحكومة عن أن المشكلة تتعلق بازدياد الاستهلاك و الذي هو أيضا ازدياد في عدد السكان. لم تلتفت الحكومة الجديدة بل تجاهلت برامج الأسرة التي كان يتبناها النظام ما قبل الثورة ..كحملات التوعية بالإكتفاء بطفلين و اعلانات ( العزوة مش بالعدد ..العزوة بمستقبل البنت و الولد ) . و بما أن حكومتنا الجديدة من التيار الإسلامي الذي يرى أن تحديد النسل ماهو الا مصطلح دخيل علينا من الغرب لتدمير مجتمعاتنا كما يرى البعض ( لا أدري ايضا كيف) و كاننا نعيش في عالم مطاطي يسع الجميع!!

الكرة الأرضية بطبيعة الحال لن تتحمل ضعف عدد السكان الحالي لها (8 مليار) . فمن يقرأ و يطلع على وثائقيات البيئة و الموارد المستنزفة و اقطلاع الغابات سيدرك مدى الخطر القادم علينا . و سيدرك أن الترشيد لا يبدأ من الاستهلاك بل من النسل

سأعرض عليكم قائمة الدول حسب انتاج الطاقة الكهربائية بالجيجا وات




لاحظ هنا ان مصر ترتيبها يتأخر عن السعودية التي عدد سكانها لا يزيد عن ثلث عدد سكان مصر
و لاحظ تركيا ايضا و التي عدد سكانها يشابه مصر او اقل بقليل ..انتاج الكهرباء يقترب من ضعف ما تنتجه مصر

أما الجدول التالي فيوضح وسائل انتاج الطاقة




و هنا يتضح أن مصر لا تعتمد على السد العالي في انتاج الطاقة و التي تشكل فقط 15 جيجا وات (اي ما يعادل 11.4% )
و لكن انخفاض الانتاج بالطبع سيؤثر على الشبكة و لكن ليس بالطريقة التي يقولها البعض (ستغرق مصر في الظلام)

و ما لفت انتباهي في استكمالي للجدول هو ان فرنسا تنتج 76% من طاقتها الكهربائية من المفاعلات النووية
و التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون ..تنتج 4 اضعاف ما تنتجه مصر

و ما يتضح هنا ايضا هو ان انتاج مصر لا يتناسب مع عدد السكان بالمقارنة بالدول الاخرى

(( مع العلم أن قطع الكهرباء يؤدي لازدياد اكبر في المواليد ))

في النهاية ..
ما أحب أن أوضحه قبل انقطاع الكهرباء عندي
هو أن تحديد النسل مهم في مواجهة التحديات
على الاقل سيتح لنا فرصة في مواجهة المشاكل و اعادة تنظيم المجتمع (كمحاولة تطوير العشوائيات)على خلاف الزيادة المستمرة . فالحكومة تعاني من عجز تنمية العدد الحالي ..فماذا تتوقع من تنمية الإزدياد !!

و بمناسبة تحول قسم النقاش إلى قسم حصري ..فأتمنى من الجميع المشاركة في الراي ..
هل أنت مع تحديد النسل ؟ و ماهي الطريقة المناسبة لذلك حسب رايك ؟