وقفه مع رائعة من الروائع(ليزيد ابن معاويه)
أ راك طروبا والها كالمتيم = تطوف بأكناف السجاف المخيم
اصابك سهم ام رُميت بنظرة = فما هذه الا سجية من رمي
على شاطيء الوادي نظرت حمامة =فطالت عليّ حسرتي وتندميِ
خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني = رأيتُ بعيني في أناملها دمي
خذوا بدمي منها فإني قتيلها = فلا مقصدي ألا تجود وتنعمي
ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها = ولكن سلوها كيف حل لها دمي
وقولوا لها يا منية النفس إنني = قتيل الهوى والعشق لو كنتِ تعلمي
ولا تحسبوا أني قتلت بصارم = ولكن رمتني من رضاب بأسهم
ولي حزن يعقوب ووحشـه يونـس = وآلام أيـــوب وحـســرة آدم
حجازية الألحـاظ مكيـة الحشـى = هلاليـة العينيـن طائيـة الـفـم
أغار عليها من أبيها وأمها = ومن خضة المسواك إن دار في الفم
أغار على أعطافها من ثيابها = إذا ألبستها فوق جسم منعم
وأحسد أقداحا تقبلُ ثغرها = إذا أوضعتها موضع المزج في الفم
ولو قبـل مبكاهـا بكيـت صبابـة = لكنت شفيت النفـس قبـل التنـدم
ولكن بكت قبلي فهيج لـي البكـاء = بكاهـا فكـان الفضـل للمتـقـدم
بكيت على من زين الحسن وجههـا = وليس لها مثـل بعـرب وأعجمـي
ممشوطة بالمسك قد فاح نشرهـا = بثغـر كـأن الـدر فيـه منـظـم
ولمـا تلاقينـا وجــدت بنانـهـا = مخضبـه تحكـي عصـارة عنـدم
فقلت خضبت الكف بعـدي ,هكـذا = يكـون جـزاء المستهـام المتيـم
فقالت وأبدت في الحشى حرق الجوى = مقالة من في القول لـم يتبـرم
وعيشـك ما هـذا خضـاباً عرفتـهُ = فلا تكُ بالبهتان والـزور متهمـي
ولكننـي لمـا رأيـتـك نائياً = وقد كنت لي كفي وزنـدي ومعصمـي
بكيت دما يـوم النـوى , فمسحتـهُ = بكفي فاحمرت بناني من دمي
أشارت برمش العين خيفـة أهلهـا = إشـارة محـزون ولــم تتكـلـم
فأيقنت أن الطرف قد قـال مرحبـا = وأهـلا وسهـلا بالحبيـب المتيـم
وقبلتهـا تسعـا وتسعيـن قبـلـة = مفرقةبالكـف والـخـدِ والـفـم