عــــمر مـــن الــحـــب
منذ غادرت الصحراء لأول مرة ومعى صورة ذلك البدوى المبهور منحبس الانفـاس
تهـتز في صدرة وريقـات شـبه ذابله لحب ساذج قـديم لكنه بالرغم
مـن ضيق ذات الـيد
وضعف القدرة على التحليق.
كان يرى فى الحب كونه وعالمه وفى موطىء لمسه محبوته من تلك الصحراء المتربه
طريقــه للـخلاص وفـى لـهفـتهـا الـمتـوجـسـه المستحثه
خلف رواق بيت بريقه المتوهج .
بالفرح والمؤانسه .
وفى تلك البلاد ينخلع القلب ويتمرد العقل ويطغى حس الجماعه
انها سنوات المد والـمجــازفـــه وركـوب الاخـطـار وادعــاء الـبطـولات
وعـصـر احـتواء الـعـلم فـى مـذاق .
اجـنبــى الــصـنـع عــربــى الـمـذاق .
ويبدأ عذاب جديد ينضج من خلاله وجدان الفتى البدوى على نار
لم تهدأ وترتج خلاياه وزوايـاه مع حس المسئولية ومعاناة الاختيار وفرحه امتلاك الحريه .
ان سكون الطمأنينة يرحل الان الى غير رجعه وعبء المسئوليه
يرسخ وئيدا فى القرار البعيد من نفسه ويزدادثقله والطريق المتشعبه
لم تعد تشى بموطىء خطى المحبوبة وانما .
هى اتجاهات تمزقه بين الحيره
والتردد والاقدام والاحجام
وقدره المعلق على طرف ساريه مبحره فى المجهول
يرسل اليه من خلال الانواء والاعاصير قطرات من ضوء ولمحا من شعاع .
ويدور العمر دورته مره ومرات
ومع كـل دورة يلـتـمع وجـه حــبيب وعينان مؤانستان
وفرح طـاغ وعـذابات جــديـدة .
وتتكسر نضال على نضال ويدرك ذلـك الـبدوى
الذى غطت مـلامحه القديمه طـبقات مـتراكـمه مـن التجريب والانفلات
والاقنعه سعه ذلك القلب الانسانى .
الذى يجمع فى قبض حجمه الصغير الاف الجداول والقنوات تجتمع
وتختلـط تنصهر وتتداخل يطـفو بعضها ويجف البعض لكن التيار الرئيسى يتشكل ويستمر .
ومـن خلال هذه المصـائب تلـتمـع صوره الـحبيبه عـبر مراحل هذا العمر
سرابا تعجز الـكلمات عـن تصيده وصوتا حانيا يهدهد مسيره الغربة .
و الاغتراب ومقتنى جميلا لنشوة الحس والشعور وكيانا انسانيا مشاركا فى رحـله الـحياه
وصنع الـخلاص ومـواجـهته اقـدار الــطريـق .
ومن قطره الغيم المسافرة الى مرحله الخلاص وان اها ان تنفرد بموقعها الخاص
ومذاقها المتميز باعتبارها دوائر متلاحقه وعمر من الحب .......